ديون الأسر تهدد بقالات المغرب بالإفلاس

ديون الأسر تهدد بقالات المغرب بالإفلاس

23 يناير 2022
متجر للسلع الغذائية في مدينة فاس (Getty)
+ الخط -

تهدد ديون الأسر صغار تجار السلع الغذائية الذين يمتلكون بقالات صغيرة أو ما يعرف بـ"مول الحانوت" في المغرب، والذين كان لهم دور في "إسعاف" الكثير من الأسر، عبر إمدادهم بالسلع مع تأجيل السداد بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا منذ مطلع العام 2020.

وتوفر البقالات في الأحياء الشعبية الزيت والسكر والدقيق والحليب، وتقدم للأسر الفقيرة تسهيلات في السداد من دون ضمان غير الثقة التي ينسجها أصحابها مع الأسر، التي تسدد عندما تتوفر لديها سيولة مالية.

تداعيات الجائحة الصحية

وزاد الاعتماد على البقالات خلال تداعيات الجائحة الصحية، التي أضرت بقطاعات اقتصادية عدة وأثرت على مداخيل الكثير من الأسر.

بينما يؤكد عبد الحميد الباهي، رئيس الاتحاد الوطني لتجار المواد الغذائية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن العديد من تجار التجزئة للسلع الغذائية لم يستردوا الديون التي في ذمة الأسر تجاههم منذ انتشار الفيروس في الربع الأول من العام ما قبل الماضي.

ويقول الباهي إن تجاراً صغاراً كانوا في الصفوف الأولى في فترة الحجر الصحي، وأمدوا أسراً باحتياجاتها، لكنهم اكتشفوا بعد ذلك أن رأس مالهم تآكل ويواجهون صعوبات مالية كبيرة.

وفي تصريحات صحافية أخيراً، لفت وزير الصناعة والتجارة رياض مزور إلى المشاكل التي يتعرص لها التاجر الصغير، منها أن إيرداته لم تتغير، حيث تأتي من "الكناش" أو "الدفتر" الذي يسجل فيه ما يوجد في ذمة الأسر تجاهه.

وأضاف الوزير أن بعض الأشخاص لا يقصدون التاجر الصغير إلا عندما يكونون قد استنفذوا إيراداتهم، حيث يتوجهون إليهم للحصول على تسهيلات في السداد.

وتشير بيانات وزارة الصناعة والتجارة إلى وجود حوالي 800 ألف نقطة بيع، 80% منها عبارة عن متاجر تقليدية، ناهيك عن 1000 من الأسواق التي تنعقد كل أسبوع، خاصة في الأرياف.

ووفق وزارة الصناعة والتجارة، يتجه التفكير نحو توفير التمويل للتاجر الصغير، الذي يضطر للاستمرار في فتح محله، وإن لم يحقق أرباحاً، حيث يراد دعمه من قبل الدولة بهدف توسيع نشاطه أو التخصص في فرع محدد للتجارة أو الانتقال إلى أماكن أخرى لا يتعرض فيها للمنافسة الشديدة.

المتاجر الكبرى العصرية

وفي السياق، يؤكد رئيس الاتحاد الوطني لتجار المواد الغذائية أن هناك صعوبات إضافية تواجهها البقالات، تتمثل في انتشار المتاجر الكبرى العصرية، بالإضافة إلى قطاع التجارة غير الرسمي، الذي يمثله الباعة الجائلون الذين لا يتحملون أي تكاليف ذات صلة بالأجور أو الكهرباء أو الجباية أو إيجار المحلات.

المساهمون