سوريون يسابقون الزمن لإعادة إعمار حلب رغم العقوبات ونقص المساعدات

29 ابريل 2025
يحاول أهل حلب الآن استعادة حياتهم بطرقهم الخاصة، حلب في 29 إبريل 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعيد السوريون في حلب بناء منازلهم بأنفسهم بعد حرب أهلية دامت 14 عامًا، حيث يفضلون الاعتماد على جهودهم الذاتية بدلاً من انتظار دعم الحكومة الجديدة بقيادة الإسلاميين أو التمويل الدولي.
- تواجه جهود إعادة الإعمار تحديات كبيرة بسبب العقوبات الأمريكية، رغم تعهدات الدعم من مؤسسات مالية ودول خليجية، مما يدفع السكان لاستخدام الموارد المتاحة مثل الأنقاض لإصلاح منازلهم.
- تكتسب جهود إعادة الإعمار الشعبية زخمًا، حيث يعمل المقاولون على مدار الساعة لتلبية الطلب المتزايد، بينما تسعى سورية لتخفيف العقوبات وتحقيق الاستقرار.

يعمل العديد من السوريين، ومن بينهم موسى الحاج خليل، على إعادة بناء منازلهم التي تحولت إلى أنقاض في مدينة حلب التارخية ذات الأهمية الاقتصادية بينما يكافح القادة الجدد في سورية لبدء جهود إعادة الإعمار على نطاق واسع. وعانت حلب، ثاني أكبر مدن سورية والتي تصنفها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) موقعا للتراث العالمي، بشدة من حرب أهلية استمرت أكثر من عقد، وشهدت معارك وحصارا وغارات جوية روسية وهجمات بالبراميل المتفجرة.

ويحاول أهل حلب الآن استعادة حياتهم بطرقهم الخاصة، ولا يريدون الانتظار لرؤية ما إذا كانت جهود الحكومة السورية الجديدة بقيادة الإسلاميين ستنجح في الحصول على تمويل دولي. وقال خليل (65 عاما) الذي قضى سبع سنوات في مخيم للنازحين في الحرمين على الحدود السورية التركية "ما حدا عم يساعدنا، لا من دول ولا من منظمات". وقال، وهو يتابع العمال الذين يرممون منزله المدمر في حي رتيان بشمال غرب حلب "شعب فقير وخاربين بيوته، عم يجي بيحاول يسكن، يظبط غرفة يسكن هو وأولاده أحسن من معيشة المخيمات". وعاد خليل بمفرده قبل شهر لإعادة بناء منزله حتى يتمكن من إحضار عائلته من المخيم.

وحلب أول مدينة كبيرة تسيطر عليها قوات المعارضة عندما شنت حملة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني. وأطاحت قوات المعارضة بالأسد بعد ذلك بأقل من أسبوعين لتنتهي بذلك حرب استمرت 14 عاما وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين وتدمير أجزاء كبيرة من سورية. 

 "نظبط أمورنا ع قد إمكاناتنا"

مع سعى سورية إلى تخفيف العقوبات، تكتسب جهود إعادة الإعمار الشعبية زخما متزايدا وتوفر فرص العمل. ويعمل المقاولون على مدار الساعة لتلبية الطلب المتزايد، ويستخدمون ما يمكن استعماله من الأنقاض مثل قوالب الطوب المكسورة والأسمنت لإصلاح المنازل. وقال المقاول السوري ماهر رجوب "في حركة بناء هلأ، عم نشتغل، الحمد لله رب العالمين!". لكن المهمة كبيرة.

وقال الأمين العام المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لرويترز في وقت سابق من الشهر الجاري إن البرنامج يأمل في تقديم 1.3 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات لدعم سورية، بما في ذلك إعادة إعمار البنية التحتية. وتعهدت مؤسسات مالية أخرى ودول خليجية مثل قطر بمساعدة سورية، لكن العقوبات الأميركية تعيق ذلك.

ووضعت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى شروطا لرفع العقوبات، وأصرت على إظهار حكام سورية الجدد، بقيادة جماعة كانت فرعا لتنظيم القاعدة في السابق، التزامهم بالحكم السلمي والشامل. ولم يكن للتعليق المؤقت لبعض العقوبات الأميركية، بهدف تشجيع المساعدات، أي تأثير كبير، مما أدى إلى اعتماد سكان حلب على أنفسهم إلى حد كبير. وقال مصطفى مروش، وهو صاحب متجر خضروات يبلغ من العمر 50 عاما "ساكنين بالمخيمات بالشمس... وجينا عم نظبط أمورنا على قد إمكاناتنا، يعني حسب الاستطاعة". 

(رويترز)

المساهمون