غاز أذربيجان يتدفق إلى سورية عبر تركيا لزيادة إنتاج الكهرباء
استمع إلى الملخص
- أعرب وزير الطاقة التركي عن شكره لسوريا وأذربيجان وقطر، مشيراً إلى خطط لزيادة تصدير الكهرباء إلى سوريا بنسبة 25%، وتم توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز البنية التحتية للطاقة.
- أعلنت قطر عن افتتاح خط أنبوب الغاز لدعم إعادة الإعمار في سوريا، مما يرفع ساعات تشغيل الكهرباء بنسبة 40% لأكثر من 5 ملايين مشترك، بمساهمة تتجاوز 760 مليون دولار.
بدأ اليوم السبت، تدفق للغاز الطبيعي من أذربيجان عبر تركيا إلى سورية وبتمويل من قطر لزيادة إمدادات الكهرباء اليومية من 3-4 ساعات إلى 10 ساعات. واكتمل الربط بين كيليس التركية وحلب السورية في 21 مايو/أيار الماضي، مع إصلاح خطوط أنابيب الغاز الطبيعي المتضررة.
وبدأ تصدير الغاز من الخط، الذي تبلغ طاقته اليومية 6 ملايين متر مكعب، اليوم السبت، ويمكن أن تصل كمية الغاز المنقول عبر هذا الخط وفقاً لوكالة الأناضول، إلى ملياري متر مكعب سنوياً. ومن المقرر أن يستخدم هذا الغاز لتوليد الكهرباء في محطة توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي في حلب، وتحويله إلى ما يقارب 1200 ميغاوات من الكهرباء. وسيضاعف هذا تقريباً كمية الكهرباء المُولّدة حالياً في سورية، ويزيد إمدادات الكهرباء اليومية في سورية، التي تستغرق حالياً 3-4 ساعات، إلى 10 ساعات.
وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، إنه يمكن تصدير ما يصل إلى ملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى سورية سنوياً عبر هذا الخط. وأوضح خلال مراسم احتفال بهذه المناسبة في ولاية كيليس، أن هذه الكمية ستلبي احتياجات خمسة ملايين أسرة سورية من الكهرباء. كما لفت إلى أن تركيا تقوم بتصدير الكهرباء إلى سورية عبر ثماني نقاط مختلفة، مرجحاً زيادة قدرة التصدير بنسبة 25% أولاً وإلى أكثر من الضعف لاحقاً، بحسب وكالة الأناضول.
وأعرب بيرقدار عن شكره لسورية وأذربيجان وقطر لمشاركتها في المشروع، مشيراً إلى أن تركيا تزود مناطق عفرين وإدلب بالطاقة الكهربائية منذ 2017. وأضاف "نصدّر حالياً الكهرباء إلى سورية من ثماني نقاط مختلفة، في البداية، سنزيد طاقتنا التصديرية بنسبة 25 %، ثم سنضاعفها بأكثر من الضعف مع إضافة خطوط ربط جديدة". وتابع "عند اكتمال الربط، ستصل طاقتنا إلى 861 ميغاوات، ما يُلبّي احتياجات 1.6 مليون أسرة سورية من الكهرباء".
ولفت بيرقدار إلى أنه التقى مع نظيره السوري محمد البشير في مايو/أيار الماضي لمناقشة الدعم الفني وفرص التعاون لتعزيز البنية التحتية للكهرباء والغاز الطبيعي في سوريا خلال عملية إعادة الإعمار ما بعد الحرب. وشدد على استعداد تركيا لأي تعاون بناء من شأنه أن يساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وتلبية احتياجات الطاقة الأساسية للشعب السوري. وأضاف زرنا دمشق وناقشنا مواضيع مهمة كالكهرباء والغاز الطبيعي والنفط. ووقعنا مذكرة تفاهم في مجالات الطاقة والتعدين والهيدروكربونات".
