رسوم ترامب على واردات الصلب والألومنيوم تشعل حرباً تجارية: العالم يترقب الخطوة التالية

10 فبراير 2025
فرض ترامب خلال ولايته الأولى رسوماً بنسبة 25% على الصلب، بنسلفانيا في 2 يونيو 2021 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم لحماية الصناعة المحلية وتقليل العجز التجاري، مع استثناء بعض الشركاء مثل كندا والمكسيك.
- الرئيس السابق جو بايدن مدد الإعفاءات لتشمل بريطانيا واليابان والاتحاد الأوروبي، بينما تعهد ترامب بفرض رسوم متبادلة لضمان التوازن التجاري.
- تصريحات ترامب أثارت قلق الشركاء التجاريين مثل كوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي، الذين يدرسون تدابير مضادة، بينما يركز ترامب على تعزيز القدرة الشرائية ومكافحة التضخم.

تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة بداية من اليوم الاثنين، في الوقت الذي يتوقع أن يعلن عن رسوم جديدة الثلاثاء أو الأربعاء، في مرحلة جديدة من الحرب التجارية التي باشرها منذ بدء ولايته. وقال ترامب في الطائرة الرئاسية التي كانت تقله إلى نيو أورليانز لحضور مباراة نهائي دورة كرة القدم الأميركية (سوبر بول) مساء الأحد: "سأعلن عن رسوم جمركية على الصلب الاثنين... كل الصلب الذي يصل إلى الولايات المتحدة سيخضع لـ25% من الرسوم الجمركية". وأضاف أنه سيتخذ الإجراء نفسه بالنسبة لواردات الألومنيوم. وسبق أن فرض ترامب خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021 رسوماً جمركية مشددة على الصلب والألومنيوم بهدف حماية الصناعة الأميركية، مندداً بمنافسة غير نزيهة من دول آسيوية وأوروبية.

وفرض ترامب خلال فترة ولايته الأولى رسوماً جمركية بنسبة 25% على الصلب و10% على الألومنيوم، لكنه منح لاحقاً العديد من الشركاء التجاريين حصصاً معفاة من الرسوم، ومن بينهم كندا والمكسيك والبرازيل. ومدد الرئيس السابق جو بايدن تلك الحصص لتشمل بريطانيا واليابان والاتحاد الأوروبي، وانخفضت استفادة الولايات المتحدة من السعة الإنتاجية لمصانع الصلب في السنوات القليلة الماضية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرسوم الجمركية الجديدة ستضاف إلى الرسوم الحالية على الصلب والألومنيوم. وتأتي الرسوم الجمركية في وقت مبكر من فترة رئاسته مقارنة بالسنوات الأربع السابقة له في البيت الأبيض، عندما أعطى الأولوية لخفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية.

وقال ترامب في مناسبات مختلفة إنه يعتبر الضرائب على الواردات أداةً لفرض التنازلات في قضايا مثل الهجرة، ولكنه يعتبرها أيضاً مصدراً للإيرادات للمساعدة في سد العجز في ميزانية الحكومة. 

رسوم جديدة متبادلة

وقال ترامب أيضاً إنه سيعلن، "الثلاثاء أو الأربعاء، عن رسوم جمركية متبادلة، حتى تكون الرسوم المفروضة على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة مماثلة لتلك المفروضة على المنتجات الأميركية في الخارج. وقال: "إذا فرضوا علينا رسوماً بنسبة 130% ولم نفرض من جانبنا رسوماً، فلن يبقى الوضع كما هو عليه". وأوضح أن "الأمر لن يطاول كل الدول لأن بعضها يفرض الرسوم الجمركية نفسها مثلنا. لكن الذين يستغلون الولايات المتحدة سيعاملون بالمثل".

وكان ترامب أعلن، الجمعة، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا: "يفرضون علينا رسوماً جمركية، نفرض عليهم رسوماً جمركية". وتقع هذه الرسوم في صلب سياسة ترامب الاقتصادية والدبلوماسية منذ تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني، وهو يعتبرها وسيلةً لخفض العجز في الميزان التجاري الأميركي ولانتزاع تنازلات من الدول المستهدفة في آن. 

