جمعة بيضاء لتنشيط أسواق الأردن الراكدة

جمعة بيضاء لتنشيط أسواق الأردن الراكدة

22 نوفمبر 2020
التجّار يتكبدون خسائر باهظة بسبب ركود المبيعات (Getty)
+ الخط -

في محاولة منها لتحريك جمود القطاع التجاري وتخفيض خسائره الناتجة عن أزمة كورونا، بدأت غرفة تجارة الأردن بتنظيم أسبوع من التنزيلات والتخفيضات على الأسعار تحت مسمى "الجمعة البيضاء" اعتبارا من أمس السبت وحتى مساء الخميس المقبل.

ويأتي إطلاق مسمى الجمعة البيضاء على أسبوع التخفيضات في الأردن كمحاكاة لظاهرة "الجمعة السوداء" في مختلف دول العالم من أجل تنشيط الأسواق وزيادة المبيعات.

وقال ممثل قطاع الألبسة والأحذية والمجوهرات في غرف تجارة الأردن، أسعد القواسمي، لـ"العربي الجديد" إن القطاع تأثر كثيرا وتعرض لخسائر كبيرة بسبب التداعيات الناتجة عن أزمة كورونا حيث إن البضاع مكدسة في المحال والمستودعات منذ أشهر طويلة ولم يتمكن التجار من تصريفها لانخفاض الطلب وتراجع القدرات الشرائية للمواطنين هذا العام بشكل غير مسبوق.

وأضاف أن غرفة التجارة رأت من المفيد تنظيم أسبوع من التنزيلات لكافة السلع بخاصة الألبسة والأحذية والأجهزة الكهربائية لتحفيز المواطنين على الشراء ما يساهم في تنشيط الحركة التجارية، مشيرا إلى أن بعض التخفيضات تصل إلى 70 في المائة.

وأوضح أن موسم التنزيلات يشكل عادة فرصة للمحلات التجارية لزيادة مبيعاتها وتصريف بضائعها لكن هذا العام تعمقت الأزمة بسبب كورونا والحظر الشامل والجزئي الذي تطبقه الحكومة في إطار الإجراءات المتخذة لمواجهة تفشي الوباء.

وقال القواسمي إن القطاع التجاري يعول كثيرا على هذا الموسم لزيادة مبيعاته وهذا ما سيتضح خلال الأيام القليلة المقبلة.

ودعا القواسمي المواطنين إلى شراء الألبسة والأحذية من المحال التجارية بشكل مباشر وتجنب عمليات التسوق الإلكتروني وذلك لضمان شراء منتج مطابق للواقع وذي جودة عالية. وكشف تراجع استيراد الألبسة والأحذية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بنسبة 18 في المائة.

وكانت نقابة الألبسة طالبت الحكومة بتأجيل أقساط البنوك على الأفراد والمستثمرين وذلك نتيجة للظروف الصعبة التي يعاني منها الاقتصاد وكون ذلك يسهم في تحريك السوق وزيادة الطلب على السلع من خلال توفير السيولة للمواطنين.

وتوقع البنك الدولي أن ترتفع نسبة الفقر في الأردن بنسبة 11 في المائة لتصل إلى 27 في المائة العام الحالي، فيما يقدر عدد الفقراء الأردنيين بحوالي مليون شخص.

وفقد عشرات آلاف الأردنيين أعمالهم خلال العام الحالي انعكاسا للجائحة وبلغ معدل البطالة 23 في المائة للربع الثاني من العام الحالي ويتوقع أن يزيد عن 30 في المائة للعام بأكمله وخاصة مع عودة أعداد كبيرة من الأردنيين العاملين في الخارج وبالذات من منطقة الخليج العربي.

وفي الوقت الذي شكك فيه مواطنون بوهمية التخفيضات والتنزيلات على السلع بخاصة الألبسة والأجهزة الكهربائية، فقد أكد رئيس نقابة تجارة الألبسة والأقمشة، منير أبو ديه، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن التنزيلات ستكون حقيقة وأعلى من السنوات السابقة لتحفيز المواطنين على الشراء.

 

وقال إن الظروف الصعبة التي يمر بها المواطنون وكذلك القطاعات الاقتصادية كانت الدافع لإقامة الجمعة البيضاء أو السوداء حسب ما هو متعارف عليه عالميا ونأمل أن يتجاوب الأردنيون مع حملة التخفيضات والتنزيلات على مختلف السلع.

وقدر رئيس نقابة تجارة الألبسة والأقمشة قيمة البضائع الشتوية المتوفرة لدى القطاع التجاري بحوالي 220 مليون دولار لم يتم تسويق سوى 10 في المائة منها فقط حتى الآن بسبب الظروف المعيشية للمواطنين وتبعات جائحة كورونا.

وقال مسؤول مراقبة الأسواق في وزارة الصناعة والتجارة والتموين، علي طلافحة، لـ"العربي الجديد" إن فرق الرقابة ستتابع التخفيضات التي تجريها المحال التجارية على السلع والتحقق من التزامها بالأسعار المعلنة وضرورة أن تكون التنزيلات حقيقية وليست وهمية.

وأضاف أن الرقابة ستركز أيضا على التزام المحال التجارية بأوامر الدفاع الخاصة بمراعاة متطلبات السلامة العامة والوقاية الصحية والتي تشمل مراعاة التباعد الجسدي بين الزبائن وارتداء الكمامات وعدم الاكتظاظ. وما فاقم ركود الأسواق تراجع القوة الشرائية للمواطنين في ظل تصاعد الأزمات المعيشية بسبب الجائحة الصحية.

وأظهرت أحدث بيانات للبنك المركزي الأردني ارتفاع مديونية الأفراد لغايات الإنفاق على بنود ومجالات أساسية إلى نحو 15.8 مليار دولار في نهاية العام الماضي.

وقال "المركزي" في بيانات حديثة، إن نسبة مديونية الأفراد خلال عامي 2018 و2019 منخفضة نسبيا مقارنة مع معدلات النمو المرتفعة التي شهدتها الفترة السابقة خاصة الأعوام 2014 و2015، ما يدل على تراجع مخاطر مديونية الأفراد في السنوات الأخيرة.

المساهمون