سورية: خفض عدد أرغفة ربطة الخبز اعتباراً من الخميس

16 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 16 أكتوبر 2025 - 00:45 (توقيت القدس)
الخبز في سورية، مخابز الرقة في 1 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأت المؤسسة العامة للمخابز في سوريا بتقليص عدد الأرغفة في ربطة الخبز التمويني من 12 إلى 10، مع الحفاظ على الوزن والسعر، بهدف تحسين الجودة وضبط معايير الإنتاج.
- عبّر المواطنون عن قلقهم من التغيير، حيث يشعرون بأنهم يدفعون أكثر مقابل عدد أقل من الأرغفة، بينما أكدت المؤسسة السورية للمخابز تحسن جودة الخبز واستمرار تحسين خطوط الإنتاج.
- يرى الخبير الاقتصادي أن التعديل يعكس ضغوطاً اقتصادية ويشير إلى توجه حكومي لتقليص الدعم، مؤكداً أن تحسين الجودة لن يؤثر على القدرة الشرائية دون دعم الدخل أو خفض تكاليف المواد الأساسية.

اعتباراً من يوم الخميس، تبدأ المؤسسة العامة للمخابز تطبيق تعديل جديد على ربطة الخبز التمويني، حيث أصبح عدد الأرغفة 10 بدلاً من 12، مع الحفاظ على وزن الربطة عند 1200 غرام، وقطر الرغيف كما كان سابقاً، فيما يظل السعر الرسمي للربطة 4000 ليرة سورية.

ويأتي هذا التعديل بعد مقترح أصدرته وزارة الاقتصاد والصناعة السورية يهدف إلى تحسين جودة الخبز وضبط معايير الإنتاج، لكنه يشمل أيضاً تخفيض عدد الأرغفة بالنسبة للربطة، ما يرفع فعلياً تكلفة الوحدة للمستهلكين مقارنة بالوضع السابق.

وقد حددت الوثيقة الرسمية، التي حملت توقيع المدير العام للمؤسسة السورية للمخابز، عدداً من الشروط الجديدة لضمان جودة الرغيف، منها الالتزام بأن يكون الرغيف مكتمل النضج ومتوازن الرطوبة بحيث لا تتجاوز 38%، والحفاظ على قطر الرغيف التمويني عند 23 سم على الأقل، مع تحديد وزن قرص الخبز الحر بـ144 غراماً للقرص الواحد.

ورغم الحفاظ على الوزن الإجمالي للربطة، عبّر عدد من المواطنين عن قلقهم من التغيير. تقول بتول العيسى، موظفة بالقطاع العام، من دمشق لـ"العربي الجديد": "حتى لو بقي وزن الربطة نفسه، نشعر وكأننا دفعنا أكثر مقابل عدد أقل من الأرغفة".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

بينما أشار عدنان أبو كريم، صاحب محل بقالة في دمشق، إلى أن "الزبائن سوف يستغربون التغيير، لكن سيتأقلمون طالما السعر الرسمي للربطة ثابت".

من جانبه، أكد مدير عام المؤسسة السورية للمخابز، محمد الصيادي، أن المؤسسة حققت تحسناً ملحوظاً في جودة رغيف الخبز، تجاوز 70% منذ التحرير وحتى اليوم، مشدداً على أن العمل مستمر لتقديم الأفضل، واعداً المواطن بتقديم أفضل رغيف خبز خلال الأيام القريبة القادمة.

وقال الصيادي إن العمل مستمر على تعديل ملف المواصفات الفنية لخطوط الإنتاج، وتطبيق أفضل المعايير الفنية بما يتلاءم مع إنتاج رغيف خبز عالي الجودة. وأضاف أن الإجراءات المتبعة لضمان جودة المنتج تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية، تشمل استخدام أفضل المواد الأولية، ورفع الحالة الفنية لجميع المخابز، وتكثيف الجولات الرقابية من قبل لجان الجودة والدوريات التموينية.

وأشار الصيادي إلى أن كمية الدقيق المنتجة يومياً تبلغ 4500 طن، بما يعادل 4 ملايين و400 ألف ربطة خبز يومياً، موزعة على 1693 مخبزاً في جميع المحافظات، مؤكداً استمرار المؤسسة في مراقبة جودة الإنتاج وضمان استقرار التوزيع.

بالمقابل يؤكد الخبير الاقتصادي، عامر شهدا، لـ"العربي الجديد"، أن تعديل عدد الأرغفة في ربطة الخبز، حتى مع الحفاظ على الوزن والسعر، يعكس ضغوطاً اقتصادية على الأسر، ويُعد خطوة ضمن توجه حكومي لتقليص الدعم تدريجياً.

وقال شهدا: "تخفيض عدد الأرغفة مقابل السعر نفسه يعني أن المستهلك سيدفع فعلياً أكثر مقابل كل كيلوغرام من الخبز، وهذا يزيد الضغط على ميزانية الأسر، خصوصاً محدودي الدخل".

من الناحية التاريخية، شهدت أسعار وربطات الخبز في سورية منذ عام 2010 عدة تعديلات متتابعة، تأثرت بالأزمات الاقتصادية والحروب المحلية، حيث كانت ربطة الخبز التمويني تزن 1.2 كيلوغرام بسعر منخفض مدعوم، قبل أن تتعرض أسعارها للزيادة التدريجية نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج وأسعار القمح. ومع كل تعديل، يجد المواطن نفسه مضطراً لإعادة توزيع الإنفاق اليومي، ما يجعل أي تغيير في الوزن أو عدد الأرغفة مادة جدلية شديدة الحساسية.

ويضيف الخبير الاقتصادي أن هذه الخطوة، رغم ما يصاحبها من تحسينات في الجودة، لن تؤثر على القدرة الشرائية للأسر إلا إذا جرت مرافقتها بإجراءات لدعم الدخل أو خفض تكاليف المواد الأساسية، إذ يبقى الخبز السلعة الأكثر ارتباطاً بحياة المواطن اليومية، وأي تعديل فيها يمس الجميع مباشرة.

ويشير المواطنون إلى أنهم يتابعون من كثب مدى فعالية هذه الإجراءات في تحسين جودة الخبز، مؤكدين أن أي خطوة تبدو رسمية لتحسين الجودة لن تكون مقبولة إذا رافقها شعور بالنقص أو ارتفاع فعلي في التكلفة لكل ربطة.

وبينما تصر المؤسسة على أن الهدف من التعديل هو "تحسين الجودة وضمان استقرار التوزيع"، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى قدرة الأسر على التكيف مع هذه التغييرات، خصوصاً في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية، وارتفاع الأسعار في مختلف القطاعات الأساسية.

يعد الخبز القوت الأساسي للسوريين، واقترن خلال سنين الحرب بالطوابير، لكن الأفران عادت للعمل فور سقوط نظام بشار الأسد، وشهدت ازدحاماً في بعض النقاط.

وبعد اليوم الأول الذي كانت الكميات فيه مفتوحة، جرى تحديد الكمية بربطتي خبز على الأكثر، وبات الرغيف أقل حجماً من السابق بقليل، وأكدت قنوات وصحف الحصول على الخبز دون حاجة لتقديم بطاقة أو أي ورقة ثبوتية.

المساهمون