حزمة الإنقاذ الأميركية تربك الأسواق: صعود الدولار وهبوط الأسهم

حزمة الإنقاذ الأميركية تربك الأسواق: صعود الدولار وهبوط الأسهم

22 أكتوبر 2020
خروج الدولار من القاع (Getty)
+ الخط -

أربكت المداولات حول حزمة الإنقاذ الأميركية، الأسواق العالمية، فارتفع الدولار فيما هبطت الأسهم وأسعار النفط. وقام البيت الأبيض، الأربعاء، بتحسين عرضه لخطة الدعم الاقتصادي آملاً الوصول إلى حل وسط مع المعارضة الديمقراطية قبل الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال مارك ميدوز كبير موظفي البيت الأبيض، لشبكة "فوكس نيوز": "أصبح العرض الآن 1,9 تريليون دولار"، مضيفاً: "أعتقد أنّ الساعات الـ24 أو الـ48 المقبلة ستكون حاسمة".

وأجرى وزير الخزانة ستيفن منوتشين، ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي اللذان يقودان المفاوضات، محادثات مرة جديدة، الأربعاء، لمدة ساعة تقريباً.

وقال الناطق باسم بيلوسي درو هاميل، في تغريدة على "تويتر": "ساهمت هذه المحادثات في اقترابنا من صياغة التشريع". وأضاف: "نحن أكثر استعداداً للتوصل إلى حل وسط بشأن أولويات عدة".

وما زالت اختلافات في وجهات النظر قائمة، ومن المقرر أن يتحادث منوتشين وبيلوسي مرة أخرى الخميس. وأدى الخلاف في وجهات النظر بين المعسكرين إلى جمود الأسواق التي تأمل التوصل إلى اتفاق، خصوصاً بعد انتهاء المهلة التي أعطاها الديمقراطيون الثلاثاء.

ونالت الخطة الجديدة لدعم الاقتصاد الأميركي استحسان الاقتصاديين، الذين يرون أنّ من شأنها تسريع عودة النشاط.

إلا أنها أصبحت قضية انتخابية لأنّ كل طرف يخشى أن يأخذ الطرف الآخر الفضل في ذلك. فدونالد ترامب الذي يطمح لولاية ثانية، يأتي في استطلاعات الرأي الوطنية بعد الديمقراطي جو بايدن.

وفي بداية المفاوضات قبل ثلاثة أشهر، قال البيت الأبيض إنه يؤيد خطة لمساعدة الأسر والشركات بحد أقصى يبلغ 1000 مليار دولار، لكن الديمقراطيين طالبوا بمبلغ لا يقل عن 2200 مليار دولار.

الأسهم والنفط
وبلغت الأسهم الأوروبية، الخميس، أدنى مستوياتها في قرابة شهر، إذ تأثرت المعنويات بتراجع ثقة المستهلكين الألمان، ومخاوف بشأن تزايد وتيرة الإصابات بفيروس كورونا وتعثر التحفيز في الولايات المتحدة.

وهبط المؤشر داكس الألماني 1.3%، متذيلاً مؤشرات البورصات الأوروبية، وذلك بعد أن خلص مسح إلى أن ثقة المستهلكين في أكبر اقتصاد أوروبي انخفضت مع الاقتراب من نوفمبر/ تشرين الثاني، إذ صار الألمان أقل رغبة في الإنفاق بسبب مخاوف حيال موجة ثانية من فيروس كورونا.

ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.9% في رابع جلسة من الخسائر على التوالي.

وتشهد أوروبا تزايداً في حالات الإصابة بكوفيد-19 إلى مستويات غير مسبوقة، إذ صارت إسبانيا أول دولة أوروبية تخطت حاجز المليون إصابة، في حين تسجل إيطاليا زيادة قياسية في حالات الإصابة اليومية.

وتراجعت أسعار النفط بشكل طفيف، الخميس، بعد خسائر ثقيلة خلال الليل، وذك في ظل تراكم لمخزونات البنزين بالولايات المتحدة يشير إلى تراجع توقعات الطلب على الوقود مع زيادة وتيرة الإصابات بفيروس كورونا في أميركا الشمالية وأوروبا.

