استمع إلى الملخص
- أشاد قادة دول البلطيق والاتحاد الأوروبي بهذه الخطوة كإنجاز ديمقراطي واستقلالي، حيث ستندمج شبكات الطاقة لدول البلطيق مع الشبكات الأوروبية، مما يعزز تكاملها مع الاتحاد الأوروبي.
- هناك مخاوف من استفزازات روسية محتملة، وقد اتخذت دول البلطيق إجراءات أمنية مشددة لضمان حماية منشآتها الحيوية خلال الفترة الانتقالية.
باشرت دول البلطيق الانفصال عن شبكة الكهرباء الروسية، السبت عند الساعة الرابعة بتوقيت غرينيتش، حسب ما أفادت به الشركة العامة المشغلة لشبكة الكهرباء في ليتوانيا (ليتغريد) وكالةَ فرانس برس. وقال الناطق باسم الشركة ماتاس نوريكا: "أؤكد أن عملية الانفصال بدأت عند الساعة السادسة (بالتوقيت المحلي)" بعدما فصلت ليتوانيا وصلاتها الكهربائية مع بيلاروسيا وروسيا.
وبدأ مشروع الانفصال منذ سنوات، وأصبح ملحاً مع الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات تقريباً. ومن خلال هذه العملية تنفصل دول البلطيق الثلاث ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، وهي جمهوريات سوفييتية سابقة، عن الشبكة الروسية الموصولة بها منذ حقبة الاتحاد السوفييتي، لمنع موسكو من استخدامها سلاحاً ضدها.
وقال وزير الطاقة الليتواني، زيغيمانتاس فايسيوناس: "ننزع من روسيا إمكان استخدام شبكة الكهرباء، وسيلة ابتزاز جيوسياسي". وسبق أن أعلنت الدول الثلاث في إبريل/نيسان، أي بعد شهرين من الغزو الروسي لأوكرانيا، وقف استيراد الغاز الطبيعي من روسيا. وقد انضمت دول البلطيق الثلاث إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي عام 2004.
Lithuania is fully prepared for a successful synchronization!
— Gitanas Nausėda (@GitanasNauseda) February 7, 2025
Today at Litgrid, Lithuania’s grid operator, I concluded my visits to 🇱🇹 key infrastructure supporting the Baltic region’s synchronization with continental Europe. I can confirm – we are fully ready for our historic… pic.twitter.com/9VmWyDkxFq
وأشادت كبيرة المسؤولين عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، وهي رئيسة وزراء إستونيا سابقاً، عبر منصة إكس بـ"انتصار الديمقراطية". وكتب رئيس وزراء ليتوانيا غينتوتاس بالوسكاس، على إكس: "نحن جاهزون"، معلناً "بزوغ حقبة جديدة من الاستقلال في مجال الطاقة" في الدول الثلاث. وقال رئيس ليتوانيا، جيتاناس نوسيدا لوكالة أسوشييتد برس أخيراً: "هذا هو الانفصال المادي عن آخر عنصر من اعتمادنا على نظام الطاقة الروسي والبيلاروسي".
دول البلطيق تقيم مراسم للانفصال عن الشبكة الروسية
ومن المقرر أن تحضر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ووفود أخرى مراسمَ غداً الأحد، إذ من المقرر أن تقوم ساعة طولها تسعة أمتار بوسط فيلينوس بالعد التنازلي للثواني الأخيرة للصلة الكهربائية بين دول البلطيق وروسيا. وجرى تفكيك 16 خط كهرباء تستخدم لربط دول البلطيق الثلاث بروسيا وبيلاروس على مدار أعوام، في ظل بناء محطة جديدة تربط هذه الدول ببقية الاتحاد الأوروبي، وتشمل كابلات في بحر البلطيق.
وستغلَق جميع الخطوط المتبقية اليوم السبت، بين دول البلطيق وروسيا وبيلاروسيا وجيب كالينينغراد الروسي، الذي يربط بين بولندا وليتوانيا والبحر، واحداً تلو الآخر، وبعد ذلك سوف يعمل نظام طاقة البلطيق بمفرده في "وضع تشغيل الجزيرة". وبعد الانفصال بالكامل عن الشبكة الروسية، ستعمل البلدان الثلاثة "بشكل منعزل" لحوالى 24 ساعة لتجربة توتّر التيّار. وأوضح روكاس ماسيوليس مدير "ليتغريد" أنه "لا بدّ من إجراء تجارب لنضمن لأوروبا ثبات نظام الطاقة لدينا".
وفي اليوم التالي، من المقرر أن يندمج نظام الطاقة بشبكات الطاقة الأوروبية القارية والشمالية من خلال روابط مع فنلندا والسويد وبولندا قرابة ظهر الأحد. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأسبوع الماضي، إن الدول الثلاث أعلنت خطة الانفصال مسبقاً، مضيفاً أن قطاع الطاقة الروسيّ اتخذ إجراءات تحضيرية لضمان التشغيل السلس من جانبه.
استفزازات محتملة
وأشار بيان صادر عن وزارة الأمن في دولة ليتوانيا إلى "مخاطر عدّة محتملة على المدى القصير، كعمليات حركية (عسكرية) تستهدف منشآت حيوية وهجمات سيبرانية وحملات تضليل إعلامي". وأعلن مشغّل الكهرباء في بولندا "بي اس اي" عن إرسال مروحيّات ومسيّرات لمراقبة شبكة الاتصال بليتوانيا.
وأكّد رئيس لاتفيا إدغارس رينكيفيتش في تصريحات لمحطة "ال تي في 1" العامة أنه لا يمكن "استبعاد خطر استفزازات محتملة" بالرغم من "الجهوزية الكاملة" للبلدان الثلاثة. وفي إستونيا، سينتشر عناصر من الشرطة ومتطوّعون في منشآت كهربائية أساسية حتّى نهاية الأسبوع المقبل للتصدّي لمحاولات التخريب.
وفي الأشهر الأخيرة، تعرّضت عدّة كابلات بحرية للاتصالات والطاقة للتخريب في بحر البلطيق. ووجّهت الأصابع إلى روسيا باتهامها بشنّ حرب هجينة، وهو ما نفته موسكو من جانبها. وفي المجموع، استُثمر 1.6 مليار يورو في سياق مشروع المزامنة في دول البلطيق الثلاث وبولندا. وسعى رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا إلى الطمأنة.
وقال في تصريحات صحافية "لن يشعر الناس بشيء، أكان على صعيد الفاتورة أو أيّ مشاكل". ودعت وزارة المناخ الإستونية من جهتها المواطنين إلى مواصلة حياتهم على النحو المعهود، "فكلّما كان تصرّفكم معهودا ومتوقّعا... كانت إدارة شبكة الكهرباء أسهل". وبعد انفصال دول البلطيق عن الشبكة، سيعمل نظام الكهرباء في كالينينغراد "بشكل منفصل" من دون ربطه بشبكة روسيا القارية.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)