استمع إلى الملخص
- توقعت شركة ترانسنفت الروسية انخفاض ضخ النفط بنسبة 30%، وقد تستغرق معالجة الأضرار شهرين. يمتد الخط بطول 1500 كيلومتر، وتملك روسيا وكازاخستان وشركات غربية حصصاً فيه.
- ارتفعت أسعار النفط بعد الهجوم، مع توقعات بانخفاض متوسط أسعار برنت في 2025 بسبب فائض المعروض، وتترقب الأسواق نتائج محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف اليوم الثلاثاء، إن هجوم أوكرانيا بطائرات مُسيّرة على خط أنابيب في بحر قزوين قد يعطل إمدادات النفط الروسي إلى الأسواق العالمية ويلحق أضراراً بشركات أميركية.
وذكرت الشركة المشغلة لخط أنابيب بحر قزوين أمس الاثنين، أن محطة لضخ النفط عبر خط أنابيب تعرضت للقصف بمُسيّرات، ما أدى إلى تقلص التدفقات التي تضخها شركات غربية، مثل شيفرون وإكسون موبيل، من كازاخستان إلى الأسواق العالمية. وأضافت الشركة أن طائرات مُسيّرة قصفت محطة كروبوتكينسكايا في منطقة كراسنودار بجنوب روسيا، ما أوقف الأعمال، لتقييم الأضرار.
وقال مسؤول في جهاز الأمن الأوكراني، إن كييف ضربت محطة الضخ ومصفاة إلكسي النفطية القريبة باستخدام طائرات مُسيّرة، وأكد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة رويترز، أن ما لا يقل عن عشرين انفجاراً سُمعت في محيط المصفاة، مضيفاً أن منشآت النفط كانت تستخدم لإمداد الجيش الروسي في حربه المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا.
واستهدفت طائرات مُسيّرة أوكرانية مراراً البنية التحتية للطاقة الروسية في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك في منطقة كراسنودار، لكن هجوم الاثنين سيكون الأول على منشآت تشترك فيها شركات نفط غربية كبرى. ويُعَدّ خط أنابيب بحر قزوين طريق التصدير الرئيسي لكازاخستان، الذي يزود العالم بنحو 1% من النفط.
توقعات بانخفاض ضخ النفط من كازاخستان 30%
وقالت شركة ترانسنفت الروسية لنقل النفط إنّ الأضرار قد تقلل كميات النفط المنقولة من كازاخستان بنحو 30%، وقد تستغرق معالجتها ما يصل إلى الشهرين. وتعود ملكية خط الأنابيب، البالغ طوله 1500 كيلومتر، إلى ائتلاف شركات تملِكُ حكومتا روسيا وكازاخستان إلى جانب شركات الطاقة الغربية الرئيسية "شيفرون" و"إكسون موبيل" و"شل"، حصصاً فيها.
وينقل الخط نحو 80% من صادرات كازاخستان من النفط الخام، وقالت الشركة في 2024 إنها حمّلت أكثر من 63 مليون طن من النفط على متن ناقلات في محطة بميناء نوفوروسييسك في جنوب روسيا.
وردت وزارة الطاقة في كازاخستان الثلاثاء على سؤال لوكالة فرانس برس، عن التدابير المتّخذة لإعادة توجيه صادراتها، بالقول إنها لا تزال بحاجة إلى "توضيح كل التفاصيل". وكازاخستان، حليفة موسكو، تحاول الاستغناء عن البنية التحتية الروسية التي تعتمد عليها لتصدير نفطها، وتنويع سبل تبادلاتها التجارية.
وجاءت الضربة أمس، قبل يوم من اجتماع مقرر بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف في السعودية اليوم الثلاثاء، لإجراء محادثات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ارتفاع أسعار النفط
في السياق، ارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، معززة مكاسب الجلسة السابقة بعد الهجوم الأوكراني على محطة ضخ النفط في روسيا، ما قلص التدفقات من كازاخستان، لكن المكاسب كانت محدودة بسبب احتمالات ارتفاع الإمدادات قريباً. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 44 سنتاً أو 0.6% إلى 75.66 دولاراً للبرميل في الساعة 10.14 بتوقيت غرينتش.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 91 سنتاً عن إغلاق يوم الجمعة عند 71.65 دولاراً للبرميل. ولم تكن هناك تسوية لخام غرب تكساس الوسيط أمس الاثنين، بسبب عطلة يوم الرؤساء في الولايات المتحدة.
وقال ييب جون رونج، استراتيجي السوق لدى (آي.جي) في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة رويترز، إن "الموضوع الرئيسي الذي يحرك أسعار النفط في الآونة الأخيرة هو توقعات العرض. ومع ضعف الأسعار على مدى الأسابيع الماضية، كانت أنباء ضربة بطائرة مسيّرة على خط أنابيب التصدير الكازاخستاني في روسيا، محفزاً لتخفيف بعض المشاعر النزولية".
وقال محللو (بي.إم.آي) في مذكرة إنهم يتوقعون أن يبلغ متوسط أسعار برنت 76 دولاراً للبرميل في 2025، بانخفاض 5% عن متوسط 2024، بسبب فائض المعروض في السوق والرسوم الجمركية والتوتر التجاري.
في غضون ذلك، أفاد تقرير إعلامي روسي رسمي بأن منتجي أوبك+ لا يفكرون في تأخير سلسلة من الزيادات الشهرية في إمدادات النفط المقرر أن تبدأ في إبريل/نيسان. وكانت أوبك قد أرجأت في ديسمبر/كانون الأول خطة لبدء زيادة الإنتاج إلى إبريل/نيسان، بسبب ضعف الطلب وارتفاع العرض خارج المجموعة.
كذلك تنتظر الأسواق لمعرفة ما إذا كانت محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا ستؤتي ثمارها. وقال نيل كروسبي، المحلل لدى سبارتا كوموديتيز: "هناك الكثير مما يدعو إلى التفاؤل في سوق الخام على ما يبدو، والعامل الأكبر الآن نتيجة مفاوضات أوكرانيا. قد يعود النفط الروسي جزئياً إلى السوق المشروعة".
كما أظهرت بيانات مبادرة البيانات المشتركة (جودي) أن صادرات السعودية من النفط الخام تراجعت 1% في ديسمبر/ كانون الأول. وانخفضت صادرات الخام من أكبر مصدر في العالم إلى 6.146 ملايين برميل يومياً من 6.206 ملايين في نوفمبر/ تشرين الثاني. وأظهرت البيانات أن استهلاك مصافي التكرير السعودية من الخام ارتفع 0.189 مليون برميل يومياً إلى 2.543 مليون، في حين انخفض الحرق المباشر للخام بواقع 103 آلاف برميل يومياً إلى 279 ألفاً، وهو أدنى مستوياته منذ يناير/ كانون الثاني 2021.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)