خاص | السعودية وقطر تكفلتا بسداد ديون سورية للبنك الدولي

قال حاكم مصرف سورية المركزي عبد القادر حصرية في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن السعودية وقطر تكفلتا بسداد ديون سورية للبنك الدولي، البالغة قيمتها 15 مليون دولار. وأوضح على هامش مشاركته في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في العاصمة الأميركية واشنطن، أن المشاركة في الاجتماعات تمثل بداية اندماج سورية في النظام المالي العالمي، وبداية التحول الاقتصادي بالبلاد. وأضاف: "بدأنا في خطى جدية لإصلاح المؤسسات المالية في سورية لتتماشى مع المعايير المالية الدولية وتعزيز الشفافية ودعم التنمية المستدامة".

وكانت رويترز قد ذكرت قبل أيام أن السعودية تدرس سداد ديون سورية للبنك الدولي البالغة قيمتها 15 مليون دولار، ما يمهد الطريق للموافقة على منح بملايين الدولارات لإعادة إعمار البلاد ودعم قطاعها العام المنهك. ويرى مراقبون أن من شأن الدعم العربي الخليجي فتح باب إعادة إعمار البلاد، فيما لا تزال العقوبات الأميركية تعقد جهود تعافي الوضع السوري المالي.

وشارك وفد رسمي من سورية هذا الأسبوع برئاسة وزير المالية محمد يسر برنية، لأول مرة منذ أكثر من عقدين، في اجتماعات الربيع للصندوق والبنك الدوليين، في إطار خطة تستهدف عودة المشاركة والاندماج في النظام المالي العالمي، وبدء إعادة الإعمار وإعادة تأهيل المؤسسات، بعد سقوط نظام بشار الأسد في يناير/كانون الأول 2024. 

وكشف حصرية أنه اتُّفِق مع المؤسسات الدولية والجهات المانحة خلال الاجتماعات، على تقديم منح بقيمة 150 مليون دولار، دعماً مباشراً لقطاع الطاقة بسورية، وأنه اتُّفِق أيضاً على برنامج عمل شامل خلال العامين المقبلين يشمل عدة محاور، منها برنامج مدعوم بمنح لإصلاح قطاع الطاقة خلال الأشهر القليلة المقبلة، وتعزيز الشفافية وإصلاح المؤسسات العامة والبنية التحتية لأسواق المال، وإصلاح القطاع المصرفي، مضيفاً أن التعاون مع الشركاء الدوليين يستهدف البدء بانتقال اقتصادي مدروس.

اقتصاد عربي

التحديثات الحية

تعيين عبد القادر الحصرية حاكماً لمصرف سورية المركزي.. فمن هو؟

وأكد حصرية أن أطراف فاعلة في النظام المالي الدولي دعت إلى رفع العقوبات الدولية الموقعة عن سورية، بما يساهم في إعادة الإعمار، وبدء مساعدة الحكومة السورية والشعب السوري في تجاوز الأوضاع الصعبة الحالية.

وعقدت ضمن فعاليات اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين يوم الأربعاء، جلسة مغلقة برعاية السعودية بالشراكة مع البنك والصندوق، شارك فيها وفد سوري رفيع المستوى وعدد من وزراء مجموعة السبع الصناعية الكبرى ورؤساء مؤسسات إقليمية ودولية، ومن الاتحاد الأوروبي، وأكد المشاركون ضرورة الحرص على إعادة بناء سورية واستقرارها. والتقى الوفد السوري أيضاً، رئيس البنك الدولي أجاي بانغا، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، وأكدا التزام إعادة بناء المؤسسات السورية. كذلك قرر صندوق النقد الدولي استجابة لطلب سورية تعيين فان رودن رئيساً لبعثة الصندوق لسورية.

وطبقاً لموقع صندوق النقد الدولي، كانت آخر بعثة زارت سورية في أواخر 2009، قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس السابق بشار الأسد، وأنه لم تكن هناك أي تعاملات رسمية للصندوق مع سورية خلال 40 عاماً الماضية.

وعيّن صندوق النقد الدولي الاقتصادي البارز رون فان رودن رئيساً لبعثته إلى سورية، في أول خطوة من نوعها منذ 14 عاماً، وفق وزير المالية السوري محمد يسر برنية، في بيان صدر عقب مشاركته في اجتماعات الربيع السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن.