عجائب التأشيرات السياحية من التعهدات البيئية إلى الفحوص الطبية
استمع إلى الملخص
- بوتان تفرض رسومًا يومية بقيمة 250 دولارًا على السياح، تشمل الإقامة والوجبات ومرشد سياحي، لدعم التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة والثقافة، وتجنب السياحة الجماعية.
- كوريا الشمالية وتركمانستان تفرضان قيودًا صارمة على السياح، تشمل مرافقة مرشدين حكوميين وفحوصات إلزامية، مما يعكس سياسات صارمة تجاه الزوار.
في عالم السياحة المليء بالغرائب والعجائب، يسعى الكثير من السياح إلى زيارة العديد من المدن والوجهات المختلفة، وتشكل التأشيرات خطوة أساسية للسفر، وعادة ما تكون شروط الحصول على التأشيرات شبه موحدة لجميع السياح، خاصة وأن دولا كثيرة، عادة ما تفرض شروطا متشابهة، ولكن في حالات أخرى، هناك بعض الدول التي تضع شروطاً غريبة.
مثلا بعض الدول تشترط توقيع تعهدات بيئية قبل الدخول، وأخرى تطلب ضرائب يومية باهظة شرطا للسياحة، والبعض الأخر يضع شروطاً أصعب، مثل اشتراط عدم قيام المسافر بزيارة دولة معينة. كل هذه النماذج تكشف عن وجه مختلف وغير مألوف من الشروط التي يتم وضعها للسفر والانتقال من مكان إلى آخر، والتي عادة ما تعكس نوعاً من الطرافة، بالإضافة إلى الصرامة والعادات المختلفة. ولذا ما رأيكم بالتعرف إلى أغرب التأشيرات حول العالم، لدول ربما تودون زيارتها قريباً.
التأشيرات البيئية؟
إن كنتم تودون زيارة إحدى الجزر في غرب المحيط الهادئ، وتحديداً جزيرة بالاو، عليكم توقيع تعهد خاص بحماية البيئة. فقد فرضت السلطات في الجزيرة إلزامية التوقيع على هذا التعهد، قبل سنوات، بهدف حماية البيئة في الجزيرة. ويجب على كل زائر أجنبي توقيع "تعهد حماية البيئة" Palau Pledge، وفق تعليمات السلطات السياسية.
وتقوم السلطات بطباعة هذا التعهد على جواز السفر، حتى يتمكن من الدخول إلى الجزيرة. ويُعد هذا التعهد، أول تعهد بيئي ملزم قانونًا في العالم يُفرض على السياح. ويأتي التعهد على الشكل التالي :"أنا أتعهد كزائر لجزر بالاو، بحماية جزركم الجميلة... لن أجمع الأصداف، لن أدوس على الشعاب المرجانية، ولن أترك نفاياتي". وفي حال رفض السياح توقيع هذا التعهد، لا يُسمح لهم بدخول البلاد، مما يجعلها واحدة من أندر التأشيرات المشروطة أخلاقيًا في العالم.
التأشيرات السياحية لدعم التنمية
تضع بوتان، وهي بلد غير ساحلي في جنوب آسيا، وتقع في الطرف الشرقي من جبال الهيمالايا، واحدة من أغرب التأشيرات في العالم، إذ تعد تأشيرة السياحة، إلى بوتان مختلفة نوعاً ما عن باقي التأشيرات، كما توصف بأنها أغلى التأشيرات في العالم، لأنها مرتبطة بمفهوم فريد يُعرف بـالتنمية المستدامة Sustainable Development Fee . وعند التقديم على تأشيرة سياحة إلى مملكة بوتان، يُطلب من كل سائح أجنبي (باستثناء بعض دول جنوب آسيا) دفع 250 دولاراً يومياً، وذلك بهدف الحفاظ على بيئة البلد، ودعم برامج اقتصادية.
وبحسب السلطات، فإن هذا المبلغ، يشمل الإقامة في فندق من فئة 3 نجوم، والحصول على ثلاث وجبات يومياً، بالإضافة إلى الحصول على مرشد سياحي مرخّص، وإمكانية الانتقال داخل البلاد من خلال وسائل النقل المتاحة، والدخول إلى المعالم التاريخية. وتسعى السلطات من وراء هذا الشرط الغريب، الحفاظ على الثقافة والبيئة في بوتان، ومنع السياحة الجماعية غير المنضبطة، وتمويل التعليم المجاني والرعاية الصحية للسكان من إيرادات السياحة، وتعد بوتان تعد الوحيدة التي تربط التأشيرة برسوم يومية مرتفعة مفروضة على كل زائر، لتأكيد سيادتها الثقافية ورفضها لـ"السياحة الرخيصة".
