خبير إيطالي: الطاقة والبنية التحتية على رأس أجندة الدبيبة في روما

خبير إيطالي : الطاقة والبنية التحتية على رأس أجندة زيارة الدبيبة إلى روما

30 مايو 2021
روفينيتي أكد أن الدبيبة سيركز على قطاعات الطاقة والبنية التحتية والاتصالات (العربي الجديد)
+ الخط -

منذ أن نالت حكومة الوحدة الوطنية الليبية ثقة مجلس النواب في 10 آذار/مارس، لم تتوقف زيارات كبار المسؤولين الإيطاليين إلى العاصمة طرابلس، حيث كان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو من أوائل الساسة الأوروبيين الذين ولوا وجوههم شطر ليبيا بعد تولي الحكومة الجديدة بقيادة عبد الحميد الدبيبة مقاليد الحكم، وتلاه رئيس الوزراء ماريو دراغي في 6 إبريل/ نيسان الماضي في أول زيارة رسمية له إلى الخارج بعد توليه مهام منصبه، وأخيرا وزيرة الداخلية لوتشانا لامورجيزي بعد ذلك التاريخ بأسبوعين.

وفي 22 إبريل/نيسان، جاء الدور على المسؤولين الليبيين لرد الزيارة، حيث توجهت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إلى روما في زيارة رسمية، التقت خلالها نظيرها الإيطالي دي مايو ووزير الدفاع غويريني.

وكانت صحيفة "إل مانيفيستو"، لسان حال الحزب الشيوعي الإيطالي، قد علقت على التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإيطالي خلال زيارته إلى طرابلس بقولها إن "حديث دراغي في طرابلس لا يدع مجالاً للشك في أن إيطاليا ترغب في نيل نصيب الأسد في عملية إعادة إعمار ليبيا".
 لمزيد من التفاصيل حول آفاق التعاون الاقتصادي بين ليبيا وإيطاليا، ورؤية إيطاليا للوضع الاقتصادي الليبي على خلفية الزيارة، المنتظرة غدا الاثنين، لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة إلى إيطاليا، أجرت "العربي الجديد" مقابلة مع الخبير الإيطالي البارز في الشأن الليبي والمحلل الجيوسياسي لمجلة فورميكي دانييلي روفينيتي ..

* ما هي الأجندة الاقتصادية التي سيحملها رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة خلال لقاءاته في روما بالمسؤولين الإيطاليين؟

من المقرر أن يرافق رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، خلال زيارته لإيطاليا، وفد يضم 7 وزراء وبعض مستشاريه علاوة على فيصل قرقاب، رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات.

وهدف الدبيبة من هذه الزيارة هو تعزيز الشراكة الاقتصادية بين ليبيا وإيطاليا، مع تركيز خاص على قطاعات الطاقة والنفط والبنى التحتية والاتصالات.

* وما هي الموضوعات التي سُتجرى مناقشتها خلال منتدى الأعمال الذي سيعقد على هامش تلك الزيارة؟
 سوف يناقش منتدى الأعمال الإيطالي-الليبي، بتوسع، الموضوعات المتعلقة بمصادر الطاقة البديلة، ولا سيما إمكانية أن تنقل إيطاليا إلى الجنوب الليبي (فزان) على وجه الخصوص التقنية والتكنولوجيا، بهدف تطوير مشروعات الطاقة المتجددة في المناطق الصحراوية.

وسوف تتطرق المناقشات أيضاً إلى قطاع البنى التحتية، مع تركيز خاص على طريق طرابلس-بنغازي، الذي ستتولى تنفيذه شركات إيطالية في إطار معاهدة الصداقة والشراكة الموقعة بين البلدين في عام 2008، وكذا مشروع إعادة بناء مطار طرابلس الدولي الذي أُسند إلى إحدى الشركات الإيطالية.

وثمة اهتمام خاص بطبيعة الحال بمناقشة المسائل المتعلقة بالنفط والغاز، بالنظر إلى المركز المهم الذي تحتله مجموعة إيني في ليبيا، علاوة على تقييم استئناف مشروع ضبط الحدود في الجنوب الليبي، الذي أوكل إلى مجموعة ليوناردو (فينميكانيكا سابقا) منذ سنوات.

وسوف يبحث الجانبان أيضاً التعاون في قطاع الاتصالات، نظراً لوجود رئيس الشركة الليبية للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات، وكذا لخبرة إيطاليا وإمكانياتها الكبيرة في هذا القطاع من خلال وجود شركة "تيليكوم إيطاليا سباركل" في ليبيا، وأيضاً استثمارات الشركة الليبية للاتصالات منذ عدة سنوات في شركة "ريتيليت" الإيطالية للاتصالات والتي تملك 15% من أسهمها.
* ما هو الوضع الحالي للمسائل (الإشكالية) المعلقة بين إيطاليا وليبيا، مثل سداد المستحقات المتأخرة للشركات الإيطالية، وزوارق الصيد الإيطالية التي غالباً ما تقتحم المياه الإقليمية الليبية؟
مشكلة تأخر سداد مستحقات الشركات الإيطالية في ليبيا قائمة منذ سنوات، ولكن الحكومة الليبية لديها الرغبة في تسويتها، وهذه المشكلة تعد إرثاً للفترة الانتقالية عقب سقوط نظام القذافي.

