عوامل وراء ارتفاع أسعار الذهب في 2024: هل تستمر في 2025؟

31 ديسمبر 2024
بلغ سعر الذهب2044.51 دولاراً بداية 2024، ماكاو في 9 مارس 2024 (بوب هنري/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 28% في 2024، مدفوعة بزيادة الطلب والتوترات الجيوسياسية، حيث بلغت الأونصة أعلى مستوى لها فوق 2830 دولارًا.
- ساهمت مشتريات البنوك المركزية وخفض الفائدة الأميركية في دعم الأسعار، مع لجوء المستثمرين للذهب كملاذ آمن وسط التوترات في الشرق الأوسط وروسيا وأوكرانيا.
- يتوقع محللو وول ستريت استمرار ارتفاع الأسعار لتصل إلى 3000 دولار للأوقية في 2025، مع توقعات ببلوغ 5000 دولار بحلول 2030.

صعدت أسعار الذهب للعقود الفورية بنسبة 28% منذ مطلع العام الحالي، وحتى نهاية جلسة 30 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مدفوعة بزيادة الطلب على المعدن النفيس، وتصاعد التوترات الجيوسياسية. كما سجل عام 2024، أعلى مستوى لأونصة الذهب على الإطلاق فوق 2830 دولاراً، وسط توقعات بنوك استثمار عالمية بمزيد من الصعود في 2025.

تسلسل زمني

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في 2024، محققاً أفضل أداء سنوي له على الإطلاق، ليبلغ سعر الأونصة في بداية جلسة 31 ديسمبر الجاري، نحو 2618 دولاراً بحسب بيانات بورصة الذهب العالمية. وفي بداية 2024، كانت أسعار الذهب مستقرة نسبياً، حيث بلغ سعر الأونصة 2044.51 دولاراً في 4 يناير/ كانون الثاني، قبل أن يشهد ارتفاعاً متتالياً بحلول منتصف العام الجاري.

ومع تقدم العام، بدأت أسعار الذهب الصعود التدريجي؛ وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، بلغ متوسط ​​سعره الشهري في أنحاء العالم 2570.55 دولاراً للأونصة، ما يعكس اهتمام المستثمرين المتزايد وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. وأسهم في ارتفاع الأسعار، تخفيض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة لأول مرة منذ مارس/آذار 2020 بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول الماضي، لتتراجع أسعار الفائدة الأميركية إلى 5%.

في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حطمت أسعار الذهب الأرقام القياسية، إذ ارتفعت أكثر من 30% عام 2024 ووصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2830 دولاراً. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي بمقدار 25 نقطة أساس لتستقر عند 4.75%، رافق ذلك فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة، الأمر الذي منح الدولار بعض القوة. 

لكن في ديسمبر الجاري، وعلى الرغم من خفضه أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.5%، توقع الفيدرالي إبطاء خفض أسعار الفائدة في 2025، الأمر الذي أوقف صعود الذهب وتحوله هبوطاً. أمام هذه التصريحات قفز مؤشر الدولار إلى قمة عامين أمام سلة من العملات، وهو ما هبط بأونصة الذهب إلى ما دون 2650 دولاراً، لتستقر في بداية جلسة الثلاثاء، عند 2618 دولاراً.

عوامل دعمت أسعار الذهب

ساهمت عدة عوامل رئيسية في ارتفاع أسعار الذهب طوال عام 2024، أبرزها مشتريات البنوك المركزية التي زادت احتياطياتها في الأسواق الناشئة، ما قدم دعماً كبيراً لأسعار المعدن الأصفر. كما أن خفض أسعار الفائدة الأميركية في ثلاثة اجتماعات متتالية، أدى إلى الإبقاء على تماسك مكاسب أسعار الذهب خلال العام الجاري.

أما التوترات الجيوسياسية فقد كان لها دور في مكاسب المعدن الأصفر، إذ دفعت هذه المخاطر خاصة في الشرق الأوسط، وبين روسيا وأوكرانيا المستثمرين إلى البحث عن الأمان في الذهب، ما أدى إلى ارتفاع سعره بشكل أكبر. ومع اقتراب عام 2025، يظل المحللون متفائلين بشأن الذهب بسبب الأساسيات المواتية. وتتطلع السوق إلى البيانات الاقتصادية والسياسات الأميركية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، والتي من المتوقع أن تؤثر على أسعار الذهب.

ويتوقع محللو وول ستريت، خاصة مؤسسات مالية كبرى مثل جي بي مورغان وغولدمان ساكس وسيتي غروب، أن أسعار الذهب قد تصل إلى 3000 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025. ويتوقع بنك غولدمان ساكس، أن يرتفع الذهب إلى 3000 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025، مدفوعاً بالطلب المتزايد من البنوك المركزية والمستثمرين الباحثين عن أصول الملاذ الآمن وسط التوترات الجيوسياسية.

فيما يتوقع محللو غولدمان ساكس، أن أسعار الذهب قد تقترب من 3150 دولاراً في 2025 وتتجاوز 3300 دولار عام 2026، لتقترب في النهاية من 5000 دولار بحلول 2030، مستشهدة باتجاهات السوق طويلة الأجل والعوامل الاقتصادية. 

(الأناضول)

المساهمون