عامان على زلزال الحوز في المغرب.. مطالب بتسريع إعادة الإعمار والدعم للمتضررين
استمع إلى الملخص
- انتقادات ومطالب السكان المتضررين: يواجه السكان صعوبات كبيرة، حيث يعيشون في خيام مؤقتة ويطالبون بتسريع الإعمار. هناك تقارير عن معطيات غير دقيقة وحرمان بعض الأسر من التعويضات، مما دفعهم للمطالبة بلجنة تقصي حقائق.
- التقدم المحرز والتحديات المتبقية: تم الانتهاء من بناء 24 ألف مسكن، لكن لا تزال هناك مشاكل قانونية واجتماعية تعيق بعض المتضررين. بلغ عدد المتضررين 2.8 مليون نسمة، مع انهيار 59 ألفًا و675 مسكنًا.
تسابق الحكومة المغربية الزمن لإعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز الذي ضرب عددا من مناطق المملكة قبل عامين، في ظل مطالب السكان بـ"تسريع" عملية الإعمار والدعم. وفي الثامن من سبتمبر/ أيلول 2023، ضرب زلزال بقوة سبع درجات مدنا بينها مراكش والحوز وشيشاوة وورزازات (شمال)، وتارودانت (وسط)، مخلفا 2960 قتيلا و6125 مصابا، إضافة إلى دمار مادي كبير، وفقا لوزارة الداخلية.
وبينما أعلنت الحكومة، في العاشر من يوليو/ تموز الماضي استكمال أشغال بناء وتأهيل منازل أكثر من 46 ألف أسرة، ما زالت العديد من الأسر تعيش في خيام بعد مضي عامين على الزلزال، وفق حقوقي من المنطقة. وفي حديث لوكالة لأناضول، قال الحقوقي منتصر إتري، وهو من بلدة أسنى بإقليم الحوز، إن "السلطات تقدم معطيات لا تعكس الحقيقة، ما يزيد إحباط ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق في البلاد قبل سنيتن".
وأضاف إتري أن "مئات الأسر تعيش حاليا داخل خيام بلاستيكية مهترئة في ظروف قاسية، وذلك بعد عامين على الزلزال". وتابع: "سجلنا حرمان مئات الأسر من التعويضات المالية لإعادة بناء منازلها، بما يخالف التوجيهات الملكية للحكومة"، وزاد: "للأسف السلطات تتجاهل مطالب المتضررين، رغم الاحتجاجات المتكررة والمراسلات الرسمية التي تصل إلى الجهات المسؤولة من طرف المتضررين وهيئات المجتمع المدني".
وأوضح أن "آلاف الأسر المتضررة استفادت من تعويض جزئي فقط، بينما هناك مدارس ما زالت مغلقة". ولفت إتري إلى أن "وضع ضحايا زلزال الحوز يزيد الاحتقان، ويدفع المتضررين إلى الاحتجاج والاستمرار في المطالبة بحقوقهم في التعويض والدعم".
إحصائيات الحكومة حول إعادة الإعمار
وفي العاشر من يوليو الماضي، عقد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش اجتماعا للجنة البين وزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز. وقال بيان للحكومة صدر آنذاك إن "عدد الخيام انخفض من 129 ألفا إلى 47 خيمة فقط، متعهدة بإزالتها بشكل كلي خلال شهر سبتمبر (الجاري)". وأشار البيان إلى "تقدم ملموس مسجل في تنزيل برنامج إعادة الإعمار على كافة الأصعدة، لا سيما على مستوى عملية البناء والتأهيل".
وأوضح أنه "تم استكمال الأشغال في 46650 مسكنا، وتمكنت اللجان الميدانية من إيجاد حلول لفائدة 4895 مسكنا تقع في المناطق ذات التضاريس الوعرة". وبلغت القيمة الإجمالية للدعم المقدم للأسر من أجل بناء وتأهيل المساكن المتضررة 4.2 مليارات درهم (462 مليون دولار). ووفق بيان سابق للحكومة، تستفيد كل أسرة من الأسر المتضررة من أربعة مراحل من الدعم، بلغت قيمتها إجمالا 140 ألف درهم (14 ألف دولار) لأصحاب المساكن التي انهارت بشكل تام.
وتبلغ قيمة الدعم 80 ألف درهم (ثمانية آلاف دولار) لتغطية أعمال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا. وفي 2023، أعلن المغرب عن تخصيص ميزانية قدرها 120 مليار درهم (11.7 مليار دولار) لإعادة إعمار المناطق المتضررة، على أن تصرف على مدى خمس سنوات.
مطالب بلجنة تقصي للمناطق المتضررة من زلزال الحوز
وقال إيد الحسين محمد، عضو التنسيقية الوطنية للمتضررين من الزلزال، إن "الأرقام التي تعلن عنها الحكومة غير صحيحة، يقولون بقيت 47 خيمة فقط ما زالت تأوي المتضررين، لكن الواقع يكذب ذلك". وأضاف أن "35% من المتضررين لم يستفيدوا بعد، ونتمنى إعادة النظر في ملفاتهم ليستفيدوا أيضا"، وطالب بـ"إيفاد لجنة تقصي الحقائق إلى المناطق المتضررة، لبحث أسباب عدم استفادة المتضررين من الزلزال من دعم الدولة لبناء مساكنهم".
وزاد: "أملنا أن لا يظل أحد من المتضررين بدون مأوى، الأسر تعاني كثيرا وتعيش في ظروف قاسية". وتابع محمد "هناك نساء أرامل تم إقصاؤهن، ولا نعرف السبب، ونتمنى إعادة النظر في قرارات الدعم والمستفيدين منه". من جانبها، قالت السلطات المحلية بإقليم الحوز إن "عملية إعادة بناء المنازل المتضررة من الزلزال دخلت مراحلها النهائية بفضل التعبئة غير المسبوقة لجميع الأطراف المعنية".
وقال منسق برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة جراء الزلزال حسن إيغيغ، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية الرسمية، إن "مستوى تقدم أشغال إعادة البناء والتأهيل تجاوزت 91%". وزاد: "تم الانتهاء من بناء نحو 24 ألف مسكن، وفق معايير فنية وتقنية عالية". وتابع: "من المنتظر أن تبلغ نسبة تقدم الأشغال 93% في نهاية شهر سبتمبر الجاري، و96% في غضون الشهرين القادمين".
وأفاد إيغيغ بأن "4% من المتضررين لم يبدأوا البناء بعد، وهذه الحالات تدخل في نطاق مشاكل بين الورثة، أو ضمن حالات امتنعت عن البناء رغم وصول الدفعة الأولى من الدعم". ووفق إحصاءات رسمية، بلغ عدد المتضررين من الزلزال 2.8 مليون نسمة، فيما بلغ عدد القرى المتضررة 2930، ما يمثل ثلث القرى في المنطقة. وبلغ عدد المساكن التي انهارت 59 ألفا و675، منها 32% تهدمت كليا، فيما تعرضت المساكن الأخرى لأضرار جزئية.
(الأناضول)