سورية: مطالب بوقف التصدير لتخفيف الأزمات الغذائية

سورية: مطالب بوقف التصدير لتخفيف الأزمات الغذائية

07 ابريل 2022
قفزة في أسعار الخضروات (فرانس برس)
+ الخط -

تصاعدت مطالب السوريين بوقف تصدير السلع الغذائية، خلال الفترة الأخيرة، من أجل العمل على توفير المعروض بالأسواق المحلية ووقف موجات الغلاء المتتالية التي أرهقت المواطنين.

وفي هذا السياق، قال أمين سر غرفة تجارة إدلب السابق، نبيه السيد علي: "زادت الصادرات، فيما وزارة الاقتصاد وغرف التجارة لا تقول الحقيقة"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن ارتفاع الطلب على الغذاء، خصوصاً في منطقة الخليج العربي خلال شهر رمضان، زاد من صادرات غذاء السوريين إليهم.

ويضيف علي أنّ الإنتاج السوري من البندورة يفيض عن حاجة السوق المحلية، ورغم ذلك يصل سعر الكيلوغرام إلى 5 آلاف ليرة (الدولار = 3900 ليرة)، بسبب زيادة الصادرات، وهذا ينطبق على بقية الخضروات التي سجلت أعلى سعر بتاريخ البلاد.

ويشكك في رواية النظام وغرف التجارة التي تقول إنّ الصادرات تراجعت إلى دول الخليج، مؤكداً أنّ الشحنات عبر الأردن زادت، كما يتم التصدير عبر العراق، لطهران وبغداد.

وكان عضو لجنة تجار ومصدّري الخضار والفواكه في دمشق محمد العقاد، قد نفى زيادة صادرات الخضروات والفواكه، مدعياً أن الصادرات لا تتجاوز 5 برادات يومياً، وتشمل البندورة والحمضيات والتفاح والإجاص، ولا تطاول الخضروات. ولم ينكر العقاد خلال تصريحات أمس، أنّ التصدير هو سبب ارتفاع أسعار البندورة؛ "غلاء البندورة سببه التصدير لدول الخليج"، لكنّها المادة الوحيدة "تقريباً" التي يتم تصديرها حسب ادعاء عضو لجنة تصدير الخضروات والفواكه.
وتقول المواطنة سمية العقباني من دمشق: "هل دول الخليج وتحصيل الدولار أهم من حاجة السوريين؟ مضيفة خلال اتصال مع "العربي الجديد": "عليهم أن يوقفوا التصدير، نريد أن نأكل". وتتساءل العاملة السابقة بمحافظة مدينة دمشق عن سبب ارتفاع أسعار البندورة خمسة أضعاف خلال شهر: "هل الخضروات السورية تأثرت بحرب روسيا؟". وتسخر العقباني من تصريح وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، بحكومة النظام السوري، عمرو سالم، بأنّ وفوداً من روسيا وألمانيا زارت سورية للاستفادة من تجربتها بالبطاقة الذكية وضبط الأسواق والأسعار.
وكان سالم قد قال قبل يومين، خلال افتتاح مهرجان "سوق رمضان الخير" إنّ روسيا أرسلت وفداً إلى سورية للاستفادة من تجربة البطاقة الذكية، وإنّ حلّ بلاده سيتم تطبيقه في ألمانيا وروسيا، "أراد الروس الاستفادة من التجربة السورية في البطاقة والتقنين وضبط الأسعار، وقدمنا المساعدة بشكل شفهي ومكتوب".

قول المواطنة سمية العقباني من دمشق: "هل دول الخليج وتحصيل الدولار أهم من حاجة السوريين؟ مضيفة خلال اتصال مع "العربي الجديد": "عليهم أن يوقفوا التصدير، نريد أن نأكل"


ويعاني السوريون من أكبر "حملة تجويع" زاد منها اعتماد حكومة الأسد منذ أغسطس/ آب عام 2018 البطاقة الذكية التي حصرت بيع السلع والمنتجات بأسعار مدعومة، لفئات محددة من المستهلكين، قبل أن ترفع الدعم عن نحو نصف مليون أسرة وتلغي بطاقاتها الذكية مطلع فبراير/ شباط الماضي.

وجاءت ارتفاعات الأسعار وتهاوي سعر صرف الليرة السورية، كضربة قاضية للسوريين وخاصة في شهر رمضان، ففي حين لا يزيد الأجر الشهري عن 100 ألف ليرة، ارتفعت تكاليف معيشة الأسرة بنحو 600 ألف ليرة خلال العام الجاري.
ويشير مركز قاسيون للأبحاث بدمشق (مستقل)، إلى أن متوسط تكاليف المعيشة للأسرة السورية، قفز مع بداية شهر رمضان إلى 2.8 مليون ليرة، في حين يبلغ متوسط الدخل الشهري 92.970 ليرة سورية. ويعتمد "قاسيون" بحساب الحد الأدنى لتكاليف المعيشة، على سلة الغذاء الضروري، وفق ما صاغها مؤتمر الإبداع والاعتماد على الذات للاتحاد العام لنقابات العمال، والتي يحصل من خلالها المواطن المنتج على السعرات الحرارية التي تكفل له الحياة.

المساهمون