استمع إلى الملخص
- أطلقت الصين برنامجًا تجريبيًا يسمح لشركات التأمين بشراء الذهب لأول مرة، مما يعكس ندرة خيارات الاستثمار في الصين ويتيح ضخ حوالي 200 مليار يوان في سوق الذهب.
- تأثرت أسواق العملات بالتهديدات الجديدة بفرض رسوم جمركية، مما أدى إلى انخفاض الدولار الكندي واليورو، مع تركيز المستثمرين على بيانات التضخم الأميركية وظهور جيروم باول.
صعدت أسعار الذهب، اليوم الاثنين، وحومت بالقرب من أعلى مستوى قياسي سجلته في الجلسة السابقة مع سعي المستثمرين للجوء إلى المعدن النفيس باعتباره ملاذا آمنا بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة، ما أثار المخاوف من حرب تجارية عالمية.
وارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 2868.66 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:05 بتوقيت غرينتش، بعدما سجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 2886.62 دولارا يوم الجمعة. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 2894.00 دولارا. وحقق الذهب مكاسب في الأسابيع الستة الماضية، وسط توقعات باستمرار تحقيق المكاسب وسط التوترات التجارية والجيوسياسية.
وارتفعت أسعار الذهب بنحو 40% منذ نهاية عام 2023، ثم تواصل الارتفاع خلال الشهور الأخيرة. وبلغ متوسط سعر الذهب العام الماضي 2386 دولارا للأونصة (أكثر بقليل من 31 غراماً)، بزيادة 23% عن العام السابق، وهو ما لم يمنع الإنفاق في هذا القطاع من التزايد بنسبة 9% من حيث قيمته على وقع ارتفاع أسعار الذهب. كما تراجع حجم الطلب العالمي على الذهب في قطاع المجوهرات بنسبة 11% في 2024 بحسب مجلس الذهب العالمي.
وأشعل ترامب، الأسبوع الماضي، حربا تجارية بعدما نفذ تهديده بفرض رسوم جمركية على الصين، لكنه منح المكسيك وكندا مهلة شهر واحد. وقال ترامب إنه سيعلن عن رسوم جمركية جديدة بنسبة 25%، اليوم الاثنين، على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة والتي ستضاف إلى الرسوم الجمركية الحالية على المعادن، في تصعيد كبير آخر لسياسته التجارية.
وقال ترامب أيضا إنه يعتزم الإعلان عن رسوم جمركية انتقامية على العديد من الدول بحلول الساعات المقبلة. وقال كلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى أواندا: "لا يزال التوتر التجاري قائما إلى حد كبير وقد يدفع أسعار الذهب إلى مستوى يراوح بين 2900 و2910 دولارات في الأمد القريب". ويستخدم الذهب باعتباره استثمارا آمنا في أوقات الغموض السياسي والمالي، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل جاذبية المعدن الذي لا يدر عائدا.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 31.82 دولارا للأوقية، وانخفض البلاتين 0.3% إلى 973.60 دولارا، وارتفع البلاديوم 0.4% إلى 968.29 دولارا.
قرار صيني يرفع أسعار الذهب
في السياق، أطلقت السلطات الصينية برنامجا تجريبيا للسماح لشركات التأمين بشراء الذهب لأول مرة، ما يتيح مليارات الدولارات للاستثمار في سوق المعدن النفيس، وهو ما يعني استمرار ارتفاع أسعار الذهب. وأشارت وكالة بلومبيرغ للأنباء إلى أن عشر شركات تأمين ستتمكن من استثمار ما يصل إلى 1% من أصولها في شراء الذهب في إطار البرنامج الذي دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي. ويعني هذا ضخ حوالي 200 مليار يوان (نحو 27.4 مليار دولار) في سوق الذهب.
وأضافت بلومبيرغ أن هذا التحول في سياسات قطاع التأمين يشير إلى إدراك السلطات ندرة خيارات الاستثمار في الصين والحاجة إلى بدائل وسط تباطؤ سوق العقارات والركود الاقتصادي. ومع ذلك، فإن الصعود المذهل لسعر المعدن الأصفر حاليا قد يجعله باهظ الثمن بالنسبة للعديد من المستثمرين الصينيين.
