شراء 675 مليون حزمة بريدية في يوم "العزّاب" بالصين

"العزّاب" يدعمون اقتصاد الصين... شراء 675 مليون حزمة بريد بقيمة مليارات الدولارات

12 نوفمبر 2020
احتفال علي بابا بيوم العزّاب العام الماضي (Getty)
+ الخط -

أثار "يوم العزّاب"، أكبر حدث سنوي للتجارة الإلكترونية في العالم، فورة تسوّق في الصين، ستدعم انتعاش ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وكما في كل سنة، هرع المستهلكون في الصين في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر إلى هواتفهم النقالة وأجهزتهم المحمولة لشراء ملايين المنتجات المعروضة بأسعار تتحدى أي منافسة، وتتراوح من الأثاث إلى الإلكترونيات، مرورا بالملابس والمواد الغذائية.

لكن يبقى هذا اليوم اللافت بتسلسل أرقام تاريخه "11.11"، ملائما لتسوق شريحة من الناس أكثر من سواها، وهي شريحة العزّاب.  ويوم العزّاب أو "غوانغون جي" كما يسمى بالصينية، هو عطلة تسوق واسعة الشهرة بين الشباب الصينيين، الذين يفضلون الاحتفال افتخاراً بكونهم غير مرتبطين. 

وتم اختيار تاريخ 11 نوفمبر/تشرين الثاني (11/11)، لأن الرقم واحد هو أفضل ممثل للشخص الأعزب الوحيد. 

ووزع البريد الصيني ما لا يقل عن 675 مليون حزمة يوم الأربعاء وحده، بزيادة 26% عن العام الماضي، وفق ما أوردته وكالة الصين الجديدة للأنباء الخميس.

غير أنه من الصعب المقارنة في الإيرادات بين العام الماضي والعام الحالي، إذ قررت أكبر مجموعتين للتجارة الإلكترونية البدء بالتنزيلات منذ الأول من الشهر، ما حوّل الحدث الذي كان يستمر 24 ساعة إلى عشرة أيام متواصلة من التسوق المحموم.

وأعلنت مجموعة "علي بابا" العملاقة التي أطلقت هذا الحدث في 2009، بيع بضائع بقيمة 498,2 مليار يوان (63,8 مليار يورو) على مختلف منصّاتها منذ الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، وهو رقم أعلى بـ26% من مجموع مبيعاتها للفترة ذاتها من العام الماضي.

أما منافستها مجموعة جي دي.كوم، فأعلنت عن مبيعات بقيمة 271,5 مليار يوان (34,8 مليار يورو).

وشهدت مواقع تسوّق إلكترونيّ أخرى إقبالا مثل "بيندوودوو" الذي لا يعلن أرقاما، في وقت ضاعفت المتاجر التقليدية التنزيلات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر.

كان العديد من خبراء الاقتصاد يأملون أن تؤكد أرقام العائدات انتعاش الاقتصاد الصيني بعدما تلقى ضربة في مطلع العام مع ظهور فيروس كورونا المستجد في البلاد وتدابير الإغلاق لمكافحته، ولا شك أن الأرقام المعلنة ستطمئنهم.

وقال جيانغ فان رئيس "تمال" و"تاوباو"، منصتي البيع الكبريين لدى "علي بابا"، مبديا ارتياحه: "استفدنا من الانتعاش القوي للاستهلاك في الصين". ومن بين الذين استفادوا من "يوم العزّاب" ليو يو، العامل في بكين الذي اغتنم التنزيلات الهائلة منذ الثواني الأولى من يوم الأربعاء.

وروى لوكالة فرانس برس: "بقيت مستيقظا حتى منتصف الليل حتى أشتري المكنسة الكهربائية التي كنت أرغب فيها منذ أسابيع"، مضيفا: "كان سعرها الأصلي يتخطى أربعة آلاف يوان، لكنني حصلت عليها في نهاية المطاف بأكثر من ألفي يوان بقليل".

وسيجد عمالقة الإنترنت في هذا المستوى من المبيعات بعض العزاء، في وقت باتت السلطات تستهدفهم.

وتراجعت أسهم مجموعات الإنترنت الكبرى الاربعاء في بورصة هونغ كونغ، غداة إعلان تشريعات جديدة ضد الممارسات المضادة للمنافسة في قطاع الإنترنت.

واستهدفت الهيئة الوطنية لضبط الأسواق بصورة خاصة بنود التعامل الحصري التي تعيق المنافسة على منصات التجارة الإلكترونية، إذ ترغم بعض المجموعات على سبيل المثال مزوديها على بيع منتجاتهم على مواقعهم حصرا.

كما ترغم "تاوباو"، كبرى منصات "علي بابا" للبيع الإلكتروني، المستهلكين على تسديد أسعار مشترياتهم بواسطة نظامها "علي باي" للدفع على الإنترنت، رافضة المرور عبر مواقع أخرى للدفع مثل "ويتشات باي" التابع لمنافستها "تين سنت".

وبعد تسجيلها تراجعا بحوالى 10% الأربعاء، عادت أسهم "علي بابا" وحققت ارتفاعا طفيفا بمقدار 1,85% الخميس في هونغ كونغ، فيما استعادت أسهم "جي دي.كوم" 7,67% غداة تراجع بأكثر من 9%.

وفي تأكيد على أن مجموعة "علي بابا" باتت هدفا للسلطات، أوقف النظام الشيوعي في اللحظة الأخيرة الأسبوع الماضي عملية طرح أسهم مجموعة "أنت"، الشركة الأولى في العالم للدفع الإلكتروني التابعة لـ"علي بابا" والمشرفة على منصّة "علي باي"، في بورصتي شانغهاي وهونغ كونغ.

وكان من المتوقع أن تكون هذه أكبر عملية طرح عام في البورصة في التاريخ، إذ كانت عملية الاكتتاب تقدر بـ34,4 مليار دولار (27,4 مليار يورو).

وأثارت "أنت" مخاوف الهيئات المشرفة على الأسواق المالية باقتحامها قطاع القروض الشخصية وقروض الاستهلاك وإدارة الثروات والتأمين، مفلتة من التنظيمات المفروضة على المصارف العامة.

وقد يكون مؤسس "علي بابا" جاك من أثار بنفسه استياء السلطات بخطاب ألقاه في أواخر تشرين الأول/أكتوبر في شانغهاي، ووجه فيها اتهامات مبطنة إلى هيئات ضبط الأسواق المالية بكبح الابتكار في قطاع التكنولوجيا المالية.

(فرانس برس)

المساهمون