ضعف الودائع يهدد البنوك الإسلامية في المغرب

ضعف الودائع يهدد البنوك الإسلامية في المغرب

29 ديسمبر 2021
قطاع العقارات يستحوذ على معظم تمويلات البنوك الإسلامية في المغرب (فرانس برس)
+ الخط -

يهدد ضعف الودائع، استمرار ما يعرف بالبنوك التشاركية في المغرب (العاملة بنظام التمويل الإسلامي)، نظراً لارتفاع التمويلات الممنوحة من قبل هذه البنوك خلال العام الحالي، بينما لا يزال المودعون يفضلون البنوك التقليدية.

وارتفعت التمويلات التي وفرتها المصارف التشاركية، منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 18.5 مليار درهم (1.99 مليار دولار)، بزيادة بلغت نسبتها 50%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حسب بيانات صادرة عن بنك المغرب المركزي في وقت سابق من الشهر الجاري.

وأشار البنك المركزي إلى أن هذه التمويلات تتوزع على قطاع العقارات 1.69 مليار دولار، والاستهلاك 121.7 مليون دولار، والتجهيز 164.8 مليون دولار والخزينة 3.77 ملايين دولار.

غير أنه يتجلى، من بيانات البنك المركزي، أن حسابات الشيكات والحسابات الجارية، بلغت نحو 538 مليون دولار، بزيادة سنوية 41.9%، فيما بلغت الودائع الاستثمارية نحو 172 مليون دولار.

ويرى بنك المغرب أنه يجب النظر في أسباب تباطؤ نشاط المصارف الإسلامية، والبحث في سبل إقلاعها، مؤكدا على أن وضع تلك المصارف محل نظر في اجتماعات البنك.

في المقابل يشكو مساهمون في مصارف إسلامية من ضعف أداء مسيريها (مديريها)، إذ إنه رغم المهنية التي قد يتمتعون بها وإلمامهم بالجوانب الفنية للمالية الإسلامية، إلا أنهم غير فعالين على الصعيد التسويقي والتجاري.

ويقول الخبير في القطاع المصرفي، مصطفى ملكو، إنه "جرى التعامل مع المصارف الإسلامية على أنها مصدر لتمويل احتياجات العملاء فقط وليس لاستقبال ودائع الأشخاص، الأمر الذي ينعكس على حجم أعمالها ويظهر من خلال الفارق الكبير بين التمويلات والإيرادات.

ويعتبر خبراء أن تلك المفارقة لا علاقة لها بالدولة، بل بالعميل الذي يتعاطي بطريقة فيها نوع من الازدواجية في السلوك، حيث يفتحون حسابات عند المصارف التقليدية، ويسعون للحصول على التمويل من المصارف الإسلامية.

ويشير الخبير المصرفي إلى أن المشكلة الأخرى تتمثل في محدودية المنتجات التي أتاحتها المصارف الإسلامية في بداية عملها، موضحا أنه عند إطلاقها لم يكن متوفراً سوى عقد واحد، متمثل في المرابحة، علما أن منتجات أخرى ظهرت بعد ذلك مثل التي تمكن من تمويل مشاريع استثمارية.

ويتطلع بنك المغرب إلى تنظيم اجتماعات بين المصارف الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى من أجل فتح نقاش حول تجربة هذه المصارف التي انخرطت فيها المملكة في 2017.

ولم تكتمل بعد منظومة المصارف الإسلامية، ما دعا البنك المركزي إلى التأكيد على وجود ملاحظات تتعلق بالمنتجات والعقود، وملاءمة العقود للشريعة.

وبدأ المغرب أخيرا العمل بالتأمين التكافلي بعد طول انتظار، حيث يرتقب أن يدعم هذا التأمين نشاط تلك المصارف، خاصة عبر جذب ادخار طويل الأمد يهم تعليم الأبناء أو التقاعد، وفق خبراء اقتصاد، ما يرفع حجم معاملات هذه البنوك.

المساهمون