وفي تقرير لشركة غوتاي غونان سيكيورتيز، قال المحللون بقيادة ليو شينشي إن "شركات التأمين تفتقر إلى خيارات الاستثمار متوسط وطويل الأجل بعوائد ثابتة"، وأشاروا إلى أن الشركات تعاني من أجل استثمار أموالها في منتجات تحقق عوائد تناسب التزاماتها، خاصة مع المبيعات القوية لمنتجات الادخار التي تقدمها شركات التأمين، ما أدى إلى ارتفاع كلفة التزاماتها.
في الوقت نفسه، فإن البرنامج الجديد يجعل الذهب أول سلعة يمكن لشركات التأمين الصينية الاستثمار فيها. وتفرض السلطات الصينية قيودا صارمة على استثمارات شركات التأمين بحيث تقتصر على الأصول ذات العوائد النقدية المستقرة، مع فرض قيود على حجم الاستثمارات في أصول مثل السندات والأسهم.
تهاوي العملات أمام الدولار
وفي أسواق العملات، وضعت التهديدات الجديدة التي أطلقها ترامب بفرض رسوم جمركية ضغوطا على اليورو وعلى الدولارين الأسترالي والكندي في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، وذلك على الرغم من أن التحركات كانت أقل حدة من التقلبات المرتبطة بالرسوم الجمركية الأسبوع الماضي.
وكان الدولار الكندي بين أكبر الخاسرين من عملات الدول المتقدمة، إذ صعد الدولار 0.33% إلى 1.4347 دولار كندي. وكندا من أكبر موردي الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة.
وانخفض اليورو بنحو 0.5% خلال التعاملات الآسيوية، لكنه وصل في أحدث التعاملات إلى 1.03125 دولار بانخفاض 0.14%، كما قلص الدولار الأسترالي خسائره المبكرة لينخفض في أحدث التداولات 0.13% عند 0.6269 دولار.
ونزل اليورو إلى 1.0125 دولار الاثنين الماضي، مسجلا أدنى مستوى في عامين عندما بلغت المخاوف إزاء الرسوم الجمركية ذروتها في ذلك اليوم. وقال لي هاردمان، كبير محللي العملات لدى إم.يو.إف.جي: "عادت الرسوم الجمركية إلى دائرة الضوء. في الأسبوع الماضي، كانت هناك فترة راحة قصيرة للأسواق، إذ امتنع (ترامب) عن زيادة الرسوم على كندا والمكسيك، لكن يبدو أن ذلك كان قصير الأجل إلى حد ما".
وأضاف هاردمان أن المقترحات الخاصة بالرسوم الجمركية المتبادلة "من الممكن أن تؤدي إلى اضطرابات أكبر في التجارة والاقتصاد العالميين على الرغم من أن ذلك يعتمد بالطبع على التفاصيل الدقيقة لهذا الإعلان". وكان التحرك الأكبر خلال اليوم من نصيب العملة اليابانية التي تقدم عليها الدولار 0.7% مسجلا 152.43 يناً.
وسجل اليوان الصيني أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع مقابل الدولار متراجعا عن عتبة رئيسية وسط تصاعد التوتر التجاري. وانخفضت العملة الصينية في التعاملات على البر الرئيسي إلى 7.3074 مقابل الدولار، لتخترق المستوى النفسي المهم عند 7.3 مقابل الدولار لأول مرة منذ 20 يناير/ كانون الثاني.
وإلى جانب ترامب، سينصب تركيز المستثمرين على بيانات التضخم الأميركية يوم الأربعاء وظهور رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول أمام مجلس النواب غدا الثلاثاء ويوم الأربعاء، مع احتمال أن تكون الرسوم الجمركية في دائرة الضوء.
وقال المحللون إن الرسوم الجمركية قد يكون لها تأثير تضخمي وتضع المزيد من الضغوط على مجلس الاحتياط الاتحادي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة. وتتوقع الأسواق خفض أسعار الفائدة بمقدار 36 نقطة أساس هذا العام، هبوطا من 42 نقطة أساس بعد تقرير الرواتب المتفائل يوم الجمعة.
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)