وأردف: "بهذه الاتفاقية، وضعنا إطاراً لتطوير التعاون بين بلدينا في مجالات الطاقة والتعدين والهيدروكربونات، واتخذنا خطوة مهمة لنقل الغاز عبر تركيا لتلبية احتياجات محطات التوليد في حلب". وبيّن أن خط الأنابيب الحالي سيتم تمديده ليصل إلى محطات توليد الطاقة في محافظة حمص. حضر مراسم الاحتفال إلى جانب وزير الطاقة التركي، كل من وزير الطاقة السوري محمد البشير والاقتصاد الأذري ميكائيل جباروف ورئيس صندوق قطر للتنمية فهد حمد السليطي وممثلين عن الدول المشاركة في المشروع.
وتُعد محطة حلب الحرارية، الموجودة في منطقة السفيرة جنوب شرق مدينة حلب، إحدى الركائز الأساسية في منظومة توليد الطاقة الكهربائية في سورية، وتستخدم بشكل أساسي الغاز الطبيعي والمازوت.
من جانبه، قال إلشاد نصيروف نائب رئيس شركة النفط الأذرية (سوكار) لوكالة رويترز اليوم السبت، إن أذربيجان ستصدر 1.2 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً إلى سورية من حقل شاه دنيز للغاز في بحر قزوين، والذي تديره شركة بي.بي. وقال وزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكائيل جباروف إن المشروع جاء بعد اتفاقات في إبريل/ نيسان ويوليو /تموز بين رئيس أذربيجان إلهام علييف والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.
وأضاف جباروف، خلال الاحتفال ذاته، إن الغاز سيُنقل عبر الأراضي التركية إلى سورية بموجب ترتيب منسق. وأشار أنه "من خلال بدء صادرات الغاز إلى سورية، تظهر أذربيجان أنها قادرة على تصدير الغاز ليس فقط إلى الغرب، بل إلى الشرق والجنوب أيضاً". وقال وزير الطاقة السوري محمد البشير إن إمدادات الغاز ستدعم احتياجات الطاقة الأساسية في المناطق المتضررة من الصراع. وقال مدير الشركة السورية للغاز، يوسف اليوسف لـ "تلفزيون سوريا" إن كميات الضخ في اليوم الأول تبلغ 745 ألف متر مكعب من الغاز، على أن تزداد تدريجياً خلال الأسبوع المقبل، بما يدعم استقرار الشبكة الكهربائية.
دعم قطر لقطاع الكهرباء في سورية
من جانبها، أعلنت دولة قطر، ممثلة في صندوق قطر للتنمية، افتتاح خط أنبوب الغاز الطبيعي بين تركيا وسورية، وذلك بالتعاون بين دولة قطر وأذربيجان وسورية وتركيا. وأوضح صندوق قطر للتنمية، في بيان له اليوم وفقاً لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن إمدادات الغاز الطبيعي بدأت بالتدفق من أذربيجان إلى سورية مروراً بتركيا، وهو ما يمثل خطوة مفصلية في مسار التضامن الإقليمي وتعزيز الروابط بين الدول الشقيقة.
وأضاف البيان أن المشروع تم تنفيذه في وقت قياسي، ليشكل خطوة حيوية في دعم عملية إعادة الإعمار والاستقرار في سورية، التي بدأت عقب التطورات التاريخية في ديسمبر/كانون الأول 2024، مشيراً إلى أن الخط المرمم يصل بين مدينة كيليس في تركيا ومدينة حلب في سورية، وتبلغ طاقته اليومية لنقل الغاز ما يصل إلى 6 ملايين متر مكعب. وأشار إلى أن ذلك، يأتي في إطار جهود دولة قطر والتزامها بدعم تعافي سورية واستقرارها، من خلال صندوق قطر للتنمية، وذلك عبر دعم إنتاج الكهرباء من خلال هذه المبادرة، حيث سيسهم بدء تدفق الغاز الطبيعي إلى محطة كهرباء حلب بشكل كبير في تعزيز إمدادات الكهرباء في سورية.
والخميس، أعلن صندوق قطر للتنمية البدء بالمرحلة الثانية من دعم الطاقة الكهربائية، بطاقة استيعابية تبلغ 800 ميغاوات. وأوضح الصندوق في بيان وفقاً لـ "قنا"، أن المرحلة الثانية ستبدأ بتاريخ 2 أغسطس/آب 2025 وتستمر لمدة عام كامل، بإمدادات الكهرباء وذلك من أذربيجان إلى سورية مروراً بتركيا، حيث سيتم استقبال الإمدادات ابتداء من محطة حلب وسيتم توزيعها على المدن والأحياء المختلفة بسورية.
