على خطى ترامب: رئيس الأرجنتين يروج لعملة مشفرة... ثم يتراجع

16 فبراير 2025
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي عن رمز مشفّر لدعم الشركات المحلية، لكنه واجه انتقادات واتهامات بالاحتيال، مما دفعه لحذف المنشور بعد ساعات.
- ميلي حاول الاستفادة من تجربة ترامب في العملات المشفرة، لكنه تراجع عن دعمه بعد اكتشاف تفاصيل المشروع، بينما نفت شركة "KIP بروتوكول" تحقيق أي ربح.
- رغم جهود ميلي في كبح التضخم، يواجه تحديات في جذب الاستثمارات، مع تأثر الاقتصاد الأرجنتيني بالرسوم الجمركية الأميركية وتقلص الإنتاج الصناعي.

في منشور له على منصة X، أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي عن رمزٍ مشفّر قال إنه يهدف إلى مساعدة الشركات المحلية في بلاده، إلا أن إعلانه قوبل بقلق واسع النطاق بشأن احتمال أن يكون أمر اطلاق عملة رقمية جديدة بمثابة عملية احتيال، ما دفعه إلى حذف المنشور بعد ساعات قليلة من نشره.

وروّج ميلي في البداية لرمز "ليبرا" المشفّر في وقت متأخر من يوم الجمعة في منشور على منصة X، موضحًا أن الأموال التي سيتم جمعها ستُستخدم لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في الأرجنتين، مع تأكيده أن المشروع يُدار بشكل خاص. وفي رسالة نصية، أضاف أنه لن يجني أي فائدة مالية شخصية من هذه المبادرة.

واعتبر محللون أن ميلي سعى للاستفادة من تجربة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أطلق فور وصوله للسلطة عملة مشفّرة تحمل اسمه واستغل شعبيته بين أنصاره لتحقيق مكاسب مالية وجذب الاستثمارات. ورغم الانتقادات الواسعة التي وُجّهت لترامب آنذاك، تمكن من تحقيق أرباح كبيرة من بيع الرموز الرقمية المشفرة المرتبطة به.

ويبدو أن ميلي يسعى إلى تبنّي نهج مماثل، مستفيدًا من صورته سياسيا شعبويا يؤمن باقتصاد السوق الحر، لكن التسرع في دعم مشروع لم يكن على دراية بتفاصيله وضعه في موقف محرج، مما اضطره إلى التراجع سريعًا وسط موجة من الشكوك والانتقادات.

ويشير اسم الرمز المشفّر إلى حزب ميلي السياسي "لا ليبرتاد أفانزا" أو إلى جذوره الليبرالية خبيرا اقتصاديا. وأوضح ميلي لبلومبيرغ أنه التقى بالشركة التي تقف وراء الرمز، وهي "KIP بروتوكول"، قبل عدة أشهر. ويظهر على موقع الشركة منشورٌ في مدونة يتضمن صورة سيلفي لمؤسسها المشارك مع الرئيس الأرجنتيني وهو يرفع إبهامه، بتاريخ 20 أكتوبر/تشرين الأول.

ولم تكن "KIP بروتوكول" هي الجهة التي أطلقت الرمز المشفّر، وفقًا لمنشور على حساب الشركة على منصة X، حيث ذكرت: "لم نحقق أي ربح من أنشطة اليوم". وشعر الأرجنتينيون على الفور بالذعر، متسائلين عمّا إذا كان حساب الرئيس على وسائل التواصل الاجتماعي قد تعرّض للاختراق، أو ما إذا كان ميلي نفسه قد وقع ضحية لمحتالين في مجال العملات المشفّرة.

ونشرت منصة X، المملوكة لحليف ميلي، إيلون ماسك، ملاحظاتٍ تحذيرية حثّت المستخدمين على توخي الحذر من الرمز المشفّر. وغالبًا ما تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر عمليات الاحتيال في العملات المشفرة، والتي تُعرف باسم "سحب البساط" حيث يتم خداع المستثمرين. وبعد خمس ساعات، حذف ميلي المنشور الأولي، موضحًا أنه "لم يكن على دراية بتفاصيل المشروع، وبعد أن أصبح على علم بها قرر التوقف عن الترويج له".

ورغم تقدير وول ستريت للرئيس الأرجنتيني، إلا أن ميلي لا يزال يواجه صعوبة في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى بلاده، حتى في ظل نجاح حكومته في كبح التضخم وإقرار إصلاحات مواتية للأعمال التجارية. كما أنه لم يقم بعد بإلغاء القيود الصارمة على العملة التي ورثتها إدارته قبل أكثر من عام، على الرغم من أن الاقتصاد الأرجنتيني من المتوقع أن يعود للنمو في عام 2025 بعد عامين من الركود القاسي.

ميلي يواجه صعوبات في إدارة الاقتصاد

وقبل أزمة الرمز المشفّر يوم الجمعة، كانت الأوضاع تزداد صعوبة في بوينس آيرس، حيث يُرجح أن تؤثر الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب بصورة كبيرة على الأرجنتين، في حين أن شركة "نيسان" تقلّص إنتاج السيارات، و"مرسيدس-بنز" قررت مغادرة البلاد بعد أكثر من 70 عامًا من النشاط هناك.

وتعرّض شريان الحياة الاقتصادي للأرجنتين، نهر بارانا، لانتكاسة بعد أن ألغت حكومة ميلي مزادًا لحفره بعمقٍ أكبر بعد تلقيها عرضًا وحيدًا فقط، مما زاد من معاناة السفن التي تجد صعوبة في الإبحار في مياهه الضيقة.

ورغم كل ذلك، اختتم ميلي منشوره الأولي الذي روّج فيه للرمز المشفّر بعبارة: "العالم يريد الاستثمار في الأرجنتين"، مضيفًا شعاره الشهير: "تحيا الحرية، اللعنة!".

المساهمون