ونزلت العقود الآجلة لخام برنت سنتا واحدا، بما يعادل 0.02%، إلى 41.72 دولاراً للبرميل بعد أن خسرت 3.3%، أمس الأربعاء.

وتراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط أربعة سنتات، أو 0.1%، إلى 39.99 دولاراً للبرميل بعد نزولها 4% في الجلسة السابقة.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إنّ مخزونات البنزين بالولايات المتحدة ارتفعت 1.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول مقارنة بتوقعات لانخفاض 1.8 مليون برميل.

وشرحت الإدارة أن متوسط إجمالي المنتجات الموردة، وهو مؤشر على الطلب، بلغ 18.3 مليون برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 16 أكتوبر/ تشرين الأول، بانخفاض 13% عن نفس الفترة قبل عام.

وتتفاقم المخاوف على صعيد الإمدادات بفعل التسارع الكبير لصادرات النفط الليبية، في أكتوبر/ تشرين الأول، مع استئناف التحميل بعد تخفيف حصار تضربه قوات من الشرق.

وشهدت ليبيا تعافي الإنتاج إلى 500 ألف برميل يومياً، وتتوقع الحكومة في طرابلس تضاعف ذلك بحلول نهاية العام.

الدولار والذهب
 وتراجع الذهب، الخميس، إذ عوض الدولار بعض الخسائر بعد شكوك حيال إمكانية توصل مشرعين أميركيين لاتفاق بشأن حزمة مساعدات جديدة للمتضررين من فيروس كورونا قبل انتخابات الرئاسة الشهر المقبل.

وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.57% إلى 1913.56 دولاراً للأوقية (الأونصة)، متراجعاً عن مستوى 1931.01 دولاراً للأوقية الذي سجله، أمس الأربعاء، وكان أعلى مستوى منذ 12 أكتوبر/ تشرين الأول. وانخفض الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.7% إلى 1916.60 دولاراً.

وارتفعت الأسعار أكثر من 26% منذ بداية العام بفضل أسعار الفائدة القريبة من الصفر في أنحاء العالم وبرامج تحفيز غير مسبوقة لتخفيف الصدمة الاقتصادية بسبب تفاقم الجائحة، مما يزيد من جاذبية المعدن النفيس.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 0.9% إلى 24.85 دولاراً للأوقية وزاد البلاتين 0.1% إلى 887.32 دولاراً ولم يشهد البلاديوم تغيراً يذكر وسجل 2403.81 دولار.

في المقابل، تعافى الدولار من أدنى مستوياته في سبعة أسابيع، إذ تلقى بعض الدعم بعد أن انهارت مجدداً الآمال في حزمة تحفيز مالي في الولايات المتحدة قبل انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني.

وفي التعاملات المبكرة بلندن، كان مؤشر الدولار منخفضاً بشكل طفيف مقابل سلة من العملات عند 92.612، لكنه تماسك فوق أدنى مستوياته منذ الثاني من سبتمبر/ أيلول.

وانحفض اليورو 0.16 إلى 1.1842 دولار، ليكون دون أعلى مستوياته في شهر عند 1.18805 الذي بلغه، أمس الأربعاء. وابتعد الين الياباني كثيراً عن قمة أربعة أسابيع التي بلغها أمس عند 104.345 مقابل العملة الأميركية، ليكون في أحدث المعاملات عند 104.74.

وبتغيير طفيف عن الجلسة السابقة، كان الجنيه الإسترليني عند 1.3145 دولار في أحدث معاملات. وهبط الدولار الأسترالي 0.1% مقابل العملة الأميركية، في حين زاد الدولار النيوزيلندي قليلاً إلى 0.6664 دولار، ارتفاعاً من مستوى 0.6551 الذي لامسه يوم الثلاثاء.

وكان اليوان الصيني منخفضاً في أحدث المعاملات الخارجية عند 6.6548 مقابل الدولار.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون