Skip to main content
حمزة بن حمودة: الخطوط الجزائرية تتأهب لتوسيع أسطولها إلى 104 طائرات
ياسين بن لمنور ــ الجزائر
رئيس الخطوط الجوية الجزائرية حمزة بن حمودة (العربي الجديد)

أعلن الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، حمزة بن حمودة، في مقابلة مع "العربي الجديد" عن انطلاقة جديدة للشركة تقوم على تجديد الأسطول بعد تنفيذ خطة توسيعه إلى 104 طائرات، وفتح وجهات استراتيجية جديدة نحو أفريقيا، وآسيا وأميركا الشمالية.

وكشف بن حمودة، أن الجزائر تراهن على موقعها الجغرافي الفريد لتتحول إلى منصة جوية عالمية، تربط القارات في أقل من 12 ساعة طيران. وفيما يلي نص الحوار:

 

· كيف سيؤثر الإطلاق الجديد للخطوط الجوية الداخلية بالأرقام على حركة النقل الجوي في بلد شاسع مثل الجزائر؟

الجزائر بلد يتمتع بمسافات شاسعة ويضم أكثر من ثلاثين مطاراً، ومن بين أهم مهام شركة الخطوط الجوية الداخلية التي تم استحداثها بأمر من رئيس الجمهورية أن تضمن تغطية هذه الوجهات بشكل منتظم عبر تطوير شبكتها الداخلية. واليوم تسير الخطوط الجوية الجزائرية أكثر من 120 رحلة يوميا، أي ما يعادل حوالي 2.5 مليون مسافر سنويا، وفي آفاق 2030 نطمح لمضاعفة هذا الرقم.
هذه الديناميكية تنسج من سياسة الحكومة الرامية إلى الحفاظ على ربط دائم بين مختلف ولايات الوطن، ليس فقط عبر المحاور الكبرى بين العاصمة والمدن الداخلية، بل كذلك من خلال تعزيز الربط المباشر بين المطارات الجهوية وخاصة بالمناطق الجنوبية.

·بعد فتح خطوط جديدة إلى عواصم ومدن في أفريقيا وآسيا وأوروبا، ما هي أبرز التوسعات المرتقبة؟ وأي الأسواق تستهدفون مستقبلاً؟

نحن ننظر إلى المستقبل بعين طموح، حيث نركز على الأسواق الواعدة ذات النمو المتسارع، إلى جانب تعزيز حضورنا في الوجهات التي تعرف طلبا قويا مثل أوروبا، الشرق الأوسط، آسيا وأميركا الشمالية، وعلى المديين القريب والمتوسط سنضيف إلى شبكتنا الدولية خطوطا جديدة نحو مدن كبرى مثل غوانزو وكوالالمبور وأديس أبابا وجوهانسبرغ وليبروفيل ونجامينا، وهذه تعد خطوة لترسيخ مكانة الجزائر فاعلا محوريا في الربط الجوي بين القارات.

· بخصوص تجديد الأسطول وطلبيات الطائرات الجديدة، إلى أين وصل هذا الملف؟ ومتى يُتوقع استلام أولى الطائرات؟

لقد دخلنا مرحلة جديدة في تحديث أسطولنا، حيث لدينا طلبيات مؤكدة لاقتناء 34 طائرة من مختلف الأحجام، سيتم تسلّم أول أربع طائرات في الربع الأخير من عام 2025، على أن يتواصل تسليم باقي الطائرات تدريجيا حتى عام 2028. هذه المرحلة الأولى سترفع حجم أسطول مجمع الخطوط الجوية الجزائرية بما في ذلك الفرع الجديد للخطوط الجوية الداخلية إلى 104 طائرات، ومع تطلعنا للنمو وحاجتنا المستمرة للتجديد، نتصور توسعا إضافيا للأسطول يصل إلى نحو 60 طائرة جديدة. ونعتبر هذه الخطوة استثمارا في المستقبل، ونسعى من خلاله لجعل أسطولنا أكثر عصرية وكفاءة.

· الجزائر تملك موقعاً محورياً بين القارات، كيف ستستثمر الخطوط الجوية الجزائرية هذه الميزة لتعزيز حضورها التجاري دولياً؟

الموقع الجغرافي للجزائر هبة استراتيجية تجعل من مطار الجزائر محورا طبيعيا للربط بين مختلف القارات، لكن تحويل هذه الميزة إلى نجاح تجاري يتطلب رؤية واضحة وتنفيذا محكما، على الصعيد التجاري سننتهج سياسة تسعير جريئة لمنافسة المحاور الكبرى في الخليج وأوروبا، وسنعمل على بناء شراكات وتحالفات استراتيجية (رمز مشترك، تعاونات ثنائية) لتوسيع حضورنا الدولي، كما سنكثف حملاتنا الترويجية لتسليط الضوء على هذا الامتياز الجغرافي لدى وكالات السفر والزبائن والأسواق العالمية، متموقعين كبوابة تربط أفريقيا بالعالم وتفتح آفاقا جديدة للمسافرين عبر قارات عدّة.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

· نسبة نمو "الجوية الجزائرية" ارتفعت في السنوات الأخيرة؟ كم بلغت؟ وما أبرز عوامل هذا النجاح؟

حققنا خلال السنوات العشر الأخيرة نموا فاق 45% بفضل استراتيجية توسعية طموح وتحسينات تشغيلية ملموسة، مكنتنا من الاستحواذ على حصص سوقية جديدة، عززنا قدراتنا الاستيعابية عبر إضافة طائرات جديدة بنظام الإيجار وفتح خطوط جديدة نحو وجهات سياحية ومحاور اقتصادية واعدة، كما ساعدتنا تقنيات إدارة العائدات الحديثة والتسويق على تحسين نسب امتلاء الطائرات وزيادة العائدات لكل رحلة.

· ما هي استراتيجيتكم لضمان استدامة النمو وتطوير الأداء مستقبلاً؟

مستقبلنا لم يعد قائما على النمو من أجل النمو بل على بناء استراتيجية أكثر استدامة وأكثر انسجاما مع الأولويات الوطنية في إطار المحيط المحفز الذي توفره الدولة الجزائرية والتحولات العالمية.

كما أن رؤيتنا تقوم على محاور أساسية تتمثل في التوسع المسؤول عبر تجديد الأسطول بشكل مستمر وتحقيق التميز في تجربة الزبون من خلال رقمنة الخدمات وتبني معايير عالمية للجودة في ظل الدعم الذي تقدمه الحكومة لمجال الطيران المدني من خلال تحيين القاعدة التشريعية بالمصادقة على القانون المحدّد للقواعد العامة المتعلقة بالطيران المدني، والذي جاء بهدف مطابقة التنظيم الوطني مع معايير وتوصيات منظمة الطيران المدني الدولي واستحداث الوكالة الوطنية للطيران المدني والتي تُعنى بتنظيم أنشطة الطيران المدني والإشراف على إعداد البرامج الوطنية لأمن وسلامة وتسهيلات الطيران المدني وضمان تطبيقها.

يأتي ذلك، بالإضافة إلى العديد من المهام التي تجعل هذه الهيئة لبنة أساسية في مسعى مواصلة تطوير هذا المجال في الجزائر. وبهذا التوجه سنواصل النمو بخطى ثابتة، مستجيبين لتطلعات زبائننا ومتطلبات السوق والتكيّف مع تشريعات أكثر صرامة.