وسيسهم هذا الدعم في رفع عدد ساعات تشغيل الكهرباء إلى 5 ساعات يومياً، بما يعادل تحسناً بنسبة 40 % يومياً لأكثر من 5 ملايين مشترك في سورية، كما يعزز استدامة الطاقة في المناطق التجارية والخدمية والمصانع. ونُفذت المرحلة الأولى من المشروع، بطاقة استيعابية بلغت 400 ميغاوات، حيث ساهمت بشكل ملحوظ في استقرار الشبكة الكهربائية، ودعم القطاع الصناعي، ورفع عدد ساعات التشغيل في المناطق الحيوية من 16 إلى 24 ساعة يومياً.
#Canlı 📡
— T.C. Enerji ve Tabii Kaynaklar Bakanlığı (@TCEnerji) August 2, 2025
Türkiye-Suriye Doğal Gaz Boru Hattı Açılış Töreni https://t.co/jvMcts6EfM
وبهذا، يصل إجمالي مساهمات صندوق قطر للتنمية في قطاع الكهرباء في سورية وفقاً للبيان إلى أكثر من 760 مليون دولار، تأكيداً لالتزام دولة قطر الثابت بدعم الشعب السوري الشقيق، وتعزيز البنية التحتية الحيوية لضمان حياة كريمة وآمنة للمواطنين. والأربعاء، أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، أنه اعتباراً من 2 أغسطس/آب سيبدأ تصدير الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى محافظة حلب شمالي سورية، عبر ولاية كيليس التركية. وأشار بيرقدار، إلى أن خط الغاز الطبيعي الممتد من ولاية كيليس إلى محافظة حلب اكتمل في مايو/ أيار الماضي، وأن التدفق الأول للغاز سيبدأ عبر هذا الخط. وبيّن أن تركيا ستتعاون مع أذربيجان وقطر في هذه المرحلة.
وكان وزير الطاقة السوري محمد البشير، قد أكد، الأربعاء الماضي، أن الغاز المستورد من أذربيجان سيمكن من توليد نحو 900 ميغاواط من الكهرباء، وفقاً لوكالة الأنباء السورية "سانا".وفي 12 يوليو/ تموز الماضي، وقعت دمشق مذكرة تفاهم مع شركة النفط الأذرية "سوكار" (حكومية) لتوريد الغاز الطبيعي، على هامش زيارة رسمية أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى باكو. وعقب التوقيع، قال وزير الطاقة السوري محمد البشير عبر منصة إكس: "ناقشنا سبل تعزيز التعاون في مجال الغاز الطبيعي لتأمين مستقبل الطاقة في سورية، وتم توقيع اتفاق مع شركة سوكار بخصوص توريد الغاز الطبيعي إلى سورية في خطوة نحو الاستقلال بالطاقة وبناء شراكات استراتيجية تخدم الوطن والمواطن".
ويعاني قطاع الكهرباء في سورية واقعاً هشاً جراء تدمير معظم محطات توليد الطاقة خلال الحرب التي شنها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد على السوريين 14 عاماً. وعقب سقوط نظام الأسد، بدأت تركيا أيضاً تطور علاقاتها في مجال الطاقة مع سورية، وأُنجِزَ الربط بين كيليس التركية وحلب السورية في 21 مايو أيار الماضي مع إصلاح خطوط أنابيب الغاز الطبيعي المتضررة.
وقبل عام 2011، بلغ إنتاج الكهرباء في سورية نحو خمسين مليار كيلو واط، ولم يكن ترشيد الكهرباء يحدث إلا في أوقات الذروة ولساعات محدودة، وكان يتم توليد ما يقدر بحدود 9000 ميغاوات، عبر 13 محطة كهربائية، أهمها ست محطات تعد المحور الرئيس في توليد وتوزيع الكهرباء على شتى أنحاء سورية وهي: محطة دير علي الحرارية جنوب دمشق، ومحطة جندر، جنوب محافظة حمص، ومحطة حلب الحرارية، وسدّ الطبقة، ويعتبر أحد أهم مشروعات الطاقة الكهرومائية في سورية، إضافة إلى محطتي بانياس والزارة.