استمع إلى الملخص
- تواجه الشركات تحديات في المدفوعات الدولية والقيود الاقتصادية، وتنتظر رفع العقوبات لاستعادة نشاطها، بينما يأمل صنّاع السفن في استئناف الطلبات من روسيا، خاصة في مجال سفن الغاز الطبيعي المسال.
- تراجع التبادل التجاري بين روسيا وكوريا الجنوبية بنسبة الثلث في النصف الأول من 2024 مقارنة بعام 2023، لكن الشركات الكورية تأمل في العودة إلى السوق الروسية، حيث كانت شريكًا تجاريًا رئيسيًا قبل النزاع الأوكراني.
بدأت الشركات الكبرى في كوريا الجنوبية دراسة إمكانية العودة إلى روسيا، وذلك في أعقاب التقارير عن تحضيرات لمفاوضات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب.
ووفقاً لوكالة "نيوز1" الإخبارية، فإن مجموعة هيونداي موتور تدرس إمكانية إعادة شراء مصنعها في سانت بطرسبرغ، حيث ينتهي حق الشراء في ديسمبر/ كانون الأول من هذا العام. وقد أكد مصدر في القطاع للوكالة أن الشركة تراقب الوضع عن كثب. وفي سياق متصل، أشار مصدر آخر في صناعة السيارات لصحيفة هانجوك جيونججي إلى أن الأحاديث حول إنهاء الحرب في أوكرانيا تبعث على الأمل. وذكر أن هيونداي موتور لا ترغب في فقدان السوق الروسية، مما قد يدفعها إلى التفكير في استئناف الإنتاج في البلاد.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة "يونهاب" أن الشركة حدّثت تسجيل علامات تجارية تتعلق بالسيارات وقطع الغيار والإكسسوارات في روسيا العام الماضي. ومع ذلك، أكدت هيونداي موتور أنه لا يوجد قرار نهائي بشأن هذه المسألة حتى الآن.
كذلك تُتابع شركتا سامسونغ وإل جي إلكترونيكس، اللتان تمتلكان مصانع في روسيا، تطورات الوضع عن كثب. وأوضح مصدر في القطاع لوسائل إعلام كورية أنه بعد توقف هاتين الشركتين عن الإنتاج ووقف المبيعات الرسمية، امتلأ السوق المحلي بالأجهزة من الصين ودول أخرى، ما يجعل من الصعب استعادة المواقع السابقة. ومع ذلك، فإن رفع العقوبات قد يتيح لهما فرصة لاستعادة النتائج السابقة.
ويعتقد مصدر في صحيفة مايل كيونغ جي أن الشركات الكورية الجنوبية المصنعة للإلكترونيات ستتخذ خطواتها التالية فقط بعد حل المشكلات المتعلقة بالمدفوعات الدولية ورفع القيود الاقتصادية. ومع ذلك، يجب عليها متابعة الوضع وإجراء التحضيرات اللازمة بالفعل. كذلك، يأمل صنّاع السفن الكوريون الجنوبيون في إنهاء النزاع في أوكرانيا.
وأشار مصدر في القطاع إلى أن سيول تتمتع بقدرة تنافسية لا مثيل لها في تطوير تقنيات سفن الغاز الطبيعي المسال القادرة على الإبحار على طول سواحل المحيط المتجمد الشمالي. لذا، فإن رفع العقوبات قد يسهّل استئناف الطلبات من روسيا. وفقا لصحيفة مايل كيونغ جي ولوكالة يونهاب تُعدّ هذه التطورات إشارات إيجابية لشركة "سامسونغ هيفي إندستريز"، التي تعاونت سابقاً مع شركاء روس في بناء سفن الغاز الطبيعي المسال في حوض بناء السفن "زفيزدا".
تراجع التبادل التجاري بين روسيا وكوريا الجنوبية
وأفادت السفارة الروسية في سيول، لصحيفة إزفيستيا الروسية، في شهر أغسطس/ آب من العام الماضي، بأن التبادل التجاري بين روسيا وكوريا الجنوبية شهد تراجعاً بنسبة الثلث في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بنفس الفترة من عام 2023. وأكدت السفارة أن ذلك يرجع إلى العقوبات المفروضة ضد روسيا.
ووفقًا للصحيفة الروسية، فإن الشركات الكبرى في كوريا الجنوبية لا تزال تأمل في العودة إلى السوق الروسية، حيث كانت كوريا الجنوبية في عام 2021، قبل بداية النزاع الأوكراني، الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في آسيا بعد الصين. وقد بلغ حجم التجارة بين البلدين حينها مستوى قياسياً بلغ 29.8 مليار دولار.
ومع ذلك، تُشير أرقام العام الماضي إلى تدهور سريع في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إذ انخفض حجم التبادل التجاري بنسبة 34%، ليصل إلى 6.638 مليارات دولار في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى يوليو/ تموز 2024، مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، كما انخفضت الصادرات الروسية إلى كوريا الجنوبية بنسبة 35% لتصل إلى 3.794 مليارات دولار، بينما تراجعت الواردات من كوريا الجنوبية بنسبة 32% لتصل إلى 2.843 مليار دولار، حسبما ذكرت البعثة الدبلوماسية.