رئيس البرازيل يدعو لتكامل "بريكس" لمواجهة رسوم ترامب

08 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 23:48 (توقيت القدس)
لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، برازيليا في 5 أغسطس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعا الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى تعزيز التكامل التجاري والمالي بين دول بريكس لمواجهة السياسات الحمائية، مشيرًا إلى الرسوم الجمركية الأميركية التي أثرت على صادرات البرازيل والهند.
- أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على ضرورة البحث عن بدائل تجارية مستقرة، خاصة بعد تضرر الهند من الرسوم الأميركية على صادراتها من الصلب والألمنيوم.
- شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية تطوير آليات بريكس في التجارة والتمويل لمواجهة المخاطر الناجمة عن السياسات الأحادية، وسط توسع المجموعة بانضمام دول جديدة.

دعا الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الاثنين، إلى زيادة التكامل التجاري والمالي بين دول مجموعة بريكس، باعتبارها وسيلة لمواجهة السياسات الحمائية، في إشارة إلى الرسوم الجمركية الأميركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على عدد من الشركاء التجاريين. وقال لولا، في كلمة ألقاها خلال اجتماع عبر الإنترنت لزعماء المجموعة: "يستخدم الابتزاز بالرسوم أداة لغزو الأسواق والتدخل في الشؤون المحلية، وقد أصبحت دول بريكس ضحية لممارسات تجارية غير مبررة وغير قانونية." ورغم أن لولا لم يذكر الولايات المتحدة بالاسم، فإن تصريحاته جاءت في وقت تتعرّض فيه البرازيل والهند، وكلاهما عضو في بريكس، لضغوط شديدة بسبب الرسوم التي فرضتها إدارة ترامب، والتي أثرت بصادراتهما الزراعية والصناعية.

وأكد لولا الشهر الماضي في مقابلة مع "رويترز" أنه سيثير مسألة الرسوم داخل اجتماعات بريكس، معتبرا أن تعزيز التجارة البينية بين دول المجموعة يشكل مخرجا استراتيجيا لتقليل الاعتماد على الأسواق الغربية. من جانبه، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في كلمة نشرتها وزارة الخارجية الهندية: "لن تجدي زيادة الحواجز وتعقيد المعاملات، ولا ربط الإجراءات التجارية بأمور غير تجارية." ويعكس موقف مودي تطلع نيودلهي إلى بدائل تجارية أكثر استقرارا، خاصة أن الهند كانت من بين أكثر الدول تضررا من الرسوم الأميركية، لا سيما بعد رفع التعرفات الجمركية على صادراتها من الصلب والألمنيوم ومنتجات أخرى.

وفي مداخلة منفصلة، نقلت وكالة الأنباء الصينية شينخوا عن الرئيس شي جين بينغ قوله: "بعض الدول شنت حروبا تجارية وجمركية أثرت بشدة في الاقتصاد العالمي، وقوّضت قواعد التجارة الدولية على نحو ينذر بالخطر". وأكد شي أن تطوير آليات بريكس في مجال التجارة والتمويل أصبح ضرورة لمواجهة المخاطر الناجمة عن السياسات الأحادية الجانب. وقالت الحكومة البرازيلية، في بيان، إن قادة دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا شاركوا في الاجتماع إلى جانب الدول المنضمة حديثا وهي: مصر، إندونيسيا، إيران، الإمارات، إثيوبيا. واستمر الاجتماع نحو ساعة ونصف الساعة، وناقش المشاركون التحديات المرتبطة بعودة الإجراءات الحمائية، إضافة إلى بحث سبل تعزيز آليات التضامن، والتنسيق في مجالات التجارة والاستثمار بين أعضاء المجموعة.

ويأتي هذا الاجتماع في لحظة دقيقة يشهد فيها الاقتصاد العالمي ضغوطا متزايدة من الحروب التجارية وتنامي السياسات الحمائية. ويرى مراقبون أن دعوة لولا تعكس مساعي البرازيل لتعزيز التعاون داخل بريكس باعتبارها كتلة اقتصادية قادرة على صياغة بدائل عملية للنظام التجاري الدولي القائم، خاصة مع توسع المجموعة، وانضمام دول جديدة تسعى جميعها إلى تقليل اعتمادها على الأسواق الغربية، والبحث عن قنوات تجارة وتمويل أكثر مرونة. وتشير بيانات صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية إلى أن حجم التجارة البينية بين دول بريكس تجاوز 1620 مليار دولار في عام 2024، بزيادة تقارب 18% عن العام السابق، مدعومة بارتفاع صادرات الطاقة الروسية إلى الصين والهند، وتوسّع الاستثمارات الإماراتية في البرازيل وجنوب أفريقيا. 

المساهمون