دليل سياحي ومحظورات عديدة
السفر إلى كوريا الشمالية ليس يسيراً، أو سهلاً، والشروط التي يتم فرضها صعبة للغاية، وذلك لاعتبارات سياسية، إذ تفرض الدولة شروطًا صارمة على الزائرين، من ضمنها أنه لا يمكن السفر إلى كوريا الشمالية بشكل فردي، ولابد من وضع ترتيبات مسبقة من خلال وكالات سفر دولية معتمدة من قبل الحكومة الكورية الشمالية، مثل وكالتي "كوريو تورز" (Koryo Tours) أو "يونغ بايونير تورز" (Young Pioneer Tours)، اللتين تنظّمان الرحلات بالتنسيق الكامل مع السلطات في بيونغ يانغ.
ويتم تسليم الموافقة للسفر إلى كوريا الشمالية من خلال ورقة منفصلة تُعرض عند الوصول، بدلاً من ختمها في جواز السفر. وابتداء من لحظة دخول البلاد، يُفرض على السائحين مرافقة مرشدين حكوميين طوال فترة إقامتهم، ولا يُسمح لهم بالتجول بحرية، أو التواصل مع السكان المحليين بشكل عفوي أو دون إشراف. أما بالنسبة للقيود المفروضة على السياح فتشمل أيضا قواعد شديدة بخصوص التصوير؛ إذ لا يمكن تصوير المباني والأحياء، كما لا يُسمح باستخدام الإنترنت أو شبكات التواصل الاجتماعي.
من الجدير بالذكر أن بعض الجنسيات، مثل المواطنين الأميركيين، ممنوعون من السفر إلى كوريا الشمالية بموجب قرارات حكومية في بلدانهم، كما أن الوصول إلى تلك الدولة الآسيوية ليس سهلاً أو يسيراً، إذ إن غالبية الرحلات إليها تبدأ من العاصمة الصينية بكين، حيث تُنظَّم خطوط طيران محدودة أو رحلات بالقطار إلى بيونغ يانغ.
فحوصات كوفيد
على الرغم من طي ملف أزمة جائحة كورونا، إلا أنه حتى الأن، يتطلب من السياح إجراء الفحص للدخول إلى تركمانستان، وهي دولة في آسيا الوسطى تحدها من الشمال أوزبكستان وكازاخستان، ومن الجنوب إيران وأفغانستان، ومن الغرب بحر قزوين، وتعد السياحة في البلاد، تجربة فريدة، على الرغم من كونها من أقل الدول زيارة في العالم. تتميز تركمانستان بجمال طبيعي ومعالم أثرية وتاريخية، بالإضافة إلى احتفالات ثقافية مميزة، ناهيك عن وجود بوابة النار كما يطلق عليها، والتي تعد من عجائب الدنيا، ومع ذلك، يجب على الزوار أن يكونوا على دراية بإجراءات الحصول على التأشيرة الصارمة والقيود المفروضة على الإنترنت.
تتطلب التأشيرة، خطاب دعوة رسمية، ودعوة صادرة عن وكالة سفر مرخّصة ترتبط مباشرة بوزارة الخارجية التركمانية. وبدون هذه الدعوة، لا يمكن التقدّم للحصول على تأشيرة، وبعد انتهاء إجراءات الدعوة، يمكن الحصول على تأشيرة عند الوصول إلى مطار عشق أباد أو أحد المعابر الحدودية، كما تتطلب السلطات من السياح، إجراء فحص كورونا، وهو إجراء إلزامي على الرغم من انتهاء الجائحة، إلا أنه ضروري من أجل الدخول إلى البلاد، وتتراوح تكلفة الفحص ما بين 30 إلى 40 دولاراً، ويتم الدفع نقدا فقط، وفي حال جاءت النتيجة موجبة، يخضع السائح للحجر الصحي في المستشفى مع تسديد جميع التكاليف الطبية.