غرينلاند جزيرة نائية تحوّلت إلى "ترند" لاستقطاب السياح

14 يناير 2025
مصايد الأسماك في شمال ويستغرينلاند بغرينلاند، 5 مايو 2020 (مارتن زويك/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصبحت غرينلاند وجهة سياحية شهيرة بفضل اكتشاف مناطق جديدة مغطاة بالجليد وكائنات قديمة، حيث زارها 76,477 سائحًا في عام 2023، بزيادة 64% عن العام السابق، مما جعلها تتصدر وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2024.
- يمكن الوصول إلى غرينلاند عبر رحلات بحرية أو جوية من الولايات المتحدة، كندا، الدنمارك، وآيسلندا، مع نصائح بالتوقف في آيسلندا للتكيف مع التغير في درجات الحرارة.
- تقدم غرينلاند أنشطة سياحية فريدة مثل صيد الأسماك على الجليد، التجديف بالكاياك، والغوص، مع ضرورة الالتزام بتعليمات السلامة ومرافقة مرشدين متخصصين.

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن اكتشاف مناطق جديدة في العالم، وتحديداً مناطق في القارة الجنوبية والشمالية. وتناولت وسائل إعلام عديدة وجود كائنات منذ ملايين السنين مغطاة بالجليد، وتحديداً في جزيرة غرينلاند الدنماركية، التي باتت تحظى بشعبية بين رواد السياحة حول العالم، وكذا بين الساسة ووسائل الإعلام العالمية بعد أن هدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أكثر من مرة بالتحرّك عسكريا لضم قناة بنما وجزيرة غرينلاند إلى الولايات المتحدة وتغيير اسم خليج المكسيك واستخدام "القوة الاقتصادية" ضد كندا.

وبحسب الإحصاءات الرسمية في غرينلاند، زارها ما يقارب 76477 سائحاً في عام 2023، وهو ما يزيد بنسبة 64% عن عدد الأفراد الذين زاروها عبر السفن السياحية مقارنة بعام 2022. وهو ما جعلها تتصدر قائمة اهتمام رواد وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2024، من خلال التركيز على نشر محتوى أكثر حول الحياة في تلك الجزيرة، والدعوة لزيارتها.

عوامل عديدة، بحسب مجلة فوربس الأميركية، تجعل زيارة الجزيرة على قائمة اهتمام السياح، من ضمنها اكتشاف مناطق بعيدة عن صخب الحياة اليومية، واكتشاف الطبيعة بأشكال مختلفة، والأهم من ذلك، التعرف إلى نمط الحياة الباردة.

تقع غرينلاند في شمال المحيط الأطلسي، وهي أكبر جزيرة في العالم، وتقع ضمن الأراضي الدنماركية. وأقرب مكان لها هو جزيرة إليسمير الكندية، التي تقع على بعد 26 كيلومتراً إلى الشمال، وأيسلندا التي تقع على بعد يناهز 321 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي. الزيارة الى هناك ليست بسيطة، وهناك عدة طرق للوصول إليها، في حال قررتم زيارتها هذا العام.

آليات السفر

عادة ما يشاهد ركاب الطائرات المتوجهة من أوروبا إلى الولايات المتحدة أو العكس الجزيرة، وهي مغطاة بالكامل بالثلج، ولا يعي المسافرون أن هذه القمم الجبلية والمناظر البيضاء أسفل الطائرة، عبارة عن جزيرة تضم العديد من الكائنات الحية، والكثير من الأسرار الطبيعية. الوصول إلى غرينلاند، عادة ما يمر بطريقين، إما من خلال رحلات بالسفن السياحية التي تنطلق إما من الولايات المتحدة أو كندا، أو من خلال الطائرات، وعادة ما يتطلب حجز تذكرة سفر إلى غرينلاند، الانتظار لجدولة الرحلة من قبل شركات الطيران.

يمكن للمسافرين من كندا والولايات المتحدة التوجه بالطائرات إلى الجزيرة، كما يمكن لسكان أوروبا الوصول إليها عبر طائرات من الدنمارك وآيسلندا فقط. تكاليف السفر بالطائرة لا تتعدى 300 دولار، ويجب الحجز مبكراً، للحصول على أفضل الصفقات. وتنصح الخطوط الجوية الآيسلندية، بضرورة التوقف في آيسلندا بعد الزيارة على الأقل لمدة يوم أو يومين قبل العودة نهائياً الى أوروبا أو أي دولة أخرى، إذ يحتاج الإنسان لفترة راحة وتوازن نفسي وجسدي بسبب الانتقال من الطقس القارس إلى الطقس المعتدل.

