خطة لإعادة التيار الكهربائي إلى مناطق ريف إدلب الجنوبي

22 يناير 2025
أضرار كبيرة في البنية التحتية لشبكات الكهرباء، ريف إدلب في 7 يونيو 2021 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعمل مديرية شركة الكهرباء في إدلب على إعادة التيار الكهربائي لمدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي، مثل خان شيخون ومعرة النعمان، بعد تدمير البنى التحتية وسرقتها.
- يترقب سكان المنطقة عودة الكهرباء لتحسين الخدمات الأساسية، ويؤكدون على ضرورة أن تكون جزءًا من خطة شاملة لإعادة الإعمار تشمل المياه والصحة والتعليم.
- يواجه قطاع الكهرباء في سوريا تحديات كبيرة بسبب الدمار، ويشير الخبراء إلى أهمية الاستثمار في الطاقة الحديثة وتعزيز كفاءة الطاقة لدعم الإصلاح.

تحاول مديرية شركة الكهرباء في إدلب إعادة التيار الكهربائي إلى مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي الذي كان تحت سيطرة قوات النظام المخلوع قبل اندلاع معركة "ردع العدوان" الـ27 من نوفمبر/ تشرين الثاني العام الجاري، لاسيما أن مدن سراقب ومعرة النعمان وكفرنبل وخان شيخون والقرى والبلدات المحيطة بها مدمرة بشكل شبه كامل بعد سرقة قوات النظام المخلوع والمليشيات التي كانت تساندها البنى التحتية في تلك المناطق وأثاث المنازل.

وقال مدير الشركة العامة لكهرباء إدلب، إبراهيم حميجو، في تصريحات نقلتها جريدة "الوطن"، إن الشركة تعمل حالياً على تخديم مناطق ريف إدلب الجنوبي، شمال غرب سورية، لإيصال التيار الكهربائي إلى مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان، وبلدتي التح والتمانعة. وأوضح حميجو أن الشركة تنفذ خطة طوارئ تهدف إلى تأمين الطاقة الكهربائية للمحطات والمنشآت الخدمية، بما في ذلك محطات المياه والأفران والاتصالات. وأشار إلى أن حجم الأضرار في البنية التحتية لشبكات الكهرباء في المنطقة كبير جداً نتيجة قصف النظام السابق. وأضاف أن العمل جارٍ لتأمين التغذية الكهربائية للأحياء السكنية في مدينة خان شيخون، وذلك في إطار مواكبة عودة الأهالي المهجرين إلى قراهم وبلداتهم في ريف إدلب الجنوبي. 

أهالي ريف إدلب يترقبون عودة الكهرباء 

من جانبه، قال أحمد الأسعد، أحد سكان مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد": "نرحب بأي جهود لإعادة التيار الكهربائي إلى معرة النعمان والمدن والقرى المجاورة التي تعرضت للتدمير الكامل بسبب قصف نظام الأسد". وأضاف أن "تصريحات المسؤولين عن التجهيزات لإعادة الكهرباء خطوة إيجابية، لكنها لا تكفي وحدها". 

وطالب الأحمد بـ"العمل الجاد على تحسين الواقع الخدمي في المدينة وريفها، خاصة مع عودة عدد من العائلات التي تواجه ظروفاً صعبة في ظل غياب الخدمات الأساسية مثل المياه والصحة والتعليم". وأضاف أن "إعادة الكهرباء مهمة، لكنها يجب أن تكون جزءاً من خطة متكاملة لإعادة الحياة إلى مناطقنا، وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الضرورية لتخفيف معاناة الأهالي الذين عادوا رغم الظروف القاسية".

من جهته، قال خالد النسر، أحد النازحين من مدينة خان شيخون والمقيم حالياً في مخيمات الشمال السوري: "سمعنا عن جهود إعادة الكهرباء إلى خان شيخون، وهذا أمر جيد، لكن بالنسبة لنا نحن النازحين، لا تزال العودة إلى منازلنا بعيدة المنال، لأن منازلنا مدمرة بالكامل والبنية التحتية للمدينة تحتاج إلى إعادة تأهيل شامل". وأضاف النسر، أن "إعادة الكهرباء خطوة مهمة، لكنها لن تكون كافية ما لم ترافقها جهود حقيقية لإعادة إعمار المنازل وتأهيل الخدمات الأساسية مثل المياه والمدارس والمستشفيات. نحن ننتظر أكثر من مجرد عودة التيار الكهربائي؛ ننتظر عودة الحياة إلى مدينتنا".

