ضربات إسرائيل على إيران ترفع أسعار النفط وتضع ترامب أمام تحديات

14 يونيو 2025
مصفاة أصفهان النفطية، 8 نوفمبر 2023 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت التوترات الإقليمية بعد ضربات إسرائيلية على مواقع نووية إيرانية وردّ طهران بإطلاق صواريخ، مما أثار مخاوف من مواجهة مفتوحة ورفع أسعار النفط بنسبة 7% بسبب قرب الاشتباكات من ممرات الطاقة في الخليج.
- تسعى الولايات المتحدة لتعزيز أمنها الطاقوي عبر زيادة إنتاج النفط والغاز، لكن ارتفاع الأسعار يضغط على حملة ترامب الانتخابية، مما قد يدفعه لاستخدام الاحتياطي النفطي أو حثّ "أوبك+" على زيادة الإنتاج.
- أشار المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية إلى وجود مخزونات طوارئ كبيرة، لكن "أوبك" انتقدت هذه التصريحات، مما يزيد المخاوف بشأن نقص المعروض في ظل التوترات الجيوسياسية.

قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، الجمعة، إن فريقه يعمل بالتنسيق مع مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لمراقبة الوضع في الشرق الأوسط في ظل الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية في إيران، ورد طهران بصواريخ على أهداف إسرائيلية، وتأثير هذه التطورات على إمدادات الطاقة العالمية.

وذكر رايت، في منشور على منصة "إكس"، أن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب

الرامية إلى تعظيم إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة عبر تخفيف القيود البيئية والتنظيمية تعزز أمن الطاقة الأميركي في مواجهة الأزمات الجيوسياسية. وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن محللين قولهم إن منشآت النفط والغاز في إيران، وهي عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، لم تُستهدف حتى الآن، لكن المخاوف من اتساع رقعة النزاع دفعت أسعار النفط إلى الارتفاع. فقد ارتفعت أسعار الخام العالمية بنسبة 7% يوم الجمعة، لتغلق عند أكثر من 74 دولاراً للبرميل، وسط قلق المستثمرين من تداعيات تصعيد جديد في المنطقة على الأسواق العالمية، لا سيما في ظل استمرار موسم القيادة الصيفية في الولايات المتحدة.

وقالت شركة "كلير فيو إنرجي بارتنرز" في مذكرة للعملاء إن أسعار البنزين في الولايات المتحدة قد ترتفع بنحو 20 سنتاً للغالون خلال الأيام المقبلة، ما يفرض ضغوطاً اقتصادية وسياسية على حملة ترامب الانتخابية التي تركز على خفض تكاليف الطاقة. وأضافت الشركة أن ارتفاع الأسعار قد يدفع ترامب إلى استخدام جزء من احتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي، أو محاولة حثّ دول تحالف "أوبك+" على زيادة الإنتاج، ما قد يُعقّد في المقابل جهوده في تشديد العقوبات على روسيا، ثالث أكبر منتج للنفط في العالم. وبحسب وزارة الطاقة الأميركية، فإن الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي يضم حالياً 402.1 مليون برميل من النفط الخام، ويُعدّ الأكبر من نوعه في العالم.

في السياق، كتب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، على منصة "إكس"، أن نظام أمن النفط التابع للوكالة، والذي يشمل الاحتياطيات الاستراتيجية للدول الأعضاء، يحتوي على أكثر من 1.2 مليار برميل من مخزونات الطوارئ. لكن منظمة "أوبك" انتقدت تصريحات بيرول، ووصفتها بأنها "تثير إنذارات كاذبة" وتُساهم في نشر الخوف في الأسواق، في وقت تشهد فيه الأسواق أصلاً حالة من التوتر وعدم اليقين.

وشهدت المنطقة، يوم الجمعة، تصعيداً خطيراً بعدما شنّت إسرائيل ضربات استهدفت مواقع نووية في إيران، في تطور غير مسبوق منذ بدء التوترات بين الجانبين على خلفية البرنامج النووي الإيراني والدعم الإيراني في المنطقة. وردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية على أهداف إسرائيلية، ما أثار مخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهة إقليمية مفتوحة. وعلى الرغم من عدم استهداف منشآت نفطية مباشرة، فإن قرب مواقع الاشتباك من ممرات الطاقة الحساسة في الخليج دفع الأسواق إلى الترقب والقلق، وارتفعت إثره أسعار النفط بحدة.

وهذ التطورات أتت في وقت بالغ الحساسية على صعيد أسواق الطاقة العالمية، إذ يُعدّ الشرق الأوسط موطناً لبعض أكبر منتجي النفط في العالم ومصدّريه، مثل إيران والسعودية والعراق. ويؤدي أي تصعيد عسكري في المنطقة إلى تهديد طرق الإمداد الحيوية، مثل مضيق هرمز الذي يمرّ عبره 20 مليون برميل يومياً. وتُفاقم هذه التوترات المخاوف من نقص المعروض، لا سيما في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، والعقوبات المفروضة على روسيا، والتذبذب في إنتاج تحالف "أوبك+".

(رويترز، العربي الجديد) 

المساهمون