استمع إلى الملخص
- عودة رجال الأعمال مثل محمد حمشو إلى دمشق بعد شائعات عن تسوية، رغم نفي وزير الاقتصاد، تهدف للاستفادة من رفع العقوبات عن سوريا الجديدة.
- انتقادات للنظام الجديد لاعتماده على رجال الأعمال الفاسدين، بينما يسعى الشرع لإعادة بناء الاقتصاد عبر لقاءات مع رجال أعمال مهمشين سابقاً.
تنوعت لقاءات قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، مع رجال الأعمال بين من بقي منهم في سورية وكان مرتبطاً بنظام المخلوع بشار الأسد وظيفياً، وفريق آخر عاد من الغربة ليخدم بلاده.
سوريون رصدوا عبر مواقع التواصل بعض هؤلاء الذين التقاهم الشرع من رجال الأعمال الذين عملوا مباشرةً مع آل الأسد ونظامه، وانتقدوا لقاء الشرع بهم وعدم مصادرة أموالهم وممتلكاتهم، كذلك انتقدوا السماح بعودة آخرين من المحسوبين على نظام الأسد.
ويوم 12 يناير/ كانون الثاني الجاري، ترددت أنباء عن عودة رجل الأعمال السوري محمد حمشو إلى دمشق بعد تسوية مع الإدارة الجديدة، قادماً من بيروت، بعد شهر على هروبه إثر سقوط النظام السوري، بوساطة رجال أعمال سوريين مقربين من السلطة، وبوساطة قطرية. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي أنباءً عن تقديم حمشو مبلغ مليار دولار للخزينة العامة مقابل العودة، مع الحفاظ على ممتلكاته وعدم مصادرة أو الاستيلاء على أي منها.
إلا أن وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، باسل عبد الحنان، قال في تصريحات نقلتها قناة تلفزيونية عربية في 14 يناير/ كانون الثاني الجاري "إن التسوية مع رجل الأعمال محمد حمشو لا يوجد أصل لها"، وهو ما نفاه أيضاً المكتب الإعلامي في رئاسة حكومة تصريف الأعمال السوري.
وكان حمشو يشغل عدة مناصب مهمة، أبرزها أمين سر غرفة تجارة دمشق، وأمين السر العام لاتحاد غرف التجارة السورية، فضلاً عن كونه عضواً في مجلس الشعب وصاحب عشرات الشركات التجارية العاملة في سورية وخارجها.
وعقب سقوط نظام الأسد 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نشرت منصات محلية صوراً من داخل مزرعة فارهة تعود لحمشو، ظهر فيها مصنع لتصنيع الكبتاغون والمواد المخدرة.
وسبق أن ذكرت وزارة الخزانة الأميركية، أنّ عائلة حمشو "لديها اهتمامات في كل قطاعات الاقتصاد السوري تقريباً، وحمشو عمل واجهةً وشريكاً مقرباً من ماهر الأسد، الذي يقود الفرقة الرابعة في الجيش السوري".
عودة رجال أعمال من دائرة النظام السابق
ويقول خبير اقتصادي سوري لـ"العربي الجديد" إنّ عودة بعض رجال الأعمال من دائرة النظام السابق، ممن هربوا قبل سقوط النظام، إلى دمشق، وسعي آخرين لإبرام اتفاقات مع الإدارة السورية الجديدة، هدفه إنقاذ أنفسهم من عقوبات محتملة، والسعي في الوقت ذاته للاستفادة من قرب رفع أميركا عقوبات "قانون قيصر" عن سورية الجديدة.
أوضح الخبير، مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن كثيراً من هؤلاء كانوا يعانون من العقوبات الأميركية الاقتصادية على نظام المخلوع بشار الأسد، والآن يرون أن الوضع سيكون أفضل لهم للعمل من بلادهم وجني أرباح والتنقل بحرية في العالم دون أن تنالهم أي عقوبات اقتصادية بعد رفع أوروبا وأميركا العقوبات عن سورية الجديدة.
كان ممن شاركوا لقاء الشرع، أخيراً، مع عدد من الشخصيات الصناعية والاقتصادية المحسوبين على نظام بشار الأسد، ما أثار غضب الكثير من النشطاء، واعتبروا ذلك تساهلاً مع من شاركوا في قتل السوريين وتجارة مخدر الكبتاغون.
كانت الصور التي نشرتها السلطات الجديدة يوم 10 يناير/ كانون الثاني الجاري للقاء الشرع تشمل ثائر دريد لحام، نجل الممثل السوري الذي كان مؤيداً لنظام الأسد، ثم عاد ليمتدح الشرع ورجال الثورة، ويقول إنه كان مضطراً، وإلّا جمعوا عظامه من سجن صيدنايا.
كذلك ضمت رئيس البنك السعودي الفرنسي في سورية، ورجل الأعمال هيثم صبحي جود، وعمر نجل رجل الأعمال الشهير أحمد راتب الشلاح، الذي يوصف بأنه "شهبندر تجار سورية" وتوفي قبل ثورة سورية بشهر واحد. كذلك حضر اللقاء فاسكين يعقوبيان، وهو شريك مؤسس في "مجموعة يعقوبيان"، وله شبكة علاقات بثائر لحام، ورجال أعمال آخرين مقربين من النظام السابق.
وانتقد سوريون أن يعتمد النظام الجديد على رجال الأعمال الفاسدين أنفسهم في النظام السابق، وأن يقود رجال أعمال بشار الأسد اقتصاد سورية الجديد.
وفي تصريحات لـ CNBC عربية، قال وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، باسل عبد الحنان: "لن نصادر أموال رجال الأعمال أصحاب الصلة بنظام الأسد". ولفت إلى أنه "لم يجرِ التعامل بعد مع أي رجل أعمال محسوب على النظام السابق".
وشدد على أن "سورية كانت تُدار بعقلية العصابة الاقتصادية أو المافيا الاقتصادية، فقد وجدنا مجالس اقتصادية سرية تدير اقتصاد سورية في عهد النظام السابق".
وكان الشاب السوري كرم شعار، قد أنشأ موقعاً اسمه "مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية"، ورصد شبكة كاملة لكل الشخصيات المرتبطة برؤوس النظام السابق، ليحذر من بقائهم في الاقتصاد بسورية الجديدة. كذلك أنشا سوريون شبكة Obsalytics، وهي منظمة غير ربحية مقرها كندا، للمساعدة في تسليط الضوء وتحليل وكشف وفضح شبكات رجال الأعمال وأصحاب النفوذ السوريين، وكيف يتهربون من العقوبات الاقتصادية المفروض على نظام بشار الأسد.
وإلى جانب هؤلاء المشبوهين ممن تعاونوا مع النظام السابق، التقى الشرع رجال أعمال من الصناعيين العائدين أو ممن كانوا في سورية، لكنهم مهمشون من النظام السابق، وكان منهم موفق قداح، وأنس الكزبري، وغسان عبود، ووفيق رضا سعيد.