إلى ذلك، قالت إحدى العائدات إلى مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، إن "الوضع في كفرنبل مأساوي للغاية، فالمدينة مدمرة بالكامل تقريباً، ومعظم المنازل بلا أسقف ولا تصلح للسكن. ما يزيد الوضع سوءاً أن الأسلاك الكهربائية قد سُرقت بالكامل من منازل المدينة خلال فترة سيطرة قوات النظام البائد، مما جعل إعادة الكهرباء أمراً بالغ الصعوبة". 

وأضافت السيدة التي أشارت إلى اسمها بـ"أم علاء": "نحاول التأقلم رغم الظروف القاسية، لكننا نحتاج دعماً حقيقياً لإعادة الإعمار وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه. بدون هذه الخدمات، ستظل الحياة في كفرنبل شبه مستحيلة". كان وزير الكهرباء السوري، عمر شقروق، قد في تصريحات إعلامية أمس الثلاثاء، أن الوزارة ستعمل على إعادة توليد الكهرباء إلى مستوياتها التي كانت عليها قبل عام 2010 في غضون ثلاث سنوات، وأوضح أن "سورية بحاجة إلى ما لا يقل عن شهرين لتوفير ساعات تشغيل تمتد من 6 إلى 8 ساعات". وذكر أن بلاده ستفتح المجال للقطاع الخاص في مجال الطاقة النظيفة خلال أقل من شهر. 

أزمة قطاع الكهرباء في سورية

ويعاني قطاع الكهرباء في سورية من الدمار الكامل والجزئي وتضرر البنية التحتية بعد سنوات من الحرب، ورغم التحديات الكبيرة تسعى الإدارة الجديدة بعد سقوط نظام الأسد لإصلاح الأضرار وتفعيل هذا الجانب الهام في حياة الحكومة والمواطن على حد سواء، وهو ما سيحتاج إلى وجود استثمارات ضخمة وزمن طويل.

وقال الخبير الاقتصادي يامن مصطفى إن الإدارة السورية الجديدة تواجه الكثير من التحديات والفوضى بعد سقوط النظام، منها الأمنية والاقتصادية التي قد تعرقل الإصلاح السريع، وسيكون من الصعب تحقيق تسهيلات كبيرة في مجال استهلاك الكهرباء. وحث مصطفى، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، الإدارة الجديدة على استثمار الوقت والجهد في إصلاح قطاع الكهرباء عبر اتباع سياسات لتشجيع الاستثمار في قطاع الكهرباء، فالشركات الدولية قد تكون راغبة في الدخول إلى السوق السورية والتوسع  في مجال الطاقة الحديثة والصيانة بمجرد استقرار الوضع الأمني.

ونصح الخبير الاقتصادي الحكومة الجديدة بأن تتجه أيضاً إلى تعزيز الطاقة الفعالة من خلال الإصلاح الاستراتيجي، ما يسهم في تحديث تقنيات الشبكات الكهربائية، وإصلاح ما دمر خلال الحرب من الخطوط الرئيسية وإصلاح قطاع الغاز والنفط وتطوير مصادر الطاقة البديلة، والاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية، وزيادة كفاءة الطاقة، وتحفيز الاستثمارات في القطاع الخاص والتوجه نحو اللامركزية في توزيع الكهرباء. وبسبب أزمة الكهرباء في البلاد، باتت أنظمة الطاقة الشمسية بديلًا رئيسًا لتوفير الكهرباء في المنازل والمزارع والمنشآت الصناعية، ما يسهم على نطاق ضيق في توفير الكهرباء للمناطق البعيدة عن الشبكات الكهربائية وتعزيز الاقتصاد المحلي وحماية البيئة.

المساهمون