وفي ما يتعلق بسفن الصيد الإيطالية، فهي مشكلة مثارة أيضاً منذ فترة، والحكومة الليبية مستعدة لإيجاد حل لها من أجل تفادي تكرار وقوع أحداث مؤسفة، كما حدث مؤخراً عندما تم الإفراج عن طاقم أحد زوارق الصيد الإيطالية الذي احتجز لمدة 108 أيام، وذلك بعد تدخل رئيس الحكومة الإيطالي السابق جوزيبي كونتي في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفي هذا السياق، سوف تقترح الحكومة الإيطالية حلا يتمثل في تأسيس مشروعات صغيرة مشتركة (joint-venture) أو شركات مختلطة بين ليبيين وإيطاليين، وبهذه الطريقة سوف تتمكن الزوارق الإيطالية الراغبة في الصيد في المياه الليبية من ممارسة أنشطتها بمرافقة سفن ليبية وتحت حماية الجانب الليبي. 

* ما هي إمكانيات مشاركة الشركات الإيطالية في عملية إعادة إعمار ليبيا، وبصفة خاصة في قطاع البنى التحتية؟

تولي الشركات الإيطالية اهتماماً كبيراً بالسوق الليبي، وهي مستعدة للتوجه إلى ليبيا من أجل المشاركة في عملية إعادة الإعمار.

وتجدر الإشارة هنا إلى الوجود التاريخي للشركات الإيطالية العاملة في قطاع البنى التحتية الليبي، كما أن الجوار الجغرافي بين إيطاليا وليبيا يضفي مزيداً من الأهمية على السوق الليبي، ولا شك في أن الشركات الإيطالية العاملة في قطاع البنى التحتية تحظى بشهرة ومكانة ممتازة، والشاهد على ذلك، كما أسلفت، يتمثل في طريق طرابلس – بنغازي، الشريان الأساسي من أجل ربط الغرب بالشرق الليبي والعكس، سوف تنفذه شركات إيطالية.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

* تمر ليبيا الآن بمرحلة تتسم باقتصاد هش نتيجة لطول أمد فترة عدم الاستقرار السياسي، كيف ترى مستقبل الاقتصاد الليبي أيضاً على ضوء النزاع بين رئيس مؤسسة النفط الليبية ومحافظ البنك المركزي الليبي حول عوائد النفط؟

تكمن قوة ليبيا في الموارد الهائلة التي تملكها على أراضيها، سواء النفط أو الغاز، ما يجعل ليبيا بلداً غنياً بصرف النظر عن الخلافات والسجالات بين الأشخاص. ولا شك في أن هذه الثروات تتعين إدارتها جيداً وأن تُوزَع على المواطنين الليبيين الذين عانوا كثيراً في هذه السنوات الأخيرة.

* ما هو الدور الذي من الممكن أن تلعبه إيطاليا في تطوير الاقتصاد الليبي، ولا سيما في القطاعات المهمة مثل قطاع الطاقة؟

من الممكن أن تضطلع إيطاليا بدور مهم للغاية في تطوير الاقتصاد الليبي، ولا سيما في قطاعات استراتيجية مثل النفط والغاز.

وتجدر الإشارة، في هذا المقام، إلى أن شركة إيني لها حضور دائم هناك أيضاً في الفترات الأكثر صعوبة، وسوف تواصل وجودها في ليبيا والاستثمار فيها، وثمة أيضاً مشروعات جديدة جاهزة للتطوير سواء في النفط أو الغاز.

* هل من الممكن أن تتحول ليبيا إلى مقصد للسائحين الإيطاليين، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار المقومات المستقبلية للبلاد المتمثلة في السواحل الممتدة والمناظر الطبيعية والآثار؟

تملك ليبيا معالم طبيعية خلابة: سواحل ممتدة وبحر صاف بالغ الروعة وصحراء من الكثبان الرملية مع واحات بديعة، علاوة على كنوز الجمال الثقافي والتاريخي مثل مدينة لبدة الكبرى، لذا فإن ليبيا يمكنها بالتأكيد أن تصبح مقصداً سياحياً مثيراً للغاية بالنسبة للإيطاليين، ومن البديهي أن الوصول إلى هذه الغاية يستلزم أن يعم الاستقرار والسلام أنحاء البلاد.
 

المساهمون