استمع إلى الملخص
- تحديات السوق والمنافسة: تواجه الشركات الألمانية صعوبات بسبب الاستثمارات المكلفة في التنقل الكهربي وضعف الطلب، بالإضافة إلى المنافسة المتزايدة من الشركات الآسيوية التي تقدم سيارات مبتكرة ومنخفضة التكلفة.
- التوترات التجارية وتأثيرها: النزاع التجاري مع الولايات المتحدة يفاقم الضغوط على الشركات الألمانية، حيث فرضت رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات، مما يؤثر على أكبر سوق لصادراتها.
تخلفت شركات السيارات الألمانية الرائدة عن معظم منافسيها على مستوى العالم العام الماضي، إذ عانت من ضعف المبيعات وتراجع الربحية، بحسب تحليل أجرته شركة "إرنست أند يونغ" للتدقيق والاستشارات الإدارية، وأوردته أسوشييتد برس اليوم الأحد. وبينما أعلنت "فولكسفاغن" عن زيادة طفيفة في مبيعاتها في عام 2024، سجلت "بي إم دبليو" و"مرسيدس-بنز" انخفاضاً، ما أدى إلى تراجع إجمالي إيرادات الثلاثي الألماني بنسبة 2.8%.
في المقابل، نمت مبيعات أكبر 16 شركة صناعة سيارات عالمية، شملها تحليل "إرنست أند يونغ"، إجمالا بنسبة 1.6%، مسجلة أكثر من تريليوني يورو (2.2 تريليون دولار). وعلى الرغم من أن الشركات المصنعة الألمانية لا تزال تمثل ما يقرب من 30% من هذا الإجمالي محققةً 613 مليار يورو، فإن حصتها السوقية تقلصت مقارنة بالعام السابق.
ومن بين أبرز الشركات العالمية، سجلت مجموعة "ستيلانتيس" أسوأ أداء في المبيعات، حيث تراجعت مبيعات الشركة الأم لـ"أوبل" بنسبة 17%. كما تواجه شركات صناعة السيارات الألمانية صعوبات من حيث الأرباح التشغيلية، فقد تخلفت كثيرا عن الشركات اليابانية والأميركية التي كان أداؤها أفضل بكثير.
وعزا محلل السوق في شركة "إرنست أند يونغ" كونستانتين جال الصعوبات التي تواجهها شركات صناعة السيارات الألمانية إلى ضعف المبيعات والاستثمارات المكلفة في مجال التنقل الكهربي، والتي لم تحقق العوائد المتوقعة بعد، وقال إن "الطلب ليس بالقوة المأمولة"، مشيراً إلى تحديات إضافية مثل أعطال البرمجيات ونفقات إعادة الهيكلة وعمليات استدعاء السيارات. وأوضح أنه في عام 2023، كانت العلامات التجارية للسيارات الفارهة لا تزال قادرة على فرض أسعار مرتفعة، مشيراً، في المقابل، إلى أن هذا الوضع قد تغير الآن، إذ أدى عدم اليقين الاقتصادي والصراعات العالمية إلى إضعاف الطلب بشكل كبير، موضحا أن المنافسة سوف تعتمد مرة أخرى بشكل متزايد على السعر.
كما تشعر شركات السيارات الألمانية بقلق خاص إزاء المنافسة المتزايدة من الشركات الآسيوية التي تقدم سيارات مبتكرة ولكن منخفضة التكلفة في الوقت نفسه. وتعاني صناعة السيارات من ضعف الظروف الاقتصادية وتباطؤ الطلب، بخاصة على السيارات الكهربائية. وفي الأشهر الأخيرة، أعلن العديد من المصنّعين والموردين بالفعل عن تدابير لخفض التكاليف، من بينها تسريح عمال.
ويزيد من الضغوط أن النزاع التجاري المتصاعد مع الولايات المتحدة قد يُفاقم اضطراب السوق. ونفّذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته يوم الأربعاء الماضي مُعلناً فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات السيارات إلى الولايات المتحدة اعتباراً من مطلع إبريل/نيسان القادم. ويأتي هذا في وقت عصيب للغاية بالنسبة لشركات السيارات الألمانية، حيث لا تزال الولايات المتحدة أكبر سوق لصادراتها، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني.
(أسوشييتد برس)