عوائد اقتصادية متوقعة لطريق تندوف الزويرات بين الجزائر وموريتانيا

الجزائر تستهدف الوصول للأسواق الأفريقية عبر طريق تندوف الزويرات مع موريتانيا

01 يناير 2022
قطار لنقل البضائع في مدينة الزويرات (جان لوك مانود/Getty)
+ الخط -

تولي الجزائر وموريتانيا أهمية لإنجاز الطريق الذي يربط بين مدينة تندوف الحدودية جنوبي الجزائر ومدينة الزويرات الموريتانية، ما سيفتح بالنسبة للجزائر آفاقاً كبيرة في الانفتاح على الأسواق الأفريقية، مع إعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء الماضي، البدء في إنجازه.

ومنذ توقيع وزير الأشغال العمومية الجزائري كمال ناصري، والوزير الموريتاني للتجهيز والنقل محمدو أحمدو أمحيميد، على اتفاق إنجاز طريق تندوف الزويرات، الأربعاء الماضي، في الجزائر، بدأ الحديث عن الأهمية الاقتصادية القصوى لهذا الطريق الذي ستتكّفل الجزائر بتمويل إنجازه، والبحث عن دعم من المؤسسات المالية الأفريقية.

وتزامن البدء في إنجاز الطريق، مع الانتهاء من تجهيز المعبرين الحدوديين الجزائري والموريتاني عند نقطة التقاء الحدود بين البلدين في منطقة تندوف جنوبي الجزائر.

وسيتكفل مجمع يضم عشر شركات جزائرية بإنجاز هذا الطريق على مسافة 775 كيلومتراً، أبرزها عملاق الأشغال الكبرى في الجزائر "كوسيدار"، فيما سيتابع مكتب خبرة ودراسات جزائري عمليات مراقبة تنفيذ المشروع.

ويسمح الاتفاق للجزائر باستغلال وتسيير الطريق لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد، بما فيها محطات الخدمات والوقود التي سيتم تشييدها على طول الطريق من قبل شركة "نفطال" الحكومية؛ بهدف توفير وتزويد المركبات وشاحنات نقل السلع والبضائع  بالوقود.

كانت "نفطال" قد وقّعت، في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، على اتفاق مع شركة الأشغال العمومية الجزائرية، لإنجاز محطات وقود كبرى على طول الطريق بين تندوف الجزائرية ومدينة الزويرات الموريتانية.

وقال الخبير الموريتاني عبد الله محمدو ولد بيه، إنّ "طريق تندوف الزويرات، سيشكّل تحوّلاً كبيراً في العلاقات بين البلدين، وسيساهم في نقلة نوعية للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية".

وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أنّ "الطريق سيسهم في تعزيز التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين موريتانيا والجزائر من جهة والقارة الأفريقية من جهة أخرى، إضافة إلى أنّ هذا الطريق الحيوي الذي يربط الجزائر بعمقها الأفريقي، يمكّنها من النفاذ إلى أسواق القارة".

وأكد أنّ "هناك إدراكاً مشتركاً جزائرياً موريتانياً لأهمية إنجاز هذا الطريق الصحراوي الحيوي، وللفائدة التي سيجنيها البلدان من إنجازه، والذي يمكن أن يحدث ثورة وتحوّلاً اقتصادياً وتنموياً كبيراً للمناطق الحدودية بين البلدين".

وأشار إلى أنّ "إنجاز الطريق، أحد أبرز الملفات التي تصدرت أجندة زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الجزائر التي دامت ثلاثة أيام حتى يوم الأربعاء الماضي، نظراً لأهمية موريتانيا بوصفها هدفاً وممراً في نفس الوقت للصادرات الجزائرية".

ولفت إلى أنّ "للطريق أهميته لدى موريتانيا التي تسعى منه أيضاً تجارياً لمرور صادراتها من الثروة الحيوانية، وكذلك لحركة السفر البري بين البلدين، ناهيك عن استفادة موريتانيا من رسوم عبور السلع الجزائرية إلى دول غرب أفريقيا".

ورأى ولد بيه أنّ "هناك جملة من العوامل التي ستساعد في تسريع وتيرة التعاون الاقتصادي بين الجزائر ونواكشوط، بينها وجود كتلة هامة من الكوادر الموريتانية درست في الجزائر، منها رئيس الوزراء محمد ولد بلال مسعود وكذا رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين زين العابدين الشيخ أحمد وغيرهم الكثيرون".

ولمدينة الزويرات أهمية اقتصادية، كونها مدينة عمالية منجمية تأسست في نهاية خمسينيات وبداية ستينيات القرن الماضي، بشكل شبه متزامن مع استقلال الدولة الموريتانية، وهي عاصمة ولاية تيرس الزمور، وتقع في أقصى الشمال الموريتاني على الحدود مع مناطق الصحراء، وتبعد عن العاصمة نواكشوط نحو 750 كيلومتراً تقريباً.

وارتبطت مدينة الزويرات بثروة موريتانيا المنجمية من الحديد ويزيد سكانها حالياً على الأربعين ألف نسمة؛ جزء كبير منهم مرتبط بشكل أو بآخر بالشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" التي تتولى استخراج وتصدير الحديد الموريتاني.

كما ترتبط مدينة الزويرات بمدينة نواذيبو الساحلية الموريتانية، بسكة حديدية تمتد لمسافة تصل إلى 650 كيلومتراً تقريباً أنشئت خصيصاً لنقل خامات الحديد من الزويرات إلى ميناء التصدير إلى الأسواق الخارجية في نواذيبو عبر قطار يزيد طول عرباته عن 2500 عربة.

المساهمون