سلالات أبقار حلوب أميركية لمشروع شركة بلدنا القطرية في الجزائر

27 نوفمبر 2024
ستُشحَن الأبقار الأميركية لمشروع بلدنا في الجزائر، كاليفورنيا في 20 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مشروع بلدنا القطرية في الجزائر: تم توقيع اتفاق بين مجموعة بلدنا القطرية ووزارة الزراعة الجزائرية لإنتاج مسحوق الحليب في ولاية أدرار بتكلفة 3.5 مليارات دولار، مستهدفًا إنتاج 1.7 مليار لتر حليب سنويًا وتوفير 5 آلاف وظيفة.

- استيراد سلالات الأبقار الحلوب الأميركية: يخطط المشروع لاستيراد 270 ألف بقرة حلوب أميركية بحلول العام التاسع، لتعزيز إنتاج الحليب باستخدام تقنيات جينية متقدمة.

- تحويل الصحراء إلى سلة غذاء: تسعى الجزائر لاستصلاح نصف مليون هكتار من الأراضي الصحراوية لزيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي، معتمدة على المياه الجوفية المشتركة.

قال مصدر رسمي في وزارة الفلاحة (الزراعة) والتنمية الريفية الجزائرية، إن "سلالات الأبقار الحلوب الأميركية التي اتُّفِق عليها في وقت سابق من الشهر الجاري، ستوجه حصرياً لمشروع مجموعة بلدنا القطرية لإنتاج الحليب المجفف والأجبان ومشتقات الألبان بولاية أدرار جنوب غربيّ البلاد". وأضاف المصدر ذاته، طالباً عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد" أن "الأبقار الأميركية ستصل مباشرة إلى مطار ولاية أدرار من الولايات المتحدة عبر رحلات جوية مباشرة"، مشيراً إلى أن "الدفعة الأولى من الأبقار ينتظر وصولها تباعاً في الأشهر المقبلة دون أن يحدد عددها بدقة".

واستقرت السلطات الجزائرية ممثلة بوزارة الفلاحة (الزراعة) والتنمية الريفية، على سلالات أبقار حلوب أميركية لمشروع بلدنا القطرية الضخم الذي تتجاوز قيمته 3.5 مليارات دولار، ويمتد على مساحة 117 ألف هكتار بولاية أدرار جنوبيّ البلاد، ويستهدف إنتاج ما يقارب 200 ألف طن من الحليب المجفف في غضون 9 سنوات بفضل 270 ألف بقرة، في إطار خطط الحكومة لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.

ولكون الاتفاق الثنائي الجزائري القطري ينص على مزرعة أولى تضم نحو 50 ألف بقرة مدرة للحليب، أوضح المصدر أن "جلب سلالات الأبقار الحلوب الأميركية يصبّ في هذا الاتجاه، من خلال توفير العدد اللازم منها بصفة تدريجية لانطلاق المشروع. ويستهدف مشروع بلدنا القطرية بصحراء الجزائر بلوغ 270 ألف بقرة حلوب بحلول عامه التاسع".

ووقع الاختيار على السلالات الحلوب الأميركية، وفق المتحدث، لسببين رئيسيين: "الأول بالنظر إلى إنتاجيتها المرتفعة من حيث عدد اللترات التي تنتجها البقرة الواحدة، وأيضاً بالنظر إلى نظامها المناعي الذي يتكيف مع بيئات مختلفة، حتى تلك الصحراوية". أما السبب الثاني فـ"يتعلق بكون السلالات الأميركية متوافرة بالأعداد المطلوبة، التي تلبي احتياجات المشروع القطري الضخم بصحراء الجزائر، بالنظر إلى حاجته في كل مرة إلى أعداد كبيرة من الأبقار لتدعيم المزارع كلما تقدمت نسبة تنفيذ المشروع".

وقال بيان للسفارة الأميركية في الجزائر في وقت سابق من الشهر الجاري، إن "التقنيات الجينية المتقدمة للأبقار الحلوب الأميركية، يمكن أن تزيد كثيراً من إنتاج الحليب، ما يشكل خطوة حيوية لتلبية الطلب المتزايد على منتجات الألبان في الجزائر". وختم البيان بالإشارة إلى أن "إدخال أبقار حلوب عالية الجودة من شأنه أن يعزز صناعة الألبان المحلية، ويوفر فرص عمل جديدة، ويحفز النمو الاقتصادي، ما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الألبان وتحقيق الأمن الغذائي".

