زيارة ترامب إلى المنطقة وموسم حصد الصفقات

29 ابريل 2025
ترامب مستقبلاً محمد بن سلمان في البيت الأبيض، 14 مارس 2017 (جابين بوتسفورد/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الإمارات تعهدت باستثمار 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي خلال العقد المقبل، مع التركيز على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والطاقة، وزيادة استثماراتها في سندات الخزانة الأميركية.

- السعودية وعدت بضخ تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي، مع التركيز على شراء المعدات العسكرية، مما قد يفتح الباب لتفاهمات اقتصادية أوسع مع دول الخليج خلال زيارة ترامب.

- إيران أبدت رغبتها في استثمار تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي لتفادي الصراعات، مع إمكانية مشاركة الشركات الأميركية في برنامج الطاقة النووية الإيراني، في محاولة لإلغاء العقوبات الأميركية.

 قبل أن تطأ قدماه أرض المنطقة منتصف شهر مايو المقبل، حصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على وعود استثمارية من دول عدة بقيمة تريليونات الدولارات، ومن المتوقّع أن تتحول تلك الوعود إلى صفقات واتفاقات استثمارية ضخمة وفرص عمل لملايين الأميركيين حينما يبدأ زيارته المقررة في الفترة من 13 - 16 مايو المقبل وتشمل السعودية وقطر والإمارات.

قبيل زيارته بنحو الشهرين أعلنت الولايات المتحدة موافقة الإمارات على استثمار 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي خلال السنوات الـ10 المقبلة، وذلك بعد لقاء ترامب مع نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد آل نهيان، في البيت الأبيض، يوم 13 مارس الماضي.

وهذا يعني أن استثمارات الإمارات الحالية داخل أميركا ستزيد كثيراً، خاصة في أنشطة البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، والتصنيع، وفق تقرير نشرته السفارة الأميركية في الإمارات، ومن المتوقع أن يُعلن عن تفاصيل تلك الصفقات خلال زيارة ترامب المقبلة إلى أبوظبي.

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد ضخّت الإمارات مزيداً من الأموال في أدوات الدين الأميركية منذ فوز ترامب، ووفق أحدث الأرقام، فقد ارتفعت حيازة الإمارات من سندات الخزانة الأميركية بنحو 43 مليار دولار في أول شهرين من العام الجاري 2025، لتصل إلى 119.9 مليار دولار، وهو ما يقرب من ضعف ما كانت عليه في يناير/ كانون الثاني 2024.

وعلى مستوى السعودية، فقد كشف ترامب في شهر مارس/ آذار الماضي عن أنه سيقوم بأول رحلة خارجية له إلى المملكة لعقد اتفاق يتم من خلاله ضخ نحو تريليون دولار من الأموال السعودية في الاقتصاد الأميركي خلال أربع سنوات، هي مدة ولايته الرئاسية، بما يتضمن شراء معدات عسكرية. وقال إن قادة المملكة وافقوا على استثمار المبلغ، وبالتالي "أنا ذاهب إلى هناك".

وقبل أيام أكد ترامب أن زيارته إلى الرياض قد تفتح الباب لتفاهمات اقتصادية أوسع مع دول الخليج، كاشفاً عن وجود خطط لزيارة كل من قطر والإمارات. ولفت إلى إمكانية توقيع اتفاقيات مشابهة مع دول خليجية أخرى، وأن تلك الشراكات قد تخلق "فرص عمل هائلة خلال هذين اليومين أو الثلاثة".

ترامب سيعود إلى واشنطن محملاً بتريليونات الدولارات من صفقات استثمارية وعسكرية من المتوقع أن يبرمها مع حكومات دول المنطقة ليقدمها إلى الناخب الأميركي الذي فشل في إقناعه حتى الآن في تحسين مستوى معيشته

لا يتوقف الأمر على دول الخليج الثرية فقد انضمت إيران إلى دول المنطقة الراغبة في ضخ استثمارات ضخمة في الاقتصاد الأميركي تقدر بنحو تريليون دولار لتفادي الدخول في حرب عسكرية واقتصادية مع الولايات المتحدة وإبرام اتفاق مع واشنطن تُلغى بموجبه العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.

الرقم الضخم أو عرض طهران المغري لترامب جاء في إطار مقال كتبه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في صحيفة واشنطن بوست قبل أيام، قال فيه إن الاتفاق النووي الجديد قد يمنح الشركات الأميركية إمكانية الوصول إلى "تريليون دولار" في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 90 مليون نسمة ويضم بعض أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم. وغازل عراقجي السمسار ترامب حيث أشار إلى إمكانية أن تلعب الشركات الأميركية دوراً في برنامج الطاقة النووية الإيراني، ووعد بعشرات المليارات من الدولارات في عقود محتملة في أنشطة توليد الكهرباء النظيفة من مصادر غير هيدروكربونية، والمشاركة في بناء 19 مفاعلا نوويا.

بل وجدنا إيلي جيرانماي، رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، تفسر هذا الرقم قائلة لوكالة "بلومبيرغ": "إن القول بوجود فرصة بقيمة تريليون دولار، بدلاً من حرب كارثية بقيمة تريليون دولار، هو وسيلة لجذب ترامب إلى صفقة".

لا تقف صفقات ترامب على الدول المطلة على الخليج العربي، فهذا الأسبوع خرج علينا ممارساً أقصى درجات البلطجة على مصر حينما طالبها بإلغاء رسوم عبور السفن الأميركية من الممر الملاحي لقناة السويس والتي تقدّر بنحو مليار دولار سنوياً، والعبور مجاناً، وهذا ينطبق على قناة بنما.

ترامب سيعود إلى واشنطن محملاً بتريليونات الدولارات من صفقات استثمارية وعسكرية من المتوقع أن يبرمها مع حكومات دول المنطقة ليقدمها إلى الناخب الأميركي الذي فشل في إقناعه حتى الآن في تحسين مستوى معيشته وخفض الأسعار والإيجارات، أو نجاح حربه التجارية التي يشنها ضد كل دول العالم في تحسين مؤشرات الاقتصاد الأميركي.

المساهمون