استمع إلى الملخص
- تستعد أوبك+ لزيادة إنتاج النفط شهريًا، بينما تواجه السعودية ضغوطًا لخفض أسعار خامها للمشترين الآسيويين، وتعثرت محادثات استئناف صادرات النفط الكردي.
- ألغت الولايات المتحدة تراخيص شركات نفط وغاز في فنزويلا، بينما أعلنت الصين عن اكتشاف حقل نفط كبير في بحر الصين الجنوبي، مما يعزز استكشاف النفط البحري.
صعدت أسعار النفط، اليوم الاثنين، بعدما تراجعت في بداية التعاملات، وجاء الارتفاع بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية ثانوية على مشتري النفط الروسي إذا شعر بأن موسكو تعرقل جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وحذّر إيران من عمل عسكري محتمل إذا لم توافق على التفاوض بشأن برنامجها النووي.
وبحلول الساعة 03.30 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة الأكثر تداولاً لشهر يونيو/ حزيران لخام برنت 69 سنتاً، أو 0.95%، إلى 73.45 دولاراً للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط 68 سنتاً، أو 0.98%، إلى 70.04 دولاراً للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت الأقرب للتسليم ويتوقف التداول عليها في وقت لاحق من اليوم الاثنين، 76 سنتاً، أو 1.03%، إلى 74.39 دولاراً للبرميل. ويتجه الخامان صوب إنهاء الشهر على ارتفاع.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأحد، إنه "غاضب" من نظيره الروسي فلاديمير بوتين وسيفرض رسوما جمركية ثانوية تراوح بين 25 و50% على مشتري النفط الروسي إذا شعر بأن موسكو تعرقل جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وتعكس تعليقاته اللاذعة عن بوتين إحباطه المتزايد إزاء عدم إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار. وصرح ترامب بأنه قد يفرض الإجراءات التجارية الجديدة خلال شهر.
والصين والهند من المشترين الرئيسيين للخام الروسي، وستكون موافقتهما بالغة الأهمية لتطبيق عقوبات ثانوية فعالة على ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم. وهدد ترامب إيران، أمس الأحد، بالقصف وفرض رسوم جمركية ثانوية إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي. وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل لدى "يوم.بي.إس": "تتابع أسواق النفط تهديد (ترامب) بفرض رسوم جمركية ثانوية على النفط الروسي والإيراني، وذلك بالرغم من إشارته إلى عزمه على عدم تطبيقها في الوقت الحالي... ولكن هناك خطراً متزايداً من نمو المعروض في المستقبل".
ويرى محللون أن ترامب لن ينفذ التهديدات، وهو احتمال يحد من صعود أسعار النفط. وقال توني سيكامور، المحلل في "آي.جي أن"، إن السوق تتوقع ألا ينفّذ ترامب تهديداته. وأضاف أن الرسوم الجمركية قد تتسبب في اندلاع حرب تجارية تؤثر بالنمو العالمي والطلب على النفط الخام.
وقال يوكي تاكاشيما، الخبير الاقتصادي في شركة نومورا للأوراق المالية: "نتوقع أن يظل خام غرب تكساس الوسيط في نطاق بين 65 و75 دولارا في الوقت الحالي مع تقييم السوق لتأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على إمدادات النفط والاقتصاد العالمي، فضلا عن وضع الإمدادات من الولايات المتحدة وأوبك+".
ومن المقرر أن تبدأ مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بقيادة روسيا، زيادة إنتاج النفط شهريا في إبريل/ نيسان، وتوقعت وكالة رويترز في الأسبوع الماضي أن تواصل المجموعة زيادة إنتاجها في مايو/ أيار. وقال متعاملون إن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، قد تخفض أسعار خامها للمشترين الآسيويين في مايو إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر، مقتفية أثر الانخفاضات الحادة في أسعار الخام القياسية هذا الشهر.
في هذه الأثناء، قال مصدران مطلعان لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتيهما إن محادثات استئناف صادرات النفط الكردي عبر خط الأنابيب العراقي التركي تتعثر بسبب استمرار عدم الوضوح بشأن المدفوعات والعقود. وفشلت المفاوضات التي بدأت في أواخر فبراير/ شباط حتى الآن في إنهاء الجمود المستمر منذ ما يقرب من عامين والذي أدى إلى توقف تدفقات النفط من إقليم كردستان العراق في شمال البلاد إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط.