ويستهدف المشروع إنتاج سلالات من الأبقار الحلوب محلياً، مع تقدم المشروع انطلاقاً من القطعان التي ستُجلَب في بدايات المشروع. ومن غير المستبعد، وفقاً للمصدر ذاته، "الاعتماد أيضاً وبشكل محدود على سلالات أبقار حلوب من أستراليا ودول أخرى، لكن هذا الخيار لا يزال إلى حد الآن غير مؤكد"، موضحاً أن "المجموعة القطرية اعتمدت سابقاً في مشاريع وتجارب في دول أخرى على هذا النوع من السلالات لإنتاج الحليب".

مشروع بلدنا القطرية في الجزائر 

ووقعت مجموعة بلدنا القطرية اتفاقاً مع وزارة الزراعة الجزائرية في إبريل/ نيسان الماضي، لتنفيذ مشروع ضخم بولاية أدرار جنوب غربيّ الجزائر، سينتج مسحوق الحليب (المجفف) في الجزائر لأول مرة في تاريخه.

وتؤكد السلطات الجزائرية أن التكلفة الاستثمارية لهذه المزارع الضخمة تبلغ 3.5 مليارات دولار، وهو أكبر مشروع زراعي بالشراكة مع أجانب في تاريخ البلاد، سيموَّل بواقع 49% من الصندوق الوطني للاستثمار، وهو صندوق سيادي يعد بمثابة ذراع مالية للحكومة الجزائرية، و51% من طرف المجموعة القطرية " بلدنا".

ويمتد هذا المشروع عبر مساحة إجمالية تقدر بـ 117 ألف هكتار، بولاية أدرار الصحراوية، وتسعى السلطات لإنتاج 1.7 مليار لتر حليب سنوياً، وما يقارب 200 ألف طن سنوياً من مسحوق الحليب، ما يمثل تقريباً نصف احتياجات البلاد، فضلاً عن استحداث 5 آلاف وظيفة. وتعتبر الجزائر "مستهلكاً كبيراً" لمسحوق الحليب الذي يجلب من الخارج، وتصل فاتورة استيراده إلى 1.3 مليار دولار. 

ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج الحليب المجفف الجزائري في آفاق 2026 عبر مصنع سيُبنى لهذا الغرض، وسيضم المشروع أيضاً مزارع لتربية الأبقار وإنتاج الحبوب والأعلاف والحليب واللحوم.

تحويل الصحراء إلى سلة غذاء

منذ صعود الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى سدة الحكم نهاية 2019، جعل من القطاع الزراعي إحدى أولويات برنامجه، وخصوصاً تحويل الصحراء القاحلة إلى سلة غذاء بالنظر إلى الإمكانات التي تتوافر عليها، وخصوصاً المياه الجوفية. ووفق بيانات رسمية لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، فإن القطاع الزارعي يساهم بـ 35 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي الذي تخطى حالياً 266 مليار دولار.

وإضافة إلى المشروع القطري، أعلنت السلطات بدء تنفيذ مشروع مع مجموعة "بي.إف"-بونيفيكي فيرايزي- الزراعية الإيطالية المدرجة في بورصة ميلانو، لإنتاج القمح الصلب والبقوليات الجافة والعجائن بولاية تيميمون جنوب غربيّ البلاد (قرب أدرار)، عبر مساحة تقدر بـ 36 ألف هكتار، وتغطية نحو 6.5% من حاجيات الجزائر من القمح الصلب.

وتعتزم الحكومة الجزائرية استصلاح نصف مليون هكتار من الأراضي الصحراوية في إطار ما بات يعرف بـ "المخطط الوطني لتنمية الزراعات الإستراتيجية"، وجعلها مساحات زراعية، لرفع إنتاج البلاد الزراعي، وعلى رأسها الحبوب (القمح والشعير)، بهدف تحقيق الأمن الغذائي للبلاد. ويمتد المشروع على مدار 3 سنوات وفق الحكومة، بما فيها شراكات أجنبية على غرار شركات إيطالية وقطرية وتركية، إضافة إلى مستثمرين محليين.

ووفق تقديرات حديثة لوزارة الري الجزائرية، فإن المياه الجوفية المشتركة بين الجزائر وتونس وليبيا، تمتد على ما يزيد على مليون كلم مربع، يوجد أغلبها في الجزائر. وتشير التقديرات ذاتها إلى أن المنطقة المشتركة تتوافر على 60 ألف مليار متر مكعب من المياه الجوفية، منها نحو 40 ألفاً على التراب الجزائري، وتعوّل عليها السلطات باعتبارها مفتاح تحويل الصحراء إلى "سلة غذاء".

المساهمون