عودة كورونا تزيد مخاوف السياحة التركية

عودة كورونا تزيد مخاوف السياحة التركية

02 سبتمبر 2021
حلّ الألمان في الصدارة وتلاهم الإيرانيون فالأميركيون ثم السياح العراقيون (Getty)
+ الخط -

تستعيد السياحة التركية مخاوفها من كورونا بعدما شهدت موسماً سياحياً جيداً كاد أن يعوّض بعض خسائر العام الماضي الذي بلغ فيه عدد السياح 16 مليون سائح بعائدات بلغت 12.6 مليار دولار، أي بتراجع نسبته 65.1% عن عام 2019 الذي تجاوز عدد السياح فيه 51 مليوناً بإيرادات وصلت إلى 34.5 مليار دولار.

المخاوف أثارها تحذير وزير الصحة، فخر الدين خوجة، بعدم استبعاده فرض الحظر والإجراءات في حال استمرار عدد الإصابات بالارتفاع، وهذا أمر قال إنه "لا يفضله أحد".

وقال الوزير التركي يوم الاثنين، إنه مع الأسف لم تحدث التخفيضات التي توقعناها بعدد الحالات في نهاية الأسبوع، مضيفاً: "دعونا نكون أكثر حذراً، ويجب علينا أن نكون أكثر حرصاً وإصراراً على اتباع الاحتياطات وأخذ اللقاح بأسرع وقت ممكن، لأنه مع الأسف لم يحدث الانخفاض الذي توقعناه بعدد الحالات في نهاية الأسبوع".

وكان الوزير خوجة قد حذّر بعد اجتماعه مع "المجلس العلمي لمكافحة الفيروس" الأسبوع الماضي، من أن الوزارة لن تتردد في اتخاذ احتياطات خاصة وإعادة فرض القيود، إن لزم الأمر وبالاعتماد على النتائج العلمية والتقييمات التي تجريها، داعياً المقيمين في البلاد إلى الإسراع في تلقي اللقاحات المضادة للفيروس، لأن نسبة المصابين بفيروس كورونا من متلقي اللقاح أقل من 5% من إجمالي الحالات المسجلة حالياً.

وبيّن الوزير خوجة أن 87% من الإصابات النشطة بالفيروس تعود لأشخاص لم يكتمل تطعيمهم باللقاح، وأن 95% من المصابين والذين تتطلب حالتهم البقاء في المشفى، تعود لأشخاص لم يستكملوا لقاحهم، معتبراً أنّ "تهاون بعض المواطنين في تطبيق تدابير الوقاية خلال عطلة عيد الأضحى" من أسباب مضاعفة الإصابات من نحو 5 آلاف إصابة إلى أكثر من 20 ألفاً.

وكانت السلطات التركية قد رفعت جميع القيود المفروضة في 1 يوليو/تموز الماضي، بعدما حافظت أعداد الإصابات على استقرارها خلال فترة فرض الإجراءات الاحترازية عند رقم يراوح بين 5 آلاف و6 آلاف مصاب يومياً، قبل أن تتضاعف الإصابات خلال الشهر الحالي إلى عتبة 22 ألفاً، وهي ثابتة منذ أيام، بحسب بيانات وزارة الصحة التركية.

ويتخوّف مدير شركة "أونجو أنقا" المتخصصة بالسياحة، إياد صيّاه، من زيادة عدد الإصابات "بواقع ما نراه من استهتار بتعليمات التباعد الجسدي وطرق الوقاية" خاصة في المناطق السياحية المزدحمة "شاهدنا تراخياً وعدم لبس الكمامة في الأماكن المزدحمة خلال عطلة العيد".

وأشار إلى أن ولاية إسطنبول والمواقع القريبة منها بولاية أزميت، شهدت إقبالاً سياحياً كبيراً خلال الأيام الأخيرة "لم تتوقف الرحلات والمجموعات السياحية باتجاه البحيرة المخفية وشيليه أو جزر الأميرات ومعشوقية".

وتوقع المختص بالشأن السياحي خلال تصريحه لـ"العربي الجديد" أن يزيد عدد السياح خلال هذا العام، على 20 مليوناً إن لم تعاود الإصابات بوباء كورونا، وأن تزيد العائدات على 15 مليار دولار "لأن مناطق جنوب تركيا ومدن البحر الأسود وأنطاليا تشهد أكبر إقبال ربما منذ سنوات، وتصل نسبة الإشغال الفندقي في أنطاليا وكبادوكيا على سبيل المثال، 100% منذ قبل عيد الأضحى".

وكانت مديرية الثقافة والسياحة في أنطاليا قد أكدت أن الولاية المطلة على البحر المتوسط "استقبلت أكثر من نصف مليون سائح خلال عطلة عيد الأضحى فقط"، مبينة أن 2878 طائرة هبطت في قسم الرحلات الدولية بمطاري أنطاليا وغازي باشا خلال عطلة العيد.

من جهتها، كشفت مديرية الثقافة والسياحة في إسطنبول، أن المدينة استقبلت قرابة 3 ملايين سائح أجنبي، خلال النصف الأول من العام الجاري، والعدد الأكبر من السياح كان خلال يونيو/حزيران الماضي، فعقب رفع قيود مكافحة وباء كورونا خلال يونيو/حزيران فقط، استقبلت إسطنبول 684 ألفاً و621 زائراً أجنبياً.

وبحسب المصدر نفسه، بلغ إجمالي عدد السياح الأجانب الذين زاروا إسطنبول، خلال النصف الأول من العام الجاري، مليونين و720 ألفاً و283 زائراً، وهو أعلى رقم منذ 16 شهراً، قادمين من 190 دولة. وقد حلّ الألمان في الصدارة، تلاهم الإيرانيون فالأميركيون، ليأتي السياح العراقيون في المركز الخامس.

المساهمون