استمع إلى الملخص
- أمرت الصين شركات الطيران بعدم تسلّم شحنات إضافية من طائرات "بوينغ"، مما يعكس التوترات المتزايدة بين البلدين ويؤثر على خطط تسليم الطائرات الجديدة.
- تعقيد عمليات تسليم الطائرات الجديدة بسبب انهيار وضع الإعفاء الجمركي، حيث يتوقع المحللون تأجيل تسليم العديد من الطائرات لتجنب الرسوم الجمركية المرتفعة.
أخذت حرب الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين منحى جديداً، اليوم الأحد، إذ أعلنت شركات شحن عن تعليق الطرود التي يزيد سعرها عن 800 دولار للمستهلكين الأميركيين بسبب الرسوم الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هذا النوع من الشحنات، بينما عادت طائرة بوينغ من الصين كانت قد اشترتها إحدى شركات الطيران الصينية، وذلك رداً على رسوم ترامب الأخيرة.
وقالت شركة دي.إتش.إل إكسبرس "DHL" التابعة لهيئة البريد الألمانية إنها ستعلق الشحنات التي تتجاوز قيمتها 800 دولار من شركات عالمية إلى مستهلكين أفراد في الولايات المتحدة اعتباراً من يوم غد الاثنين، لأن تغيير لوائح تنظيمية أميركية أطال فترة التخليص الجمركي. ولم يكن الإشعار الذي رفعته الشركة على موقعها الإلكتروني مؤرخاً، لكن البيانات الوصفية أظهرت أنه وضع أمس السبت.
وعزت الشركة سبب الإيقاف إلى القواعد الجمركية الأميركية الجديدة التي تتطلب معالجة رسمية لدخول جميع الشحنات التي تزيد قيمتها عن 800 دولار بعد أن كان الحد الأدنى في السابق 2500 دولار حتى صدور تعديل في الخامس من إبريل/نيسان. وأوضحت أنها لن تعلق الشحنات بين الشركات، لكنها قد تتأخر. ولن تتأثر الشحنات التي تقل قيمتها عن 800 دولار سواء للشركات أو المستهلكين بهذه التغييرات. وذكرت الشركة في بيان أن هذه الخطوة إجراء مؤقت.
ورداً على أسئلة وكالة رويترز، قالت الشركة الأسبوع الماضي، إنها ستواصل التعامل مع شحنات من هونغ كونغ إلى الولايات المتحدة "وفقاً للقواعد واللوائح الجمركية المعمول بها" وإنها "ستعمل مع عملائها لمساعدتهم على فهم التغييرات المقررة في الثاني من مايو والتكيف معها".
جاء ذلك بعد أن قالت هيئة بريد هونغ كونغ الأسبوع الماضي، إنها علقت خدمات البريد للبضائع المرسلة عن طريق البحر إلى الولايات المتحدة التي اتهمتها "بالبلطجة" بعدما ألغت واشنطن أحكام إعفاء تبادل الطرود القادمة من الصين وهونغ كونغ من الرسوم الجمركية. وقالت خدمة البريد إنه سيتم وقف إرسال طرود البريد البري على الفور في حين سيتم وقف إرسال طرود البريد الجوي اعتباراً من 27 إبريل/نيسان.
وجاء قرار خدمة بريد هونغ كونغ بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً في وقت سابق من الشهر الحالي يقضي بإلغاء معاملة الإعفاء من الرسوم الجمركية على السلع التي تبلغ قيمتها 800 دولار أو أقل، اعتباراً من 2 مايو/أيار. وقال البيت الأبيض إن هذا الإجراء من شأنه أن يساعد في مكافحة الشحنات غير المشروعة. ووفقاً للقواعد الأميركية الجديدة فإن مثل هذه الشحنات ستخضع لرسوم تبلغ 30% من قيمتها أو 25 دولاراً رسماً موحداً، وتزيد إلى 50 دولاراً اعتباراً من أول يونيو/حزيران.
