طالبان ترفع الحذر في الأسواق العالمية وتزيد مخاطر باكستان

طالبان ترفع الحذر في الأسواق العالمية وتزيد مخاطر باكستان

17 اغسطس 2021
مؤشرات وول ستريت تتجه نحو ارتفاع أكبر (Getty)
+ الخط -

رفع دخول "طالبان" العاصمة الأفغانية، كابول، مساء يوم الأحد، من القلق وسط المستثمرين حول مستقبل الأسواق الناشئة وسط آسيا، وأضاف إلى القلق الذي كان يسيطر على الأسواق بسبب تفشي المتحور دلتا من جائحة كورونا.

ولكن أنظار المستثمرين تركزت على أسواق السندات السيادية وأدوات الدين بالدول المجاورة لأفغانستان، خصوصاً السندات السيادية الباكستانية التي توقع محللون أن تكون أكثر تأثراً بالاضطراب في أفغانستان.

وحسب البيانات يوجد في باكستان أكثر من 1.4 مليون لاجئ أفغاني، كما أن باكستان تخضع لشروط برنامج إصلاحي من صندوق النقد الدولي قيمته 6 مليارات دولار.

وتعاني إسلام أباد من أوضاع مالية قاسية حتى قبل الجائحة، كما أن مشاريع الممر الاقتصادي الباكستاني التي كانت تعتمد عليها ربما تتأثر بصعود طالبان للحكم في كابول.
وكانت أسعار السندات الباكستانية قد تراجعت بنسبة 8% خلال العام الجاري، وربما تخضع لعملية تراجع أكبر بعد التطورات الأخيرة في كابول.
وتسود أسواق العالم حالة من الحذر في الوقت الراهن، وتشير تقارير إلى أن الشركات العالمية تحتفظ بالسيولة خوفاً من المفاجآت غير المحسوبة في المستقبل.

وحسب تقرير بصحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الإثنين، تحتفظ الشركات حول العالم بمستوى قياسي من السيولة، في ظل حالة عدم اليقين المستمرة بشأن الاضطرابات الناجمة عن "كوفيد-19".
ووفقاً لبيانات "إس أند بي غلوبال" التي جمعتها من نتائج أعمال الربع الثاني، بلغ حجم السيولة والاستثمارات قصيرة الأجل في الميزانيات العمومية للشركات على مستوى العالم أعلى مستوياته على الإطلاق عند 6.84 تريليون دولار. وهو ما يزيد بحوالي 45% عن متوسط الخمس السنوات السابقة ومرتفعاً بنحو 2.6% تقريباً عن الربع السنوي السابق.

ووفقاً لتقرير صدر عن مصرف "جي بي مورغان تشيس أند كو" في 6 أغسطس/آب الجاري، فإنه من المتوقع تباطؤ النفقات الرأسمالية العالمية في الربع الثالث، بعدما شهدت بداية قوية هذا العام.

ومن المتوقع تراجع معدل نمو إنفاق الشركات إلى 5.8% خلال الربع السنوي الحالي، على أساس سنوي للبيانات المعدلة موسمياً، بدلاً من 12.9% في الربع السابق.
على صعيد أسواق الصرف، استقر مؤشر الدولار خلال تعاملات أمس الإثنين قرب أدنى مستوى له خلال أسبوع، في ظل تزايد المخاوف من المتحور دلتا.

وحسب رويترز، استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية عند 92.58 نقطة في التعاملات الصباحية.
وعلى صعيد التداولات، تراجع اليورو أمام العملة الأميركية بنسبة ضئيلة لم تتجاوز 0.1% ليسجل 1.1783 دولار، في حين تراجع الدولار أمام العملة اليابانية بنسبة 0.2% إلى 109.36 ين في نهاية إغلاق أسواق طوكيو.

ويتوقع رئيس السلع والعملات الأجنبية لدى شركة "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت"، دومينيك شنايدر، في تعليقات لوكالة بلومبيرغ، أن يتمكن الدولار من تجاوز التقلبات ليصبح أداؤه أقوى خلال عام 2022. وطلب من المستثمرين إعادة التفكير بشأن حيازتهم من الذهب قبل تدهور الأسعار على نحو أكبر، في ظل تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا وقوة الدولار.

وقال في مذكرة نقلتها "بلومبيرغ": "في ظل ظروف عالمية تبدو أفضل، لماذا تفضل حيازة الكثير من أصول التحوط".

ويتوقع شنايدر، تراجع سعر الذهب إلى 1600 دولار للأوقية، والفضة عند 22 دولاراً، فيما يرى أن معدن البلاتنيوم قد يكون استثماراً أفضل في فضاء المعادن الثمينة نتيجة تعرضه للقطاع الصناعي.

ويراهن المستثمرون على تقليص مصرف الاحتياط الفيدرالي "البنك المركزي الأميركي"، مشتريات السندات في العام الجاري في ظل استمرار التعافي من جائحة "كورونا".

ودعا مصرف "غولدمان ساكس" الشركات لإعادة شراء أسهمها الرخيصة في الوقت الراهن، وقال إن عملية إعادة الشراء سترفع من مؤشر "إس آند بي 500"، المؤشر الرئيسي بسوق وول ستريت.

لكن يبدو أن تدهور معدل النمو الاقتصادي في الصين وارتفاع الإصابات ما زالا يزرعان المخاوف حول مستقبل النمو الاقتصادي العالمي الذي تعد الصين من أهم ماكيناته إلى جانب الولايات المتحدة.

المساهمون