شركات الطيران الأميركية في ورطة كورونا... رحلات العمل أبرز الضحايا

شركات الطيران الأميركية في ورطة كورونا... رحلات العمل أبرز الضحايا

25 أكتوبر 2020
قطاع الطيران يواجه الكثير من التحديات (Getty)
+ الخط -

هل تحل الاجتماعات عبر تطبيقات الفيديو مستقبلا محل رحلات العمل؟ يبدو هذا السؤال مشروعا مع تراجع التنقلات المهنية جوا منذ بدء جائحة كوفيد-19، ما أدى إلى انحسار إيرادات شركات الطيران الأميركية التي سيستغرق تعافيها وقتا طويلا.

وقال جيه جيه كيناهان محلل الأسواق في شركة "تي دي أميري ترايد" لوكالة فرانس برس "توقفت فجأة عن السفر في آذار/ مارس بسبب المخاوف بشأن كوفيد-19".

وكان التوقف بمثابة صدمة بالنسبة إلى شخص يمضي عادة حوالى 75 ليلة في السنة بعيدا عن المنزل للعمل. والآن، أصبحت الشركة التي يعمل فيها تسمح بالسفر على أساس كل حالة على حدة. وأضاف كيناهان أنه لا يشتاق إلى الرحلات الجوية، بل إلى التواصل الشخصي مع بوابي الفنادق وموظفي الاستقبال الذين يقابلهم بانتظام في رحلاته.

تعاني شركات الطيران من تأثير الجائحة فعلا. فقد خسرت أكبر أربع شركات طيران أميركية، أميريكن ويونايتد ودلتا وساوث ويست، معاً ما يقرب من 11 مليار دولار في الربع الثالث من العام.

وللمرة الأولى منذ منتصف آذار/ مارس، تجاوز عدد المسافرين عبر أمن المطار في 18 تشرين الأول/ أكتوبر عتبة المليون. لكن هذا العدد ما زال أقل بكثير من 2,6 مليون المسجل في اليوم نفسه من عام 2019. وقد بدأت كثير من الشركات السماح لموظفيها بالسفر مجددا لكن بأعداد محدودة.

 

ويتوجّب على الشركات الأخذ بالاعتبار العواقب القانونية للطلب من الموظفين الصعود إلى الطائرة. ولفتت ألكسندرا كننغهام من شركة "هانتون أندروز كورث" للمحاماة إلى أن السفر أمر لا مفر منه في بعض الحالات، مثل الإصلاحات التي تتطلب وجود فني متخصص.

وأوضحت أنه في حين أن بعض العمال في أماكن مغلقة مثل المسالخ والسفن السياحية تمكنوا من المطالبة بتعويض بعد إصابتهم بالفيروس، من غير السهل إثبات إذا ما كان موظف ما أصيب بالعدوى أثناء رحلة عمل.

وتابعت "أفضل حماية لصاحب العمل في الوقت الراهن... هي اتباع إرشادات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لحصر السفر في رحلات العمل الأساسية".

كذلك يمكن لتدابير الحجر الصحي المختلفة في بعض الولايات الأميركية أيضا أن تجعل الرحلات القصيرة غير عملية. ويعد توقف سفر رجال الأعمال مشكلة كبيرة لشركات الطيران.

وفي حين يشكل هؤلاء نحو ثلث العدد الإجمالي للركاب فقط، هم يمثلون نصف الإيرادات السنوية وفقا لمجموعة "إيرلاينز فور أميركا".

وقال رئيس مجموعة "يونايتد إيرلاينز" سكوت كيربي في مؤتمر عبر الهاتف أخيرا "رحلات العمل مهمة جدا لشركة يونايتد".

وأضاف عن هذه الفئة التي انهارت بنسبة 85 إلى 90 في المائة "كانت مصدر دخلنا الرئيسي". وحاول كيربي أن يبقى متفائلا رغم قوله إنه لا يرى انتعاشا حتى أواخر العام المقبل، في حين لن يعود الوضع إلى طبيعته حتى عام 2024.

 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ساوث ويست" غاري كيلي، إن التعافي قد يستغرق وقتا أطول من ذلك. وأوضح هذا الأسبوع لقناة "سي إن بي سي"، "تماما مثل أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، قال الجميع إن العالم سيتغير والناس لن يسافروا جوا بعد الآن. لقد كانوا مخطئين". لكنه أضاف "أراهن على أن عودة الأمور إلى طبيعتها ستتطلب حوالى 10 سنوات".

أما رئيس شركة "دلتا" إد باستيان فقال إن الوضع الطبيعي الجديد قد يعني أن رحلات العمل ستكون أقل بنسبة 10 إلى 20 في المائة من مستوى ما قبل الوباء، إذ إن الاجتماعات التي تعقد عبر الفيديو تحل مكان بعض الرحلات. لكنه لفت إلى أنها "لن تكون بديلا".

في غضون ذلك، قال نائب الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد" أندرو نوتشيلا في مؤتمر عبر الهاتف إن الزيادة في نسبة العمل عن بعد قد تساعد السفر الجوي بحيث يتعين على الموظفين العودة إلى مكاتبهم مرات عدة في الشهر. وختم "قد تكون الحركة الجوية مختلفة، لكننا نعتقد أنها ستنهض مجددا".

(فرانس برس)

المساهمون