استمع إلى الملخص
- تثير مسودة الاتفاق قلقاً في أوكرانيا بسبب عدم تضمينها ضمانات أمنية ضد روسيا، ومخاوف من تأثيرها السلبي على إعادة الإعمار بعد الحرب، مع انتقادات بأنها تذكر بالاستعمار.
- تدرس الولايات المتحدة قطع خدمة "ستارلينك" عن أوكرانيا، مما يثير قلقاً كبيراً، بينما تؤكد بولندا استمرار دعمها، وتسعى كييف لاتفاق يضمن الدعم الأميركي مقابل استثمارات معدنية.
قال شخص مطلع على المحادثات بين واشنطن وكييف، إنّ المفاوضين بحاجة إلى مزيد من الوقت لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق من شأنه أن يمنح واشنطن جزءاً من ثروة المعادن النادرة في أوكرانيا. ووفق ما أوردته وكالة بلومبيرغ الأميركية، اليوم السبت، قال الشخص، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة المحادثات الخاصة، إنّ مسودة الاتفاقية التي اقترحتها إدارة الرئيس دونالد ترامب تحتوي حالياً على بعض العناصر المشكوك فيها، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليس مستعداً للموافقة عليها. ورفض المصدر ذكر ما أثار اعتراضات كييف في المسودة.
ووفق تقرير "بلومبيرغ"، ناقش المسؤولون الأوكرانيون اتفاق المعادن المحتمل مع المبعوث الأميركي الخاص كيث كيلوغ خلال زيارته لكييف، بعد أن رفض زيلينسكي عرضاً أولياً من واشنطن في وقت سابق من الشهر. وقال الرئيس الأوكراني إنّ هذا الاقتراح يحتاج إلى ربطه بالضمانات الأمنية الأميركية و"ليس في مصلحة أوكرانيا ذات السيادة".
وينص الاقتراح الأميركي على تأمين 50% من مبيعات التراخيص والعائدات الأخرى من المعادن، الأمر الذي من شأنه أن ينتهك القوانين الأوكرانية، حسبما قال شخص مطلع على المناقشات في ذلك الوقت. وذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، نقلاً عن مسودة وثيقة أنّ الخطة تشمل أيضاً إيرادات النفط والغاز والموانئ. وقالت كييف إنها طرحت تغييرات على الاقتراح، من شأنها أن تفيد الجانبين. وندد منتقدو مسودة الاتفاق بأنها تذكر بالاستعمار في القرون الماضية.
بدورها، أوردت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، اليوم السبت، أنّ المسودة الجديدة لا تتضمن ضمانات أمنية يتوقعها الرئيس الأوكراني ضد روسيا مقابل منح كييف المعادن النادرة للولايات المتحدة. وبحسب الصحيفة، إذا قبلت أوكرانيا هذا الاتفاق، فقد لا تتمكن من إيجاد التمويل الكافي لإعادة الإعمار بعد الحرب. ولفتت إلى أن مشروع 21 فبراير/ شباط الجاري يدعو أوكرانيا إلى التنازل عن نصف دخلها من الموارد الطبيعية مثل المعادن والغاز الطبيعي والنفط، وكذلك الموانئ.
وقالت بولندا اليوم السبت إنها تدفع ثمن اشتراك "ستارلينك" لأوكرانيا، وستواصل فعل ذلك في وقت ذكرت فيه مصادر أنّ الولايات المتحدة تدرس قطع خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية عن كييف. وكانت ثلاثة مصادر مطلعة قد أفادت لوكالة رويترز بأنّ المفاوضين الأميركيين الذين يضغطون على كييف من أجل الحصول على المعادن النادرة الأوكرانية أثاروا احتمال قطع خدمة ستارلينك للإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابعة لإيلون ماسك عن البلاد. وتوفر شبكة ستارلينك خدمة حيوية للإنترنت لأوكرانيا ولجيشها في ظل الحرب الدائرة مع روسيا.
وكتب نائب رئيس الوزراء البولندي كريشستوف جافكوفسكي اليوم السبت على منصة إكس: "نحن ندفع وسنواصل دفع رسوم الاشتراك مقابل خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لأوكرانيا". وأضاف جافكوفسكي، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الشؤون الرقمية في بولندا: "لا أستطيع أن أتخيل أن أحداً يمكن أن يقرر إنهاء عقد خدمة تجارية تكون بولندا طرفاً فيها".
وذكرت المصادر أن المناقشات بين المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين أثارت مسألة خدمة ستارلينك، المملوكة لشركة سبايس إكس، في أوكرانيا بعد رفض زيلينسكي اقتراحاً أولياً من وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت. وقال مصدر مطلع على المحادثات إن القضية أثيرت مرة أخرى يوم الخميس خلال اجتماعات بين كيلوغ وزيلينسكي.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن أوكرانيا أُبلغت خلال الاجتماع بأنها تواجه انقطاعاً وشيكاً للخدمة إذا لم تتوصل إلى اتفاق بشأن المعادن الحيوية. وذكر المصدر: "تعتمد أوكرانيا على ستارلينك. ويعدون ستارلينك نجم الشمال الذي يهتدون به. وستكون خسارة ستارلينك ضربة قوية".
وفي 3 فبراير الجاري، قال ترامب إن المساعدات العسكرية وغيرها مما قدمته بلاده لأوكرانيا وصلت إلى مبالغ "ضخمة"، وإن إدارته تريد في المقابل عناصر أرضية نادرة من كييف. وشدد ترامب على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن استمرار الدعم الأميركي لكييف يجب أن يكون له مقابل.
في المقابل، صرّح الرئيس الأوكراني في وقت سابق، بأن بلاده منفتحة على استقطاب الاستثمارات من الحلفاء في قطاع الموارد المعدنية. وقال زيلينسكي في خطابه اليومي للأمة، في وقت متأخر من أمس الجمعة: "تعمل فرق من أوكرانيا والولايات المتحدة على مسودة اتفاق بين حكومتينا". وقال: "هذا اتفاق يمكن أن يعزز علاقاتنا، والمفتاح هو العمل على التفاصيل لضمان فعاليته"، مضيفاً أنه يتطلع إلى "نتيجة عادلة".
تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا تحتوي على معادن نادرة تستخدم في التقنيات الحديثة مثل التيتانيوم والزركونيوم.