وتخضع البضائع القادمة من الصين، منذ الثلاثاء، لرسوم جمركية إضافية بنسبة 10%، وهو ما سترد عليه بكين بفرض رسوم مشددة على بعض المنتجات الأميركية اعتباراً من 10 فبراير/شباط. وستشمل الرسوم الصينية الجديدة 14 مليار دولار من البضائع الأميركية، فيما تطبق الرسوم المشددة الأميركية على 525 مليار دولار من المنتنجات الصينية.

جاهزون للرد على رسوم ترامب

وكان ترامب أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 25%على الواردات من المكسيك وكندا بالرغم من اتفاق تبادل حر موقع بين الدول الثلاث. لكن ترامب الذي يتهم الدولتين بعدم بذل جهود كافية لضبط تهريب المخدرات والهجرة غير القانونية منحهما في اللحظة الأخيرة مهلة شهر بعد تلقي التزامات من أوتاوا ومكسيكو بشأن تعزيز التدابير الأمنية على الحدود.

وبمواجهة موجة التنديد بالرسوم الجمركية، شهدت المسألة تطورات جديدة مثل تأجيل فرض رسوم على الطرود البريدية التي تقل قيمتها عن 800 دولار القادمة من الصين. أما الاتحاد الأوروبي، فيترقب تدابير ترامب حياله بعدما أعلن أنه سيتخذ قراراً بهذا الصدد "قريباً جداً". وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة بثتها شبكة "سي أن أن" الأميركية الأحد أن على الأوروبيين أن "يكونوا جاهزين... للرد" على أي حواجز جمركية جديدة.

كما حذر من مغبة مثل هذا الإجراء على الأميركيين موضحاً: "إذا فرضتم رسوماً جمركية على عدة قطاعات، فهذا سيؤدي إلى زيادة في الأسعار وسيثير التضخم في الولايات المتحدة". وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الاثنين، أن الاتحاد الأوروبي "سيرد" على الرسوم الجمركية الأميركية مثل ما فعل خلال ولاية ترامب الأولى. وقال متحدثاً لشبكة تي إف 1 التلفزيونية: "ليس هناك أي تردد حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحنا"، مضيفا أن المفوضية الأوروبية مخولة التحرك بهذا الصدد.

غير أن ترامب ومساعديه، الذين يعدون باستمرار بـ"عصر ذهبي جديد" للولايات المتحدة، قللوا حتى الآن من مخاطر انعكاس هذه التدابير الجمركية على الاقتصاد الأميركي، بعدما وضع ترامب تعزيز القدرة الشرائية ومكافحة التضخم في صلب حملته الانتخابية. وبلغ العجز في الميزان التجاري لأكبر قوة اقتصادية في العالم العام الماضي حوالى 920 مليار دولار. 

قلق الشركاء التجاريين

وأثارت تصريحات ترامب الأخيرة قلقاً فورياً لدى بعض الشركاء التجاريين العالميين. ودعا الرئيس الكوري الجنوبي المؤقت تشوي سانج موك إلى عقد اجتماع مع كبار مسؤولي السياسة الخارجية والتجارة في البلاد اليوم الاثنين لدراسة تأثير الرسوم الجمركية التي اقترحها ترامب على الصلب والألومنيوم على صناعاتها.

وقال مكتب تشوي، الذي يشغل أيضا منصب وزير مالية البلاد، إن المسؤولين ناقشوا التأثير وردود الفعل المحتملة من قبل سول، ولكن لم يكشف عن تفاصيل محددة للاجتماع. وتراجعت أسعار أسهم شركات صناعة الصلب الكبرى في كوريا الجنوبية، بما في ذلك شركة "بوسكو" و"هيونداي ستيل"، مع افتتاح سوق الأوراق المالية اليوم الاثنين.

وصدرت كوريا الجنوبية ما قيمته نحو 4.8 مليارات دولار من الصلب إلى الولايات المتحدة في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2024، وهو ما يمثل 14% من صادراتها العالمية من هذه المنتجات خلال تلك الفترة.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون