عين أسماء الأسد على "الخليوي الثالث" في سورية

عين أسماء الأسد على "الخليوي الثالث" في سورية

14 ابريل 2021
نظام بشار الأسد يشدّد سيطرته على قطاع الاتصالات (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

عاد الحديث في سورية عن طرح مشغل ثالث للخليوي، للاستثمار، بعد دخول شركة "سيرتيل" عام 2001، ومن ثم شركة "أنفستكوم" للمشغل المصري نجيب ساويرس، الذي انسحب لاحقاً لتحول الشركة إلى "إم تي إن" ومن ثم إلى "94"، وكان رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، يتملك معظم أسهمها، قبل أن يتم الحجز على أمواله، العام الماضي.
وتضع أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام السوري، يدها على قطاع الاتصالات الخليوية بسورية، كما تقول مصادر من العاصمة السورية دمشق لـ"العربي الجديد"، وتسعى للاستحواذ على الشركة الجديدة.
وكشف وزير الاتصالات والتقانة بحكومة بشار الأسد إياد الخطيب أن المشغل الثالث لخدمات الاتصالات يستعد للانطلاق، العام الجاري، مؤكداً في تصريحات صحافية خلال المؤتمر الدولي الثالث للتحول الرقمي، الذي اختتم اعماله بدمشق الأحد الماضي، أن المشغل سيكون "وطنيا بامتياز"، مبدداً ما قيل حول دخول شركة "MCI" الإيرانية كمستثمر للخليوي بعدما وقعت مع حكومة الأسد، عام 2017، مشروع المشغل الثالث في سورية.
وقال الخطيب إن المشغل الثالث سيكون قيمة مضافة لقطاع الاتصالات السورية، ويزيد في تنافسية هذا المجال، ما يرفع من أداء الخدمات وسويتها، فضلاً عن تعزيز شمولية شبكة الاتصالات لتغطي نحو 99% من أراضي البلاد، وإتاحة خدماتها لشريحة أكبر من المواطنين.
ويعتبر مسؤول سوري سابق، رفض ذكر اسمه، أن طرح الوزير هذا التصريح "يستهدف بعث رسالة بأن سورية بخير، لأن الوضع الراهن للبلاد، حكومة وشعباً، لا يسمح بالتفكير بأكثر من تأمين مستلزمات الحياة الضرورية، من طعام ومشتقات نفطية، كما أن السوق السورية المغرية بعام 2001 والتي أكسبت شركة "سيرتيل" أكثر من مليار دولار كل عام، أصبحت الآن "سوقا بائسة"، فالناس بمعنى الكلمة يحتالون على طرق العيش والاستمرار، ومن "الحماقة وليس المجازفة لأي رأسمال أن يفكر باستثمار مليارات الدولارات في سورية حالياً".
ويضيف المسؤول، متحدثا لـ"العربي الجديد": "إذا قفزنا عن الواقع المعيشي وتراجع القدرة الشرائية لنفكر فقط بتأمين مستلزمات المشغل الثالث، ومن هي الدول أو الشركات التي ستكسر العقوبات وتمد المستثمر بالتجهيزات، فإن السؤال الأهم: ما حاجة أسماء الأسد للمشغل الثالث، بعدما سيطرت على المشغلين (سيرتيل و94) في سورية؟".

وكانت زوجة رئيس النظام السوري قد وضعت يدها على شركتي الاتصالات الخليوية بسورية، بعد مصادرة "سيرتيل" من مخلوف، كما وضعها عزمي ميقاتي في واجهة استثمار 94، لأن الشريكين اللبنانيين (طه ونجيب ميقاتي) لهما نسبة ضئيلة، وليس من المستبعد، بحسب مصادر سورية، إبعادهما بالمطلق عن الاستثمار، إذا اقتضت الضرورة.
ويرى مستثمر سوري، رفض ذكر اسمه، أن رسالة وزير التقانة إياد الخطيب "موجهة لإيران بالمقام الأول"، لأن طهران كانت مصممة على استثمار مصرف ومشغل خليوي بسورية، إذ تم الاتفاق في شهر فبراير/ شباط من عام 2008، بين الشركة الإيرانية "ام سي آي" ووزير الاتصالات بحكومة الأسد، على دخول الشركة الايرانية في نهاية عام 2019 كمشغل ثالث للخليوي بسورية، بحجم استثمار يصل لنحو 300 مليون دولار، تحصل الحكومة السورية على جزء منه نتيجة تأهيل البنى التحتية، فضلاً عن حصة الدولة بالأرباح المتوقعة سنوياً بنحو 12 مليار ليرة سورية. ويضيف المستثمر السوري أن جزءاً من الرسالة ربما يكون موجها لروسيا بهدف طمأنتها بعدم تمدد إيران.
يذكر أن حافظ الأسد كان يمانع دخول تقنيات الاتصال، ولم تدخل سورية عالم الاتصالات الفضائية إلا عام 2001، بعد وفاته، حيث منحت مؤسسة الاتصالات السورية شركة "سيرتيل"، المملوكة لرامي مخلوف، أول عقد استثمار على نظام "بي أو تي" قبل أن تدخل شركة "أنفستكوم"، التي تحولت بعد سيطرة رامي مخلوف وشركائه عليها إلى "94". وقبل انتهاء حصرية الشركتين، المحددة بـ15 عاما وفق عقد "بي أو تي"، تحولت "سيرتيل و94" إلى شركتين مساهمتين في نهاية عام 2014، بعدما حسم مجلس الوزراء السوري الأمر وحول شبكة الاتصال الخليوية من ملكية عامة، مع إدارة وتشغيل خاص، إلى عقود ملكية خاصة للقطاع، وتقليص حصة الدولة منذ عام 2015 إلى 50% وعام 2016 إلى 30% لتستمر بعد ذاك حصة الدولة على 20%، ما فوّت مليارات الليرات السورية على خزينة الدولة.

المساهمون