استمع إلى الملخص
- في قطاع التعدين، تبرز محادثات الاندماج بين "ريو تينتو" و"غلينكور" كأكبر صفقة محتملة، مما يعكس اهتمام الشركات الكبرى بالتوسع والاندماج لتعزيز مكانتها.
- في مجال الزراعة، يواجه سوق اللحوم تحديات مع انخفاض مخزونات لحم الخنزير في الولايات المتحدة، بينما يؤدي الطقس البارد في أوروبا إلى استنزاف مخزوناتها من الغاز الطبيعي.
تستحوذ سلعٌ مهمة في قطاعات الطاقة والتعدين والإنتاج الزراعي والحيواني على اهتمام المستثمرين حول العالم خلال الأيام القليلة المقبلة، مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وكذلك تأثيرات العقوبات الأميركية الأخيرة على النفط الروسي ومصير صفقات كبرى.
وتتصدر الرسوم الجمركية الأميركية المشهد، حيث تتجه الأنظار إلى الرسوم الجمركية واسعة النطاق على البضائع الأجنبية التي تعهد ترامب بفرضها. وربما تؤثر هذه الخطوة على التجارة العالمية، بما في ذلك السلع الأساسية مثل النفط والمحاصيل والمعادن. ومن المتوقع أن تكون الدول المجاورة، كندا والمكسيك، إضافة إلى الصين، الأكثر تأثراً، إذ تشكل الواردات من هذه الدول إلى الولايات المتحدة الأميركية حوالي 1.32 تريليون دولار.
وتشهد أسعار شحن ناقلات النفط ارتفاعاً كبيراً بسبب العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قبل أيام من انقضاء ولايتها، على تجارة النفط الروسية، ما يهدد بتقليص أسطول السفن المتاحة ويجبر التجار على البحث عن مصادر بديلة للخام.
وفُرضت عقوبات على حوالي 160 ناقلة نفط روسية في 10 يناير/كانون الثاني الجاري، ما جعل حوالي عُشر الأسطول الحالي لنقل النفط الخام مشمولاً بالإجراءات الأميركية.
ومنذ ذلك الحين، تضاعفت أسعار الشحن القياسية للناقلات، بما في ذلك تسجيل أكبر زيادة يومية منذ أغسطس/آب الماضي، بالتزامن مع ارتفاع أسهم أكبر الشركات المتخصصة فقط في هذا القطاع عالمياً. كما يشهد قطاع التعدين موجة من الصفقات الكبيرة، إذ أبدى اثنان من أكبر منتجي المعادن، وهما شركة "ريو تينتو" متعددة الجنسيات التي تتخذ من ملبورن في أستراليا مقراً لها وشركة "غلينكور" متعددة الجنسيات ومقرها سويسرا، اهتماماً بمواصلة هذا الاتجاه بعد إجراء محادثات أولية حول دمج أعمالهما العام الماضي.
ورغم توقف المحادثات حالياً، فإن صفقة الاندماج المحتملة بين الشركتين ستُصنف بوصفها أكبر صفقة في تاريخ قطاع التعدين، نظراً إلى أن "ريو" تعد ثاني أكبر منتج للمعادن حول العالم، بينما تبلغ القيمة السوقية لـ"غلينكور" نحو 56 مليار دولار، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، أمس الاثنين.
كذلك تتجه أنظار المستثمرين إلى اللحوم، حيث تشهد المخزونات الأميركية المبردة من قطع لحم الخنزير المستخدمة في إنتاج اللحم المقدد انخفاضاً عن المتوسط المعتاد. ويبدو أن الطلب على هذا المنتج الشهير، سواء استعمل للإفطار أو إضافةً إلى صنع البرغر، قوي لدرجة أن الإمدادات قد تكون في حالة انكماش، في وقت يُفترض فيه تاريخياً أن يتزايد المخزون استعداداً لموسم المبيعات في الصيف.
وسيتابع التجار من كثب تقرير المخزون المبرد الشهري الصادر عن وزارة الزراعة الأميركية في 24 يناير/كانون الثاني الجاري، للحصول على أحدث المعلومات عن الطلب على لحم الخنزير، وكذلك على اللحوم الأخرى، ومنتجات الألبان، والدواجن، والفواكه والخضراوات.
في الأثناء، يؤدي الطقس البارد في أوروبا إلى استنزاف مخزوناتها من الغاز الطبيعي، ما يفتح الباب لنشوب معركة عالمية على الإمدادات، بالتزامن مع إشارات الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات محتملة للتخلص التدريجي من الغاز الطبيعي المسال الروسي.
وربما تسهم مشاريع تصدير الغاز الطبيعي المسال الجديدة في أميركا الشمالية ومناطق أخرى في تخفيف النقص في السوق، لكن وتيرة زيادة الإنتاج غير واضحة، ومن الممكن ألا تتحسن الأوضاع قبل 2026 مع بدء تشغيل مشاريع مؤجلة. هذا الوضع يُعرض الدول الناشئة الأكثر فقراً من آسيا إلى أميركا الجنوبية لخطر الخروج من السوق بسبب ارتفاع الأسعار.