صادرات القمح الروسي تفتح أسواقاً جديدة في أفريقيا

26 يناير 2025
ارتفعت حصة أفريقيا من صادرات القمح الروسي، بوركينا فاسو 26 يناير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت صادرات القمح الروسي تحولًا نحو الأسواق الأفريقية، مع استقبال توغو أول شحنة، مما يعكس زيادة الطلب الأفريقي ويعزز وجود روسيا في القارة.
- تقليديًا، كانت الصادرات تتركز في إيران وتركيا وشمال أفريقيا، لكن الفترة الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في الصادرات إلى المغرب ونيجيريا وكينيا.
- رغم التحديات، من المتوقع أن تصل صادرات القمح الروسي إلى 43.5 مليون طن، مع استمرار الطلب القوي من دول مثل مصر، مما يعزز دور روسيا كمصدر رئيسي عالمي.

باتت دولة توغو إحدى الأسواق الجديدة لصادرات القمح الروسي بعد وصول أول شحنة إليها من روسيا في وقت سابق من الشهر الجاري، وهو ما يكشف عن تحول في وجهة الصادرات إلى أفريقيا مع مرور الوقت. وقالت صحيفة إزفستيا الروسية في تقرير لها، السبت، إن شحنة القمح المقدرة بنحو 27 ألف طن تشير إلى ارتفاع الطلب الأفريقي على القمح الروسي بشكل تدريجي بلغت ذروته العام 2024.

وأضافت الصحيفة أن أسواق القمح الروسي التقليدية كانت تتركز في دول مثل إيران وتركيا، بينما كانت الدول العربية في شمال أفريقيا، مثل مصر والجزائر، من بين أبرز المستوردين. ومع ذلك، شهد الطلب الأفريقي على القمح ارتفاعًا ملحوظًا عامًا بعد عام. من جهته، قال الصحافي الاقتصادي الروسي فاديم ميكيف، لـ"العربي الجديد"، إن "روسيا تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز وجودها في السوق الأفريقية"، مشيرا إلى أن " وصول أول شحنة من القمح إلى جمهورية توغو هو دليل على التزام روسيا بتلبية احتياجات الدول الأفريقية المتزايدة من الحبوب". 

وأضاف ميكيف: "هناك طلب أفريقي متزايد في ظل ضعف الإنتاج المحلي من الحبوب، إلا أن هناك تحديات تواجه صادرات القمح الروسي، من بينها المنافسة القوية من دول أخرى تسعى لتوسيع نطاق صادراتها إلى أفريقيا، بالإضافة إلى التغيرات السياسية والاقتصادية التي قد تؤثر على استقرار السوق وطلبها على القمح الروسي في الوقت الحالي".

وسجلت صادرات القمح من روسيا إلى الدول الأفريقية خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول 2024 زيادة ملحوظة، حيث تجاوزت الكمية 21 مليون طن، ما يمثل زيادة بنحو 35% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.وذلك وفقًا لتقرير صادر في شهر ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي من مركز تنمية صادرات المنتجات الزراعية الروسية "أغرو إكسبورت". 

ووفقًا للمركز نفسه، فإن الزيادة في صادرات القمح الروسي كانت ملحوظة بشكل خاص في عدة دول أفريقية. حيث شهد المغرب ارتفاعًا في الواردات بنحو ستة أضعاف، بينما زادت الصادرات إلى نيجيريا بمعدل 3.7 مرات، وإلى كينيا بمعدل 1.4 مرة. وتبقى مصر والجزائر وكينيا من بين أبرز الدول المستوردة القمحَ الروسي في القارة الأفريقية، حيث تواصل هذه الدول الاعتماد على الإمدادات الروسية لتلبية احتياجاتها الغذائية المتزايدة. وفقًا لما ذُكِر في  تقرير "أغرو إكسبورت". 

وتتوقع شركة إيكار الاستشارية أن تصل صادرات القمح الروسي إلى 43.5 مليون طن في الموسم الحالي، انخفاضا من 55.5 مليون طن في موسم 2023- 2024. كما توقع اتحاد مصدري ومنتجي الحبوب في روسيا، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن تصل صادرات الحبوب الروسية في 2025 إلى 45 مليون طن، منها 40 مليونا من القمح. 

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة رويترز، الثلاثاء الماضي، إن جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، المشتري الحكومي للحبوب في مصر، اشترى كمية كبيرة من القمح الروسي، ومن المقرر شحنها هذا الشهر. وستُحمَّل الشحنة التي جرى شراؤها من خلال مجموعة "أو.زد.كيه" الروسية على أربع سفن تبحر رافعة العلم المصري. ولم تكشف المصادر عن الحجم الإجمالي للصفقة أو سعر الشراء، لكن الطاقة الاستيعابية المجمعة للسفن تتجاوز 250 ألف طن، وتتجه السفن الآن إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي. 

المساهمون