تجربة مختلفة

الحياة في غرينلاند، مع انخفاض درجات الحرارة إلى أكثر من 30 درجة مئوية تحت الصفر، تجبر السكان المحليين على ابتكار العديد من الأساليب للعيش. ومن ضمن النشاطات التي يستخدمها السكان، ويشارك بها السياح، تجربة الصيد بالجليد. وهو أحد أقدم أشكال الحصول على الطعام في غرينلاند. ولذلك فإن ممارسة صيد الأسماك على الجليد في غرينلاند تعتبر تقليداً ثقافياً قديماً، وهو ما سمح للإنويت القدماء (السكان الأصليون) بالبقاء على قيد الحياة في أقسى الظروف.

يُعد صيد الأسماك على الجليد طريقة لا تزال نشطة في صناعة صيد الأسماك المزدهرة في غرينلاند، ويستمر العديد من الصيادين في استخدام الشكل الأصلي للنقل، وهو ركوب الزلاجات التي تجرها الكلاب، للوصول إلى مواقع صيد الأسماك على الجليد في المضايق المتجمدة. ويحتاج السائح إلى بعض الأدوات الضرورية للصيد، من ضمنها أداة يدوية لكسر الجليد، أو مثقاب لحفر حفرة عبر الجليد. ثم يقوم الصيادون بإسقاط خطوط طويلة قد يصل طولها إلى 1000 متر في عمق الماء، والانتظار بعد لساعات للحصول على الأسماك.

إلى قلب الطبيعة

التجول في غرينلاند بواسطة السفن والمركبات السياحية من أكثر الرحلات التي يمكن للزوار القيام بها، خاصة أن ساحل غرينلاند مليء بالمضايق والخلجان، وهذا يعني أن هناك مئات الأنهار الجليدية التي يمكن اكتشافها وزيارتها. وبرودة الطقس تساعد السياح على ممارسة رياضة التجديف بالكاياك، وهم يطفون على الأنهار الجليدية.

من الرحلات السياحية التي تجذب الزوار أيضاً، زيارة "النهر الأزرق" وهو عبارة عن مياه ذائبة أعلى نهر بيترمان الجليدي، والذي يقع في أقصى شمال غرينلاند. يقع النهر الجليدي على حافة حديقة غرينلاند الوطنية (أكبر حديقة وطنية في العالم)، والتي لا يدخلها عادة إلا العلماء والمستكشفون الذين لديهم تصريح خاص.

يمكن أن تكون الأنهار الجليدية خطيرة وغير متوقعة، ويتغير النهر الأزرق نفسه باستمرار مع ذوبان النهر الجليدي، إلا أن فرص القيام بهذه التجارب استثنائية وخاصة، ويمكن للدليل السياحي مساعدة الزوار، وتزويدهم بأساليب الوقاية والأمان.

رياضة الغوص في غرينلاند

الغوص في المياه الباردة في غرينلاند، عادة ما يجري في المياه الصافية مع الجبال الجليدية وحطام السفن التاريخية والحياة النباتية الغريبة. يتطلب الغوص في تلك المنطقة، قوة الشخصية لأن البيئة تحت سطح المحيط تتطلب انتباه الغواص الكامل، بسبب برودة المياه، وطبيعة الكائنات الحية.

تضم المياه عدداً كبيراً من النباتات والحيوانات والأسماك المختلفة التي لا يمكن التعرف إليها، إلا في تلك المنطقة، على غرار سمك السلور، بالإضافة إلى أن الغوص يعطي فرصة للغواصين لاكتشاف أكبر الغابات الخاصة بالأعشاب البحرية. تنصح السلطات في البلاد الغواصين بضرورة الالتزام بالتعليمات وبالأماكن التي يمكن لهم فيها ممارسة هذه التجربة، كما ينصح أيضاً بضرورة مرافقة الغواصين بعض المرافقين المتخصصين بالمياه المتجلدة. بحسب موقع visist greenland، يمكن للزوار اكتشاف طبيعة مختلفة عن أي مكان آخر في العالم، واكتشاف أسرار الطبيعة البكر.

المساهمون