استمع إلى الملخص
- اعتقلت السلطات التركية نائب رئيس بلدية بيكوز، فيدان جول، ضمن تحقيقات تتعلق بتهم فساد وتلاعب في المناقصات، مع تورط مسؤولين آخرين.
- تتواصل التحقيقات مع رئيس بلدية إسطنبول الكبرى السابق، أكرم إمام أوغلو، بتهم فساد ورشى، مما أثر على سمعة البلدية وأدى إلى تعليق عمله.
أعلن سائقو الحافلات الخاصة العاملة ضمن منظومة النقل العام في مدينة إسطنبول التركية، عزمهم الدخول في إضراب خلال الأيام المقبلة، احتجاجًا على عدم تلقيهم مستحقاتهم المالية المتأخرة من بلدية إسطنبول الكبرى، والتي تُقدّر بنحو 5 مليارات ليرة تركية (نحو 131.5 مليون دولار). وتعتبر وسيلة المتروبوس من أهم وسائط النقل بولاية إسطنبول التي يزيد سكانها نهاراً عن 20 مليوناً، إلى جانب وسائط نقل أخرى مثل قطار الأنفاق (المترو)، والترام، وحافلات النقل العام، وحافلات صغيرة (الدولمش)، والعبارات البحرية، وسيارات الأجرة.
وأضاف ممثلو السائقين وشركات تشغيل الحافلات الخاصة، في بيان مشترك اليوم الثلاثاء، أن التأخر في سداد المستحقات المستمرة منذ أشهر تسبب في أزمة مالية خانقة لأصحاب الحافلات والعاملين عليها، الأمر الذي انعكس على القدرة التشغيلية اليومية، وأدى إلى صعوبات في تغطية تكاليف الوقود والصيانة وأجور الموظفين، مؤكدين عدم نجاعة محاولاتهم المتكررة للتواصل مع مسؤولي البلدية بأية حلول ملموسة، ما جعل الإضراب خيارًا لا مفرّ منه في ظل تجاهل المطالب المالية العالقة، التي تُعد بمثابة التزامات قانونية تجاه مشغلي الحافلات الخاصة.
ولم تصدر بلدية إسطنبول الكبرى أي تصريح رسمي بشأن هذه الأزمة، في حين يُتوقع أن يؤدي الإضراب، في حال تنفيذه، إلى شلل جزئي في حركة النقل العام داخل المدينة، لأن الحافلات الخاصة (Özel Halk Otobüsleri) تعتبر جزءاً رئيسياً ضمن منظومة النقل العام في إسطنبول، حيث تعمل بالتنسيق مع البلدية، وتخدم ملايين الركاب يوميًّا، ويُطالب مشغلو هذه الحافلات بآلية دفع شفافة ومنتظمة تكفل استمرار تقديم الخدمة دون انقطاع، في ظل الارتفاع المستمر لتكاليف التشغيل.
وبسياق قضية رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، اعتقلت السلطات التركية اليوم، نائب رئيس بلدية بيكوز فيدان جول، في إطار تحقيق بدأ ضد البلدية بتهمة "التلاعب في مناقصة" و"تأسيس منظمة والانتماء إليها ومساعدة منظمة لارتكاب جريمة".
وبحسب قناة "تي آر تي" أطلق مكتب المدعي العام الرئيسي في بيكوز، تحقيقاً في جرائم "التلاعب في المناقصة"، وتأسيس منظمة والعضوية فيها، ومساعدة منظمة لارتكاب جريمة"، فقد جرى اعتقال 12 مشتبهاً بهم، منهم رئيس بلدية بيكوز علاء الدين كوسلر، ومذكرة اعتقال واحتجاز بحق نائبة رئيس بلدية بيكوز، فيدان جول، بتهمة التورط في تزوير بعض العطاءات لشراء سلع داخل مديرية شؤون المساعدات الاجتماعية.
وكشفت التحقيقات في الفساد الذي أجري ضد بلدية إسطنبول الكبرى (IMM)، أن فيدان جول، التي شغلت منصب مديرة الثقافة والرياضة خلال فترة رئاسة بلدية بيليك دوزو لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى السابق أكرم إمام أوغلو، التي بدأت العمل مديرة لشؤون المساعدات الاجتماعية في بلدية بيكوز في يونيو/حزيران 2024، كانت تعمل مديرة الحضانة في بلدية بيليك دوزو، لكنها ترقت ضمن ولاية إمام أوغلو ببلدية بيلك دوزو، ومن ثم خلال ترؤسه بلدية إسطنبول الكبرى.
وطفت قضايا مالية عدة، بعد التحقيق مع رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو قبل اعتقاله الشهر الماضي بتهم فساد ورشى، منها يتعلق بالمناقصات وتبديد المال العام، أو تأخر دفع مستحقات مالية لجهات خاصة تعمل مع بلدية إسطنبول، منها حافلات الميتروبوس الخاصة التي تخدم النقل العام بالولاية. واعتقلت السلطات التركية إمام أوغلو يوم 19 مارس/آذار في إطار تحقيقات تتعلق بتهم الإرهاب والفساد، حيث جرى نقله إلى مركز الشرطة للإدلاء بشهادته، برفقة مستشاره مراد أونغون، ورئيس بلدية شيشلي، رسول أمره شاهان، ورئيس بلدية بيليك دوزو، ومراد تشاليك، بالإضافة إلى عدد من الأشخاص الآخرين. قبل أن تقرر المحكمة توقيفه على ذمة قضايا الفساد والإرهاب في 23 الشهر الماضي. و"تعليق عمل أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية اسطنبول الكبرى".
وكانت النيابة العامة بإسطنبول، قد قالت خلال بيان، إن محكمة الصلح الجزائية أمرت بحبس إمام أوغلو بتهم "تأسيس وإدارة منظمة إجرامية"، و"تلقي الرشوة"، و"الابتزاز"، و"تسجيل البيانات الشخصية بشكل غير قانوني"، و"التلاعب بالمناقصات"، مضيفة أن القضاء رفض حبس إمام أوغلو بتهمة "مساعدة تنظيم إرهابي مسلح"، ولم يرَ ضرورة لذلك حاليًّا، "رغم وجود شبهات قوية في هذا الإطار".
(الدولار= 38 ليرة تركية تقريباً)