حكومة الأسد تسعى لاستيراد مليون طن قمح وسط تفاقم أزمة الخبز في سورية

حكومة الأسد تسعى لاستيراد مليون طن قمح وسط تفاقم أزمة الخبز في سورية

18 نوفمبر 2021
تراجع محاصيل القمح في سورية (Getty)
+ الخط -

كشف عبد اللطيف الأمين المدير العام للمؤسسة السورية للحبوب في حكومة نظام الأسد، عن إبرام عقود لاستيراد مليون طن قمح، منها 500 ألف طن من روسيا الاتحادية و500 ألف طن من الموردين السوريين المحليين قيمتها نحو 319 مليون دولار تقريباً.
وينفي مدير المؤسسة الحكومية صحة "أي شائعات" حول زيادة سعر الخبز "سعر ربطة الخبز ثابت والحكومة حريصة على تأمين الخبز من دون انقطاع" مبيناً خلال اجتماع مجلس إدارة المؤسسة أمس مع وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عمرو نذير سالم، أن "الموازنة المالية الاستثمارية التقديرية للمؤسسة تصل إلى نحو 7 مليارات ليرة كرقم تأشيري، وقد نتجاوز هذا الرقم والحكومة وجهت المصرف المركزي بإعطاء الأولوية في التمويل للمؤسسة لتأمين القمح".
وخابت آمال نظام الأسد بموسم الحبوب بعد وصف عام 2021 بـ"عام القمح" مع تراجع المحاصيل المسلمة لحكومة الأسد، إلى 400 ألف طن بعدما كان الحجم ألف طن خلال الموسم السابق.
وتنسحب أزمة القمح والخبز على المناطق المحررة، شمال غرب سورية، بعد رفع أسعار الخبز وتخفيض وزن الربطة بمناطق إدلب، من 1.1 كيلو غرام إلى 450 غراماً وارتفاع ربطة الخبز إلى 2.5 ليرة سورية.

يقول مدير مؤسسة الحبوب التابعة للمعارضة السورية، حسان محمد لـ"العربي الجديد" إن هناك أسعارا متعددة  بمناطق المعارضة، فسعر ربطة الخبز"1.2 كيلو غرام" بمناطق الحكومة المؤقتة (اعزاز وعفرين مثلاً) هو 2 ليرة تركية، في حين يرتفع بإدلب، مناطق حكومة الإنقاذ، إلى 2,5 ليرة رغم تخفيض الوزن.
ويرى محمد أن استيراد القمح من روسيا "أمر طبيعي" لأن موسم القمح بتراجع مستمر، وملامح الموسم المقبل "قاتمة" بواقع قلة الأمطار وتردد الفلاحين بالزراعة بالتوازي مع ارتفاع أسعار القمح عالمياً، مضيفاً أن حكومة الأسد بحاجة لاستيراد مليون طن آخر، لأن المخازن فارغة واستهلاك مناطق الأسد تصل إلى 2.5 مليون طن قمح سنوياً.
وحول احتياطي القمح والطحين بمناطق المعارضة، يؤكد مدير المؤسسة المختصة، أنه لا يوجد أي أزمة نقصان بالمادة، ولكن الأسعار مرشحة دائماً للارتفاع لأنها مرتبطة بالليرة التركية التي يتراجع سعر صرفها باستمرار، وبالتالي ترتفع أسعار المحروقات ومستلزمات الإنتاج.
وتستمر معاناة السوريين بالحصول على الرغيف بمناطق سيطرة نظام بشار الأسد، رغم رفع حكومته سعر ربطة الخبز"1.1 كيلوغرام" بنسبة 100% في يوليو/تموز الماضي ووصول سعر "الربطة" إلى 1200 ليرة خارج الأفران، بعد أن بات للخبز بسورية سوق سوداء بحسب الإعلامي صبري عيسى من دمشق.

ويؤكد عيسى أن حصة السوريين من الخبز التي توزع حسب عدد أفراد الأسرة "غير كافية" ما يدفع السوريين للتوجه للسوق السوداء التي تبيع الخبز على مرأى من عيون المراقبين "أمام الأفران" بأسعار مضاعفة.
وكانت حكومة الأسد قد حددت في يوليو/تموز الماضي حصة العائلات المكونة من خمسة أشخاص بـ52 ربطة في الشهر، بسقف ربطتين في اليوم، وهو نفس سقف الربطات المحدد يوميًا للأسرة المكونة من أربعة أفراد، والتي تستطيع الحصول على 43 ربطة شهريًا.

وأما الأسرة المكونة من ثلاثة أفراد فلها 30 ربطة في الشهر، والأسرة المكونة من شخص واحد تحصل على ربطة خبز "7 أرغفة" كل يومين.
ويذكر أن إنتاج سورية من القمح كان قبل عام 2011 بين 3.5 و4 ملايين طن، في حين أن الاستهلاك السوري لا يزيد عن 2.5 مليون طن، ولكن، منذ نحو عشر سنوات، تراجع إنتاج القمح إلى نحو 1.2 مليون طن تتوزع على مناطق المعارضة "شمال غرب" ومناطق الإدارة الذاتية "شمال شرق" ومناطق سيطرة الأسد.