استمع إلى الملخص
- يواجه المواطنون تكاليف إضافية بسبب المواصلات للوصول إلى الصرافات، حيث يضطر البعض لإنفاق جزء كبير من رواتبهم على التنقل، في ظل عدم تشغيل الصرافات بانتظام.
- يشير الخبير الاقتصادي شفيق عربش إلى أن عدم انتشار الصرافات جغرافياً وتقييد السحب يزيد من الأزمة، مطالباً بتوزيع الصرافات بشكل أفضل لتخفيف الضغط.
لم تعد فرحة لحظة تحويل الراتب في سورية تدوم أكثر من دقائق، ليبددها سريعاً التفكير في معاناة الحصول عليه، وحساب عدد المرات التي سيضطر فيها الموظف للحاق بركب طوابير الموظفين الواقفين على دور الصراف الآلي من أجل سحب كامل راتبه.
أحمد كامل (موظف متقاعد) أكد لـ"العربي الجديد" أنه اضطر للالتحاق بركب طوابير الموظفين على الصراف لمدة أسبوع في سبيل سحب راتبه الذي لا يتجاوز 500 ألف ليرة، فراتبه يصرف عبر المصرف التجاري الذي لا يسمح بسحب أكثر من 200 ألف ليرة في اليوم الواحد، ناهيك عن مشاكل انقطاع الكهرباء، وانتهاء النقود.
أما أيمن سلامة فقد أنفق أكثر من نصف الراتب الذي سيقبضه ثمن مواصلات ذهاباً وإياباً إلى الصراف، فهو يسكن في منطقة وادي بردى، ويضطر لدفع 40 ألف ليرة للوصول إلى الصراف التجاري في ساحة المحافظة.
تقول سامية محمد: ليس من المعقول أن نأتي من الساعة 8 صباحاً لحجز دور على الصراف الآلي في المصرف التجاري، الذي لا يفكر موظفوه بتشغيله وتعبئته، ومن ثم برمجته إلا قبل الساعة 11 ظهراً.
وليس الأمر بأفضل حالاً بالنسبة للمصرف العقاري، فالموظفون فيه لا يقومون بتشغيله إلا بعد التلذذ برؤية الطوابير تتنافس على طولها، وسماع المشاحنات بين المواطنين للحصول على دورهم.
الخبير الاقتصادي شفيق عربش، تكلم من واقع تجربته لـ"العربي الجديد"، فهو من المواطنين الذين تصرَف رواتبهم من المصرف العقاري، فبعد وقوفه في طابور الانتظار على الصراف لأكثر من ساعة توقف عن العمل لنفاد النقود.
تغذية الصراف الآلي في سورية
يقول عربش: "إذا جرت تغذية الصراف بـ15 مليون ليرة في كل مرة، ولنفترض أن أي شخص يود سحب 600 ألف، فهذا المبلغ يكفي 25 شخصاً فقط، وكل عملية سحب تحتاج إلى ست دقائق على الأقل، وإذا ما افترضنا وجود صرافين أو ثلاثة في كل فرع، وكانت التغذية مستمرة على مدار اليوم، فالصراف الواحد يومياً يخدم 100 شخص فقط". وتساءل عربش: كم يوماً يحتاج 400 ألف موظف لصرف راتبهم من المصرف العقاري؟
وأكد عربش أن عدم انتشار الصرافات جغرافياً، وجعلها متاحة على مدار 24 ساعة، إضافة لتوقف الكثير منها وخروجه عن العمل، خلق الأزمة على الصرافات، مشيراً إلى ضرورة توزيع الصرافات في كل الجغرافية السورية.
ورأى عربش أن عودة الموظفين الذين طردهم النظام السابق وتوطين رواتبهم من جديد سيخلقان أزمة وضغطاً إضافياً على الصرافات. كما أكد عربش أن الموظف بات يحتاج ما بين يومين إلى ثلاثة أيام لسحب راتبه، بعد تقييد السحب في المصرف التجاري بـ200 ألف فقط.