استمع إلى الملخص
- صناعة السيارات في أميركا الشمالية تُعتبر نموذجاً للتكامل الاقتصادي بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، حيث أنتجت هذه الدول 14.8 مليون مركبة في 2022، مدعومة باتفاقيات التجارة الحرة مثل NAFTA وUSMCA.
- جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لفورد، يعتزم زيارة واشنطن لمناقشة تأثير السياسات الجمركية، مشيراً إلى أن شركات مثل تويوتا وهيونداي تستورد سيارات برسوم منخفضة مقارنة بالتعريفات المرتفعة المقترحة.
فرض الرئيس دونالد ترامب تعريفات جمركية، منها ما تم تنفيذه بالفعل ومنها ما لم يتم، الأمر الذي سبب "فوضى" عارمة في صناعة السيارات الأميركية، وفقاً لما صرح به جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة السيارات الأميركية العملاقة فورد موتور.
ووصف فارلي، الذي تعد شركته ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في الولايات المتحدة، التعريفات الجمركية البالغة 25% على الصلب والألمنيوم، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية المحتملة بنفس النسبة على المكسيك وكندا، بأنها تضيف حالياً "تكاليف كبيرة وكثيراً من الفوضى" إلى القطاع.
وقال فارلي خلال مؤتمر "وولف ريسيرش" اليوم الثلاثاء: "تحدث الرئيس ترامب كثيراً عن جعل صناعة السيارات الأميركية أقوى، وجلب المزيد من الإنتاج إلى هنا، وزيادة الابتكار في الولايات المتحدة، وإذا تمكنت إدارته من تحقيق ذلك، فسيكون هذا أحد أعظم إنجازاته". وأضاف: "لكن حتى الآن، ما نراه هو الكثير من التكاليف والكثير من الفوضى".
وأوضح فارلي، بينما كان يتحدث وإلى جواره المديرة المالية القادمة لشركة فورد، شيري هاوس، أن غالبية الصلب والألمنيوم المستخدم في تصنيع سيارات الشركة يتم الحصول عليه محلياً. ومع ذلك، هناك موردون للشركة يعتمدون على هذه المواد من خارج البلاد، مما قد يؤثر على تكاليف الإنتاج. وأكدت هاوس أن القلق الأكبر للشركة هو أن هذه الإجراءات، رغم أنها تبدو فردية وصغيرة، إلا أنها تتراكم معاً لتؤثر سلباً على أعمال الشركة.
وقال فارلي: "علينا التعامل مع ذلك. هذه هي الفوضى التي نتحدث عنها. القليل هنا، والقليل هناك... هذا ما نواجهه الآن". وكان فارلي أكثر قلقاً بشأن الرسوم الجمركية المحتملة على البضائع القادمة من المكسيك والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن فرض تعريفة دائمة بنسبة 25% قد يدخل حيز التنفيذ في الأول من مارس/ آذار، وهو أمر سيكون "مدمراً" وقد "يضرب صناعة السيارات الأميركية بشكل غير مسبوق".
وتُعَدُّ صناعة السيارات في أميركا الشمالية نموذجًا للتكامل الاقتصادي بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. ووفقًا لمنظمة التعاون الدولي لمصنعي السيارات (OICA)، أنتجت هذه الدول الثلاث مجتمعةً 14.8 مليون مركبة في عام 2022، ما يمثل 17.4% من الإنتاج العالمي. وبحلول الربع الثالث من عام 2023، ارتفعت هذه النسبة إلى 18.6%، مع وجود الولايات المتحدة والمكسيك ضمن أكبر عشرة منتجين عالميًا.
ويُعزى هذا التكامل إلى اتفاقيات التجارة الحرة، بدءًا من اتفاقية السيارات بين الولايات المتحدة وكندا عام 1965، وصولًا إلى اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (NAFTA) واتفاقية الولايات المتحدة-المكسيك-كندا (USMCA). وتتجلى أهمية هذا التكامل في أن 22% من إجمالي التجارة بين هذه الدول تتعلق بصناعة السيارات، بما في ذلك المركبات وقطع الغيار. وتشير البيانات الرسمية إلى أن السيارة مكتملة الصنع في الولايات المتحدة ربما تعبر الحدود الأميركية، جيئة وذهاباً، 6 مرات، قبل أن يكتمل إنتاجها.
وأعلن فارلي أنه سيسافر يوم الأربعاء إلى واشنطن العاصمة، للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع، للقاء مسؤولين حكوميين، بمن فيهم أعضاء في الكونغرس، من أجل التأكيد على مدى تأثير هذه السياسات غير المستقرة على الصناعة. والأسبوع الماضي، صرح فارلي أيضاً بأنه إذا كانت إدارة ترامب تعتزم فرض تعريفات جمركية تؤثر على صناعة السيارات، فيجب أن تنظر إلى جميع الدول بشكل شامل.
كما أشار فارلي إلى أن كلاً من شركة تويوتا موتور وهيونداي موتور تستورد مئات الآلاف من السيارات سنوياً من اليابان وكوريا الجنوبية، على التوالي، مع فرض رسوم جمركية منخفضة أو معدومة، مقارنة بالتعريفة الجمركية البالغة 25% التي يخطط ترامب لفرضها على كندا والمكسيك. وتفتخر شركة فورد بشكل متكرر بدورها في دعم الاقتصاد الأميركي، بما في ذلك من خلال حملاتها الإعلانية. وتعد الشركة أكبر مُنتج للسيارات في الولايات المتحدة، حيث تمتلك أكبر عدد من المركبات التي يتم تجميعها محلياً، بالإضافة إلى تصديرها إلى دول أخرى.