وفرض ترامب في بادئ الأمر رسوماً جمركية على الواردات الصينية على خلفية اتّهامه بكين بالضلوع في توريد مادة الفنتانيل المخدّرة، ثمّ رفع نسبة هذه الرسوم بحدّة في الآونة الأخيرة ردّاً على ممارسات تجارية صينية تعتبرها واشنطن مجحفة. ومنذ مطلع هذا العام، فرض ترامب تعرفات جمركية بنسبة 145% على كثير من الواردات الصينية، تضاف إلى رسوم فرضتها الإدارات السابقة. وردّت بكين بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 125% على الواردات الأميركية.
عودة طائرة بوينغ من الصين بسبب الرسوم
عادت طائرة بوينغ 737 ماكس كانت مخصصة لشركة طيران صينية إلى الولايات المتحدة اليوم الأحد، في ظل تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وهبطت الطائرة التي كانت مخصصة لشركة طيران شيامن الصينية في مطار بوينغ فيلد في سياتل الساعة 6:11 مساء (01.11 بتوقيت غرينتش) وفقاً لشاهد من رويترز. وكانت الطائرة تحمل شعار شركة شيامن.
وخلال رحلة العودة التي امتدت لمسافة ثمانية آلاف كيلومتر توقفت الطائرة للتزود بالوقود في جوام وهاواي. والطائرة واحدة من عدة طائرات من الطراز نفسه، تنتظر في مركز بوينغ لإتمام التصنيع بمدينة تشوشان الصينية للخضوع للأعمال النهائية وتسليمها لشركة طيران صينية.
ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن مصادر مطلعة قولها، الثلاثاء الماضي، إنّ الصين أمرت شركات الطيران التابعة لها بعدم تسلّم أي شحنات إضافية من طائرات "بوينغ"، رداً على قرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بنسبة 145% على السلع الصينية. وأضاف تقرير "بلومبيرغ" أنّ بكين طلبت أيضاً من شركات الطيران الصينية وقف شراء المعدات وقطع الغيار المتعلقة بالطائرات من الشركات الأميركية.
وتخطط أكبر ثلاث شركات طيران في الصين، وهي إير تشاينا وتشاينا إيسترن وتشاينا ساذرن، لتسلّم 45 و53 و81 طائرة بوينغ على الترتيب بين عامي 2025 و2027. ورفع ترامب هذا الشهر الرسوم الجمركية الأساسية على الواردات الصينية، ورداً على ذلك فرضت الصين رسوماً على السلع الأميركية. وستؤثر هذه الرسوم على أي شركة طيران صينية تتسلم طائرات بوينغ 737 ماكس، نظراً لأن القيمة السوقية للطائرة تبلغ نحو 55 مليون دولار وفقاً لما ذكرته شركة (آي.بي.إيه) الاستشارية في مجال الطيران.
ولم يتضح بعد الطرف الذي اتخذ قرار إعادة الطائرة إلى الولايات المتحدة. ولم ترد بوينغ بعد على طلب التعليق، كما لم تستجب شيامن لطلب التعليق. وتُعد عودة الطائرة وهي من الطراز الأكثر مبيعاً لدى بوينج، أحدث مؤشر على تعطل عمليات تسليم الطائرات الجديدة نتيجة انهيار وضع الإعفاء الجمركي الذي استمر لعقود في قطاع الطيران.
وتأتي حرب الرسوم الجمركية والتراجع الواضح في عمليات التسليم في الوقت الذي تتعافى فيه بوينغ من توقف الطلب على طائرات 737 ماكس لمدة خمس سنوات تقريباً، وجولة سابقة من التوترات التجارية. ويقول محللون إن الارتباك بشأن تغيير الرسوم الجمركية قد يُعيق تسليم العديد من الطائرات، إذ يؤكد بعض الرؤساء التنفيذيين لشركات الطيران بأنهم سيؤجلون تسلم الطائرات بدلاً من دفع الرسوم.
(رويترز، العربي الجديد)