استمع إلى الملخص
- يتمتع المرشدي بخبرة في الجيوفيزياء والاقتصاد، مما ساعده في تطوير استراتيجيات استثمارية فعالة، حيث استحوذ قطاع النفط والغاز على 79.1% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر.
- يسعى المرشدي لتحقيق رؤية عمان 2040 بتنويع الاقتصاد، حيث زادت الاستثمارات الأجنبية بنحو 10 مليارات دولار في 2024، مع التركيز على قطاعات متنوعة مثل الطاقة والسياحة.
سلط تجاوز حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سلطنة عُمان، حتى نهاية الربع الثالث من العام 2024، ما قيمته 26 ملياراً و677 مليون ريال (69.3 مليار دولار)، بنسبة نمو بلغت 16.2% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، الضوء على الدور الوازن لجهاز الاستثمار في السلطنة، تحت إدارة رئيسه عبد السلام المرشدي الذي دفع الجهاز نحو النمو على مدى أربع سنوات.
فالمرشدي هو رئيس جهاز الاستثمار منذ يونيو/حزيران 2020، ويعتبر شخصية محورية في تعزيز الاقتصاد العماني من خلال تبنيه لاستراتيجيات سبق له تطبيقها لدى توليه منصب الرئيس التنفيذي لصندوق الاحتياطي العام للسلطنة.
وخلال فترة توليه رئاسة جهاز الاستثمار، ساهم عبد السلام المرشدي في تعزيز أصول الجهاز حتى تجاوزت قيمتها 50 مليار دولار، العام الماضي، وذلك بعدما ارتفعت هذه الأصول في عام 2023 بأكثر من مليار ريال عماني (2.6 مليار دولار) لتصل إلى 19.240 مليار ريال عماني. ولم يكن هذا الارتفاع محض طفرة، فقد حقق الجهاز ارتفاعاً في العائدات إلى نحو 10% خلال عام 2023 مقارنة بـ8.8% في العام السابق (2022).
وعلى المستوى المحلي، تمثل أحد الإنجازات البارزة للجهاز، تحت إدارة المرشدي، في توفير أكثر من 1300 وظيفة للعمانيين خلال عام 2023، متجاوزاً المستهدف البالغ 800 وظيفة جديدة، ما أظهر التزام المرشدي بتعزيز فرص عمل للكوادر الوطنية وتحفيز النمو الاقتصادي الداخلي.
خلفية نفطية
وُلد عبد السلام المرشدي في عُمان، وحصل على درجة البكالوريوس في الجيوفيزياء من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية، وهي الخلفية العلمية التي ساعدته في فهم طبيعة الموارد الطبيعية والاقتصادية التي تعتمد عليها السلطنة بشكل كبير.
وإضافة إلى ذلك، ساهمت المناصب الاقتصادية السابقة للمرشدي في تشكيل استراتيجيات جهاز الاستثمار، إذ سبق له العمل في شركة تنمية نفط عُمان (PDO) لأكثر من ثلاثة عقود، وتدرج في المناصب حتى أصبح مديراً عاماً للشؤون الخارجية والقيمة المضافة في الشركة.
وخلال فترة عمله في شركة تنمية نفط عُمان، لعب المرشدي دوراً بارزاً في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى تطوير مشاريع استثمارية كبرى ساهمت في تعزيز الاقتصاد العُماني، ما أهله لاحقاً إلى تولي قيادة جهاز الاستثمار، الذي يُعد الذراع الاستثماري الرئيسي للحكومة العُمانية. وانعكس ذلك بوضوح على الوزن النسبي لمشروعات النفط والغاز في أجندة المرشدي الاستثمارية، فبحسب تقرير المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، الصادر في 18 يناير/كانون الثاني الماضي، فإن قطاع استخراج النفط والغاز استحوذ على 79.1% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر بقيمة 21 ملياراً و112 مليوناً و200 ألف ريال (54.9 مليار دولار)، بتدفقات نقدية بلغت 8.94 مليارات دولار.
عُمان 2040
وعمل المرشدي، منذ تعيينه رئيساً لجهاز الاستثمار، على تعزيز دور الجهاز في تحقيق رؤية عمان 2040، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط مصدراً رئيسياً للدخل، وحقق الجهاز تحت قيادته، زيادة ملحوظة في حجم الاستثمارات الأجنبية، حيث سجلت عمان زيادة في الاستثمارات الأجنبية بلغت نحو 10 مليارات دولار خلال العام الماضي (2024) مقارنة بعام 2023، وفقاً لتقارير صادرة عن الجهاز.
كما يشرف المرشدي على محفظة استثمارية متنوعة تشمل قطاعات الطاقة، والبنية التحتية، والسياحة، والتقنية والصناعة، وأشارت إحصاءات المركز الوطني العماني إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع الصناعة التحويلية حتى نهاية الربع الثالث من عام 2024 بلغ نحو 5.5 مليارات دولار.
وبرزت بصمة المرشدي في هذه الاستثمارات وفق استراتيجية استهدفت تعزيز الشراكات الدولية مع مؤسسات استثمارية كبرى، بما في ذلك صناديق الثروة السيادية في دول الخليج والعالم، كما يعد إطلاق صندوق عمان للاستثمار من أبرز الإنجازات التي تحققت تحت قيادته. ويهدف الصندوق إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوجيهها نحو مشاريع ذات أولوية وطنية في السلطنة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، مثل التضخم وتباطؤ النمو.
وإزاء تميز أدواره الاقتصادية، كان حضور المرشدي بارزاً في العديد من المؤتمرات الدولية، مثل منتدى دافوس الاقتصادي وقمة العشرين، حيث قدم رؤية عُمان حول تعزيز الاستثمارات المستدامة والشراكات الدولية.