كما هدد ترامب إيران، أمس الأحد، بالقصف وفرض رسوم جمركية ثانوية إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي. وأعلن الأسبوع الماضي عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من الدول التي تشتري النفط والغاز الفنزويليين.
أسعار النفط تحت الضغط في 2025
في الاتجاه ذاته، أظهر استطلاع أجرته رويترز أن أسعار النفط ستظل تحت ضغط في عام 2025، إذ تؤثر الرسوم الجمركية الأميركية وتباطؤ النمو الاقتصادي في الهند والصين على الطلب، بينما تمضي أوبك+ قدما في خططها لزيادة الإنتاج. وتوقع الاستطلاع الذي شارك فيه 49 خبيرا ومحللا اقتصاديا في مارس/ آذار ونشرت نتائجه اليوم، أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 72.94 دولارا للبرميل في عام 2025، بانخفاض عن تقديرات فبراير/ شباط البالغة 74.63 دولارا. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي 69.16 دولارا للبرميل، بانخفاض طفيف عن توقعات الشهر الماضي البالغة 70 دولارا.
وقال فلوريان غرونبرغر، كبير المحللين لدى كبلر، إنه مع توقع اتساع أرصدة النفط الخام العالمية 300 ألف برميل يوميا هذا العام، يتأرجح السوق على حافة فائض. وأضاف "يعود هذا التحول إلى ضعف التوقعات الاقتصادية الكلية في الصين وضعف الطلب من الهند، وهو ما عوض بل وتجاوز التحسن الطفيف في الطلب الأوروبي".
وتوقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، هذا الشهر، ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.45 مليون برميل يوميا في 2025 و1.43 مليون برميل يوميا في 2026. ومع ذلك، يحذر المحللون من أن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية ربما تُعرقل هذا المسار، إذ قد تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي وارتفاع التضخم العالمي.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، عاود ترامب فرض "سياسة أقصى الضغوط" على إيران لخفض صادراتها النفطية إلى الصفر، وأعلن فرض رسوم جمركية 25% على أي دولة تشتري النفط أو الغاز من فنزويلا. ويقول محللون إن محادثات السلام الجارية بين روسيا وأوكرانيا ربما تتوج في وقت ما برفع العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا.
وقال فرانك شالينبرغر، رئيس أبحاث السلع الأولية لدى إل.بي.بي.دبليو، إن "فرض المزيد من العقوبات الأميركية على منتجين مثل إيران وفنزويلا قد يؤدي إلى انخفاض المعروض العالمي من النفط وارتفاع أسعار الخام"، لكن عودة النفط الروسي إلى الأسواق قد تؤثر سلبا على الأسعار. وقال جون بايزي، رئيس شركة ستراتاس أدفايزرز: "لا نعتقد بأن أوبك+ ستزيد العرض زيادة ملموسة هذا العام، لكنها ستحاول بدلا من ذلك دفع أسعار النفط إلى الارتفاع من خلال السماح للطلب بتجاوز العرض خلال الأرباع الثلاثة الأخيرة من العام".
إلغاء تراخيص النفط والغاز لشركات في فنزويلا
في السياق، أعلنت مجموعة موريل إي بروم النفطية الفرنسية، اليوم الاثنين، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية ألغى ترخيصها الخاص بالعمل في فنزويلا، وذلك بعد قرار ترامب الأسبوع الماضي بفرض رسوم على مشتري النفط الفنزويلي. ومنحت إدارة الرئيس السابق جو بايدن في السنوات القليلة الماضية تراخيص لشركات فردية للحصول على النفط الفنزويلي لمصافي تكرير من إسبانيا إلى الهند، في استثناء من نظام العقوبات الأميركي على الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.
