دول "بريكس" تعتزم الدفاع عن التعددية في خضم حرب ترامب التجارية

28 ابريل 2025
تترأس البرازيل الدورة الحالية لمجموعة بريكس، برازيليا في 26 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى دول مجموعة بريكس لتعزيز التعددية في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، خاصة مع الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من خلال الدفاع عن نظام تجاري متعدد الأطراف وتعزيز التجارة القائمة على القواعد.

- تناقش دول بريكس التعاملات بالعملات غير الدولار الأميركي، في ظل تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية، مع تركيز البرازيل على تعزيز التعاون بين دول المجموعة.

- تحتل قضايا المناخ والحرب في أوكرانيا مكانة مهمة في نقاشات بريكس، مع التركيز على التمويل لدعم التحول في مجال الطاقة ومتابعة موقفها من الحرب دون إدانة واضحة لروسيا.

من المتوقع أن تُكثّف دول مجموعة بريكس جهودها الاثنين في ريو دي جانيرو للدفاع عن التعددية، في ظل الحرب التجارية التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على دول العالم وخصوصا الصين، القوة الاقتصادية الأبرز في مجموعة الدول الناشئة هذه. ويجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة بريكس (أو ممثلوهم) لمدة يومين، قبل قمة رؤساء الدول المُقرر عقدها في ريو يومي 6 و7 يوليو/تموز. 

وهذا العام، تتولى البرازيل الرئاسة الدورية للمجموعة التي تضم، بالإضافة إلى الصين، كلا من روسيا والهند وجنوب أفريقيا والسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران. وينعقد هذا الاجتماع في وقت حرج للاقتصاد العالمي. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل النمو العالمي إلى 2.8% هذا العام، وهي نسبة تم خفضها مع الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب والإجراءات الانتقامية التي اتخذتها دول أخرى. 

وقال كبير المفاوضين البرازيليين ماوريسيو ليريو السبت إن "الوزراء يتفاوضون على إعلان يهدف إلى إعادة تأكيد مركزية النظام التجاري متعدد الأطراف وأهميته". وأضاف للصحافيين أن مجموعة بريكس التي تمثل ما يقرب من نصف سكان العالم و39% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ستسعى إلى ترسيخ مكانتها مدافعة عن التجارة القائمة على قواعد في مواجهة الإجراءات الأحادية "من أينما أتت"، على حد تعبيره.

ومنذ عودته إلى السلطة في كانون الثاني/يناير، فرض الرئيس الأميركي رسوما جمركية بنسبة 10% على الأقل على معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين وتعرفات إضافية منفصلة بنسبة 145% على غالبية المنتجات الصينية التي تدخل الولايات المتحدة. وردت بكين بفرض تعرفات إضافية بنسبة 125% على المنتجات الأميركية.

هيمنة الدولار على جدول أعمال بريكس

ومن المرجح أن تُدرج على جدول الأعمال القضية الحساسة المتعلقة بالتعاملات بالعملات غير الدولار الأميركي داخل دول بريكس، وهي مسألة نوقشت في أكتوبر/تشرين الأول، في القمة الأخيرة للتكتل في قازان بروسيا. وكان ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول المعنية إذا حاولت وضع حد للهيمنة الدولية للدولار. وتُعدّ البرازيل واحدة من أقل الدول تضررا من التعرفات الجديدة (10%).

وبالتالي، رأى روبرتو غولارت مينيزيس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة برازيليا، أن حكومة الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قد تسعى إلى ضمان اعتمد "الحذر". وقال لوكالة فرانس برس: "إذا تبنينا موقفا أكثر صرامة تجاه الولايات المتحدة، فإن ذلك سيعني أن موقف الصين قد ساد". وسيترأس الاجتماع وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، وسيحضره وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والصيني وانغ يي وآخرون.

ومن المقرر افتتاحه في حوالى الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي (14,00 ت غ). ويُرتقب صدور إعلان نهائي بعد الظهر.

المناخ وأوكرانيا 

ومن المرتقب أن يحتل تغير المناخ حيزا مهما من النقاش قبل بضعة أشهر فقط من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب30 الذي ستستضيفه البرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني، في مدينة بيليم الأمازونية. وشدد المفاوض ماوريسيو ليريو على أن "مسألة التمويل أمر محوري جدا" بالنسبة إلى مجموعة بريكس. وكرر موقف البرازيل المتمثل في أن البلدان الغنية لديها "التزام" بتمويل التحول في مجال الطاقة في البلدان الأخرى.

وأعلنت واشنطن الجمعة، أن المكتب الأميركي المسؤول عن الدبلوماسية المناخية سيُغلق، وذلك بعد ثلاثة أشهر على الإعلان عن انسحاب الولايات المتحدة، أكبر ملوث في العالم، مرة جديدة من اتفاق باريس للمناخ. وأخيرا، سيكون موقف مجموعة دول بريكس من الحرب في أوكرانيا موضع متابعة، في وقت تدفع إدارة ترامب باتجاه اتفاق سلام تبدو معالمه مواتية لموسكو. وأشار مينيزيس إلى أن التكتل اكتفى في اجتماعاته الأخيرة بالإدلاء بتعليقات "عامة" حول النزاع، من دون إصدار "الأعضاء الآخرين أي إدانة لروسيا". والثلاثاء، ستنضم إلى دول بريكس في مناقشاتها تسعة بلدان مرتبطة بالمجموعة.

(فرانس برس)

المساهمون