سوق سوداء أردنية تتحكم بتجارة الأعلاف وأسعارها

سوق سوداء أردنية تتحكم بتجارة الأعلاف وأسعارها

06 نوفمبر 2021
مقدار الدعم للأعلاف التي تشمل الشعير والنخالة يناهز 112 مليون دولار (Getty)
+ الخط -

توعدت الحكومة الأردنية القائمين على السوق السوداء للمتاجرة بالأعلاف المدعومة وأصحاب الحيازات الوهمية من الأغنام بإحالتهم إلى "هيئة النزاهة ومكافحة الفساد" واتخاذ أشد العقوبات بحقهم، في ضوء اتساع تلك الممارسات في الآونة الأخيرة والاعتداء على حقوق الغير وتحميل الخزينة مبالغ طائلة لغايات الدعم.

مدير إدارة المخزون في وزارة الصناعة والتجارة والتموين عاطف علاونة كشف لـ"العربي الجديد"، أن مقدار الدعم للأعلاف التي تشمل الشعير والنخالة، يناهز 80 مليون دينار، تعادل 112 مليون دولار، منها 92 مليون دولار للشعير والباقي للنخالة، موضحا أن كلفة طن الشعير تبلغ حوالي 248 دينارا، أو ما يعادل 350 دولارا، فيما يباع بسعر مدعوم يبلغ 175 دينارا، تعادل 247 دولارا.

كما تبلغ كلفة سعر طن النخالة 156 دينارا، تعادل 220 دولارا، لكنه يُباع بسعر مدعوم قدره 77 دينارا، أو 109 دولارات.

وسبق أن كشف وزير الزاراعة خالد الحنيفات عن وجود فساد وممارسات خطيرة تتعلق بحصول أشخاص على كميات كبيرة من الأعلاف المدعومة من قبل الحكومة، وخاصة مادتي القمح والشعير، من خلال الحيازات الوهمية التي يدعونها وتتعلق بامتلاكهم أعدادا من الثروة الحيوانية بخلاف الواقع، وذلك للحصول على بطاقات الدعم الموجهة أصلا لأصحاب الحيازات الحقيقية.

وبيّن أن هؤلاء الأشخاص يتاجرون بتلك الأعلاف ويبيعونها للمزراعين ومربي الثروة الحيوانية، ما أضر بمربي الثروة الحيوانية وأدى لارتفاع قيمة الدعم الحكومي للأعلاف، موضحا أنه من خلال عمليات التدقيق تم حتى الآن تخفيض مليون و300 ألف رأس غنم من الحيازات، فيما تتواصل الجهود لضبط كافة الاختلالات ومحاسبة المتورطين بتلك الممارسات.

بدوره، قال المدير العام لـ"اتحاد المزارعين" محمود العوران، لـ"العربي الجديد"، إن السوق السوداء للمتاجرة بالأعلاف قديم جديد، لكنه ازداد أخيرا بسبب ارتفاع أعداد الحيازات الوهمية والممارسات غير المشروعة.

وأضاف أن الحيازات الوهمية التي يحصل على أساسها أفراد على الدعم المخصص للشعير والنخالة يكون على حساب أصحاب الحيازات الفعلية من المزارعين، ما يؤدي إلى تخفيض الكميات المخصصة لأغنامهم وربما إلى إعادة النظر أيضا بقيمة الدعم.

وأشار إلى أن أصحاب الحيازات الوهمية يقومون بهذه الممارسات منذ سنوات، وخطوة التدقيق والمتابعة من وزارة الزراعة مهمة جدا لمعالجة الاختلالات القائمة وإنصاف المزارعين الحقيقيين وتوجيه الدعم إلى مستحقيه.

وأوضح أن مربي الثروة الحيوانية يواجهون ظروفا صعبة للغاية، خاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج وتراجع معدلات الأمطار والاعتماد كثيرا على الأعلاف لتغذية المواشي، كما أكد أهمية القضاء على السوق السوداء وتوجيه الدعم على نحو سليم.

وتشير سجلات وزارة الزراعة إلى أن عدد الأغنام المسجلة لغايات الحصول على الدعم يتجاوز 4.5 ملايين رأس، وعدد كبير منها وهمي يحتال انطلاقا منه عدد من الأشخاص بطرق مختلفة لتحصيل بطاقات دعم بشكل غير مشروع، تمهيدا لحصولهم على الأعلاف المدعومة وبيعها في السوق السوداء للاستفادة من فارق السعر.

المساهمون