سورية: إلغاء مشروع حي القرابيص في حمص بعد احتجاجات شعبية
استمع إلى الملخص
- المشروع يتضمن إنشاء منتزه عام بمساحة 350 ألف متر مربع، ويهدف إلى تطوير مدينة حمص دون التعدي على أملاك الأهالي، مع ضمان التوافق معهم قبل بدء أي أعمال في القرابيص.
- تقدر تكلفة المشروع بنحو 400 مليون دولار، ويشمل بناء 4500 وحدة سكنية وتوفير 15 ألف فرصة عمل، مع تنفيذ يمتد لسبع سنوات.
قرّرت شركة "العمران" الكويتية للتطوير والاستثمار العقاري إلغاء مشروع "بوليفارد النصر" في حي القرابيص بمدينة حمص، والاكتفاء بتنفيذ الأعمال في منطقتَي المصابغ وسوق الهال، بعد احتجاجات الأهالي ورفضهم للعروض المقدمة لهم. وخلال الأسابيع الماضية خرج عشرات السكان في احتجاجات طالبوا فيها بوقف المشروع وإلغاء قرار تجميد المعاملات العقارية في القرابيص، معتبرين أن المشروع يهدّد أملاكهم ويُقصيهم عن منازلهم.
من جانبه، أكد مدير العلاقات العامة في محافظة حمص، عبد الرحمن جوخدار، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المشروع أُلغي في حي القرابيص كلياً، والذي كان مدرجاً ضمن مخطط بوليفارد النصر"، لافتاً إلى أنه "لن يجري تنفيذ أي أعمال في حي القرابيص من دون موافقة كاملة من الأهالي"، وأضاف أن العمل سيبدأ في العامين الأولين بالمصابغ وسوق الهال، وهي مناطق تملكها الحكومة وتقع مقابل حي القرابيص.
وأشار جوخدار إلى أن المشروع يتضمن إنشاء منتزه عام بمساحة 350 ألف متر مربع يتضمن مسطحات خضراء ومائية وملاعب، وسيكون جزءاً من مخطط تنظيمي جديد يشمل إعادة تأهيل 13 حيّاً متضرراً في المدينة. وشدد على أن الهدف من المشروع يتمثل في "تطوير مدينة حمص وتحديث عمرانها مع ضمان عدم التعدي على أملاك الأهالي أو تهجيرهم"، لافتاً إلى أن "التوافق مع سكان القرابيص سيبقى شرطاً أساسياً لانطلاق أي أعمال في الحي".
ويقع حي القرابيص شمال مدينة حمص قرب منطقة البساتين، ويُعد من الأحياء التي تضررت كثيراً خلال سنوات الحرب، إذ كان من أبرز مناطق الاحتجاجات ضدّ النظام منذ عام 2011، ما جعله عرضة لعمليات قصف ومعارك عنيفة أفضت إلى دمار كبير في بنيته العمرانية.
يذكر أن الحكومة وقعت في 6 أغسطس/آب الجاري، مذكرة تفاهم مع شركة "العمران" لإطلاق مشروع "بوليفارد النصر"، الذي تصفه السلطات بأنه من أبرز مشاريع الإعمار بعد سنوات الحرب. وتُقدَّر تكلفة المشروع بنحو 400 مليون دولار، على أن يُنجز خلال فترة لا تتجاوز خمس سنوات، بينما تشير بيانات رسمية أخرى إلى أن التنفيذ سيمتد على مراحل تصل إلى سبع سنوات، تبدأ مرحلتها الأولى خلال 30 شهراً بتطوير منطقتَي المصابغ وسوق الهال. وتشمل الخطة بناء 4500 وحدة سكنية وبنية تحتية متكاملة، إلى جانب توفير نحو 15 ألف فرصة عمل مباشرة.