شلل وسائل النقل في سورية بعد الزيادة الصاروخية في أسعار الوقود

شلل وسائل النقل في سورية بعد الزيادة الصاروخية في أسعار الوقود

11 يوليو 2021
السوريون غاضبون من الزيادة الجنونية في أسعار المواصلات والخبز (Getty)
+ الخط -

شهدت مناطق سيطرة النظام السوري، اليوم الأحد، حالة شلل وإضراب في معظم قطاعات النقل الخاص بعد قرار حكومة النظام الليلة الماضية رفع أسعار الوقود بنسب قاربت 180%.

وقال الناشط الإعلامي في محافظة اللاذقية، أبو يوسف جبلاوي، لـ"العربي الجديد"، إن غالبية السائقين أحجموا عن العمل اليوم، بانتظار تفاصيل التعرفة الجديدة، مقابل عدد قليل اختار العمل بتعرفة وضعها بنفسه، مضيفاً أن مراكز النقل شهدت اليوم ازدحاماً غير مسبوق مع عدم توفر وسائل النقل.

وبحسب الناشط نفسه، ارتفعت تعرفة نقل "سرافيس اللاذقية - جبلة" التي يبلغ طول خطها قرابة 26 كم من 250 ليرة إلى 500 ليرة وآخرون دفعوا 700 ليرة، رغم أن مجلس محافظة اللاذقية لم يحدد بعد أسعار الطريق، في حين رفعت شركات النقل والسفر بين المحافظات التذاكر منذ صباح اليوم، وباتت التذكرة من دمشق إلى اللاذقية وبالعكس 12 ألف ليرة سورية بعد أن كانت 5500 أو 6000.

وأشار ذات المصدر إلى أن مراكز النقل شهدت منذ الصباح مشادات كلامية تحول بعضها لعراك في كراج اللاذقية، مع انتقاد المسافرين للأسعار الجديدة، ورفض أصحاب وسائل النقل العمل بالتعرفة القديمة.

في السياق ذاته نشرت صفحات إعلامية محلية في اللاذقية صورا ًلعشرات الأهالي وهم ينتظرون وسائل النقل لإيصالهم إلى أعمالهم أو بيوتهم، وأشارت إلى حالة تخبط كبيرة تشهدها المحافظة في ظل إقرار زيادة الأسعار دون إصدار نشرة للتعرفة الجديدة.

وفي حديث لـ "العربي الجديد"، انتقد عبد الله وهو موظف حكومي في مدينة جبلة جنوبي اللاذقية الحالة التي وصل إليها الوضع في سورية.

 

ومضى قائلا: "انتظرت اليوم منذ الساعة السابعة صباحاً في كراجات النقل لأصل إلى عملي، ولم تتوفر لي أي خدمة حتى العاشرة، سائق الحافلة اشترط الحصول على 500 ليرة بدلاً من 250 ولم يقتصر الأمر على ذلك بل صعد في الحافلة 18 راكباً رغم أن الحافلة مخصصة لنقل 11 راكبا فقط".

ووصف عبد الله، الذي فضل عدم ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، قرار زيادة الرواتب للموظفين الحكوميين اليوم 50% بأنها أشبه بدعابة، ثم أضاف: "زيادة أسعار الوقود قرابة الضعفين سيؤدي لغلاء كل شيء.. و بدل أن نحسن وضعنا بهذه الزيادة سيزداد وضعنا سوءاً".

بدوره، أكد عبد الرحمن، وهو من سكان ريف دمشق لـ"العربي الجديد"، أن حالة الفوضى لم تتوقف على المواصلات اليوم فحسب، بل أعرض معظم التجار عن فتح متاجرهم انتظاراً للأسعار الجديدة، حيث من المتوقع أن ترتفع معظم أسعار المواد الأساسية بعد ارتفاع سعر الوقود.

وعقب ساعات من قرار حكومة النظام رفع سعر الخبز من 100 إلى 200 ليرة والمازوت من 185 ليرة إلى 500 ليرة دفعة واحدة صدرت اليوم قرارات بزيادة أسعار جديدة منها أسعار المواد العلفية للمربين بداية من اليوم، حيث وصل سعر الذرة الصفراء المستوردة إلى مليون وخمسين ألف ليرة للطن الواحد بعد أن كان تسعمائة وعشرة آلاف ليرة للطن.

كما وصل سعر الذرة الصفراء المستوردة إلى مليون وخمسين ألف ليرة للطن الواحد بعد أن كان تسعمائة وعشرة آلاف ليرة للطن بحسب قرار صدر عن المؤسسة العامة للأعلاف التابعة لحكومة النظام.

وفي السياق بدأت مكاتب المحافظات تباعاً بإصدارتعريفات جديدة لوسائل النقل العامة التابعة لها بانتظار زيادة تعرفة وسائل النقل الخاصة تباعاً.

وحول تأثير القرارت الأخيرة على معيشة السوريين في مناطق النظام، قال الباحث الاقتصادي يونس كريم، لـ"العربي الجديد"، إن الأسعارمرشحة للزيادة بشكل أكبر بسبب ارتفاع المازوت، والكلام عن رفع الدعم عن السلع الأخرى كالسكر والأرُز وباقي السلع، كما أن رفع الدعم عن القطن يشير إلى توقف الدعم عن الزراعة وصولاً إلى صناعة النسيج والألبسة".

وأشار كريم، في تعليقه على قرار زيادة النظام لرواتب الموظفين إلى أن "الزيادة حاصلة على أصل المبلغ المقطوع، وليس على إجمالي الرواتب والذي لن يزيد إلا بمقدار 11 دولارا لموظفي الفئة الأولى الذين يبلغ راتبهم المقطوع 69 ألف ليرة. وللفئة الرابعة أو ما يسمى الحد الأدنى للأجور زاد بمقدار 22.4%، أي بمقدار 4 دولارات فقط "، ليخلص إلى أن "الموظف سيدفع ضعف هذه الزيادة".

المساهمون