استمع إلى الملخص
- بدأت الأرجنتين مفاوضات جديدة مع صندوق النقد الدولي للحصول على برنامج ثالث، حيث يأمل وزير الاقتصاد لويس كابوتو في التوصل إلى اتفاق بحلول أوائل 2025، مع التركيز على تمويل جديد ورفع ضوابط العملة ورأس المال.
- واجه برنامج 2022 انتقادات لعدم حصوله على دعم واسع، حيث شهدت الأرجنتين تغييرات متكررة في وزراء الاقتصاد، وكشف عن انقسامات سياسية داخلية أثرت على الاقتصاد ومهدت الطريق للرئيس الحالي خافيير مايلي.
نشر صندوق النقد الدولي مراجعة قاتمة لبرنامجه الأخير الذي فشل في الأرجنتين، وبذلك أنهى خطوة فنية مطلوبة قبل أن يتفاوض الرئيس خافيير مايلي على اتفاق جديد هذا العام. ووفق تحليل في بلومبيرغ، اليوم السبت، نشر موظفو صندوق النقد الدولي في وقت متأخر من يوم الجمعة تقييمًا لبرنامج الأرجنتين الذي بلغ إجماليه في الأصل 44 مليار دولار، وهو ثاني أكبر برنامج للبنك في التاريخ بعد اتفاقه مع الدولة في عام 2018.
وبموجب قواعد صندوق النقد الدولي، فإن الدولة التي تتمتع "بقدرة استثنائية على الوصول" إلى أموال صندوق النقد الدولي مثل برنامج الأرجنتين، لا يمكنها أن تسعى للحصول على برنامج جديد قبل انتهاء ما يسمى بالتقييم اللاحق للبرنامج السابق. وتابع التحليل، أكدت جولي كوزاك، المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن المفاوضات قد بدأت بشأن برنامج جديد، سيكون الاتفاق الثالث للأرجنتين في ملحمة تمتد الآن على مدى سبع سنوات. وبشكل منفصل، قال وزير الاقتصاد الأرجنتيني لويس كابوتو إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025.
وتراقب الأسواق باهتمام مفاوضات كابوتو مع موظفي صندوق النقد الدولي لمعرفة ما إذا كان الصنوق سيقدم تمويلًا جديدًا يتجاوز 44 مليار دولار، وكذلك كيف ومتى تقرر الأرجنتين رفع إطار ضوابط العملة ورأس المال التي تمنعها من العودة إلى الأسواق الدولية. وهاتان القضيتان أساسيتان في المفاوضات الجارية.
وفق بلومبيرغ، رسم التقييم اللاحق صورة قاتمة لأحدث برنامج لصندوق النقد الدولي في الأرجنتين بدأ في مارس/آذار 2022. وقد قدم الخبراء تفاصيل عن القرارات السياسية المتهورة التي اتخذتها حكومة الرئيس السابق ألبرتو فرنانديز والتي أخرجت البرنامج والاقتصاد عن مسارهما في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية لعام 2023 التي فاز بها الرئيس الحالي مايلي بأغلبية ساحقة. وبحلول منتصف عام 2023، "توقف البرنامج تقريبًا"، بعد "التراجع المتكرر عن الالتزامات، وانحرفت سياسات السلطات بشكل كبير عن مسارها قبل العملية الانتخابية متعددة المراحل"، وفقًا للتقييم. "باختصار، واجهت الأرجنتين مرة أخرى أزمة اقتصادية شاملة بحلول الجولة الأخيرة من الانتخابات"، وفقا للتقرير.
وبعد عامين من المحادثات، لم يحظ برنامج 2022 مطلقًا بالدعم الواسع النطاق الذي سعى إليه موظفو صندوق النقد الدولي، حيث مرت الأرجنتين بثلاثة وزراء للاقتصاد في شهر واحد تقريبًا. وعلى الرغم من أن فرنانديز أيد قانونًا جديدًا يقضي بضرورة موافقة الكونغرس على صفقة صندوق النقد الدولي، إلا أن فصائل من حزبه البيروني صوتت ضده، مما كشف عن الاقتتال السياسي الداخلي الذي أدى إلى تفاقم الانهيار الاقتصادي بالبلاد ومهد طريق مايلي في النهاية إلى الرئاسة في الأرجنتين.