عن التوتر في المنطقة ومستقبل أسعار النفط

عن التوتر في المنطقة ومستقبل أسعار النفط

16 فبراير 2021
السعودية أكبر منتج للنفط في العالم/ Getty
+ الخط -

خلال الأيام الماضية، لقيت أسعار النفط دعما قويا من عدة اتجاهات، وهو ما دفع بها إلى حاجز 63.46 دولارا للبرميل أمس الإثنين، وهو أعلى مستوى لها في أكثر من عام. بل وهناك توقعات ببلوغ السعر 70 دولاراً في غضون أيام.
الدعم جاء عالميا حيث دفعة تفاؤل من توزيع أسرع للقاحات وتوقعات بتحسن الاقتصاد الدولي مع تخفيف إجراءات الإغلاق المفروضة للحد من تفشي جائحة "كوفيد-19 وتراجع عدد الإصابات.
وجاء الدعم صينيا وأوربيا حيث يواصل الطلب على النفط الخام ارتفاعا في أسواق رئيسية أبرزها الصين، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وكذا في أوروبا التي تشهد أجواء شديدة البرودة في مناطق واسعة من القارة، للأسبوع الثالث على التوالي.
كما جاء دعم أسعار النفط أميركيا من حالة التفاؤل في أوساط المستثمرين وأسواق المال بشأن إطلاق المزيد من حزم التحفيز النقدي من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي"، وإعلان رئيس البنك، جيروم بأول، أن البنك سيواصل دعم الاقتصاد حتى يكتمل الانتعاش، واقتراح الرئيس جو بايدن خطة تحفيز بقيمة 1.9 تريليون دولار، وهي الخطة التي يمكن أن تبقي الملايين في وظائفهم ونسب البطالة عند معدلاتها حتى يتم طرح المزيد من اللقاحات في كل الولايات والحد من تأثيرات الفيروس على الاقتصاد وفرص العمل.

وساهم انخفاض درجات الحرارة وهطول الثلوج في ولاية تكساس، المنتجة للنفط، في ارتفاع أسعار النفط الخام، كما أدي اجتياح موجة البرد القطبية أجزاء من الولايات المتحدة إلى زيادة سعر النفط، خاصة وأن الموجة تثير مخاوف من عرقلة الإمدادات من السوق الأميركي أحد أكبر المنتجين للنفط الصخري في العالم.
ولعب التحرك السعودي في قيادة تحالف "أوبك+" للتقيد بتخفيضات تاريخية للإنتاج النفطي هذا العام، وبالتالي استنزاف وامتصاص الفائض الناجم عن انخفاض الطلب الناجم عن الفيروس، وهو ما أدى إلى عودة المخزونات العالمية المنتفخة إلى طبيعتها بسرعة. 
وقبل أيام ظهر عامل آخر وراء زيادة أسعار النفط يتعلق بمخاوف من تجدد التوترات في منطقة الشرق الأوسط على خلفية زيادة التوترات بين السعودية وجماعة الحوثي وإعلان الجماعة استهداف مطار أبها الدولي بطائرتين مسيرتين.
لكن، هل تواصل أسعار النفط ارتفاعها، وفي حال مواصلة الارتفاع، ما هو تأثير ذلك على الدول العربية المنتجة للنفط وفي مقدمتها منطقة الخليج والعراق والجزائر وليبيا؟
تتوقف اتجاهات أسعار النفط في الفترة المقبلة على مدى نجاح الجهود الدولية في إحداث اختراق حقيقي في مواجهة وباء كورونا، والحد من انتشاره وتأثيراته الخطيرة المتلاحقة سواء الصحية أو الاقتصادية، وعودة الحيوية للاقتصاد العالمي، وهو ما يفتح الباب أمام عودة الطلب على النفط الخام.
وفي حال حدوث ذلك، واستمرار زيادة الأسعار فإن الدول النفطية بما فيها العربية ستلقى اقتصاداتها نوعا من الدعم الذي يمكن أن يعطي حكوماتها فرصة لالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب الأولويات خاصة المتعلقة بتمويل الإنفاق العام وتلبية احتياجات المواطن الأساسية من السلع الرئيسية والخدمات.

المساهمون