وفي مايو/ أيار 2024، حصلت إم اند بي على ترخيص خاص من المكتب لحصتها المجمعة البالغة 40% في شركة بتروريجينال ديل لاغو التي تشغل حقلا ببحيرة ماراكايبو بفنزويلا. وأفادت الشركة بأن إشعار الإلغاء الذي تلقته إم اند بي، التي تملك حكومة إندونيسيا أغلب أسهمها، كان بتاريخ 28 مارس/ آذار وتضمن فترة تصفية حتى 27 مايو. وأضافت الشركة في بيان صحافي: "تقيّم إم أند بي حاليا آثار هذا القرار بالتشاور الوثيق مع مستشاريها القانونيين".
وأعلنت كراكاس، الأحد، أن الولايات المتحدة ألغت تراخيص كانت قد منحتها سابقا لشركات نفط وغاز للعمل على الأراضي الفنزويلية رغم العقوبات التي تفرضها. وفي حين لم تُحدد فنزويلا الشركات التي أُلغيت تراخيصها، توقع خبراء أن تتأثر شركتا النفط الأوروبيتان العملاقتان ريبسول الإسبانية وموريل آند بروم الفرنسية، بعدما أمرت واشنطن شركة شيفرون الأميركية العملاقة بالانسحاب من البلاد في شباط/ فبراير الماضي.
وصرحت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز، في بيان على تليغرام: "أود أن أبلغكم بأننا حافظنا على تواصل مستمر مع شركات النفط والغاز العابرة للحدود العاملة في البلاد، وأن هذه الشركات تبلغت في الساعات الأخيرة من الحكومة الأميركية إلغاء تراخيصها". وأضافت "كنا مستعدين لهذا الوضع ونحن على استعداد لمواصلة الوفاء بالعقود مع هذه الشركات".
والشركات التي تخالف أي حظر أميركي نفطي وغيرها من التوجيهات تعرض نفسها لعقوبات. وألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية شباط/ فبراير ترخيص شركة شيفرون الذي كان يسمح لها بالعمل في فنزويلا رغم العقوبات. وكانت شركات أخرى قد حصلت على تراخيص مماثلة.
ويسعى ترامب إلى خنق فنزويلا اقتصاديا بهدف إضعاف رئيسها نيكولاس مادورو، ولا تعترف الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى بفوز مادورو بالانتخابات الرئاسية التي أجريت العام الماضي وتتهمه بتزويرها. ويبلغ إنتاج فنزويلا من النفط نحو مليون برميل يوميا حاليا، بعد أن كان إنتاجها يصل إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا قبل 25 عاما.
اكتشاف نفطي ضخم في الصين
في الاتجاه ذاته، أعلنت المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري، اليوم الاثنين، أنها اكتشفت حقل نفط كبيرا في الجزء الشرقي من بحر الصين الجنوبي، مع احتياطيات مثبتة تتجاوز 100 مليون طن. وذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، أن حقل هويزهو 19-6 المكتشف حديثا يشكل خطوة كبيرة في استكشاف النفط البحري في الصين، حيث إنه أول حقل نفط متكامل كبير يجري اكتشافه في الطبقات العميقة إلى العميقة جدًا في البلاد، وفقا لما ذكرته المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري.
ويقع الحقل على بعد حوالي 170 كيلومترا من مدينة شينزين في مقاطعة قوانغدونغ، جنوب الصين، ويقع على عمق مياه متوسط قدره 100 متر. وقد أظهرت اختبارات الحفر أن الإنتاج اليومي يصل إلى 413 برميلا من النفط الخام و68 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي. وبحسب الشركة، فإن استكشاف النفط والغاز في المياه العميقة إلى العميقة جدا يواجه العديد من التحديات، بما في ذلك الأحوال الجوية والضغوط العالية، والظروف المعقدة.
وتقول إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن بحر الصين الجنوبي غير مستكشف بالكامل حتى الآن بسبب النزاعات الإقليمية، ولكن معظم النفط والغاز المكتشفين يقعان في مناطق غير متنازع عليها. وتدعي الصين سيادتها على معظم بحر الصين الجنوبي، لكن الفيليبين وماليزيا وفيتنام وإندونيسيا وبروناي المطلة على البحر تتنازع السيادة على مناطق منه.
(رويترز، فرانس برس)